فتاوى كبار علماء الأمة في حكم المظاهرات والمسيرات
قال فضيلة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -
رحمه الله تعالى - في مجموع فتاويه [18/379]:
(أوصي العلماء وجميع الدعاة وأنصار الحق أن يتجنبوا المسيرات والمظاهرات التي تضر الدعوة ولا
تنفعها، وتسبب الفرقة بين المسلمين، والفتنة بين الحكام
والمحكومين وإنماالواجب سلوك السبيل الموصل إلى الحق
واستعمال الوسائل التي تنفع ولا تضر،وتجمّع ولا
تفَرّق، وتنشر الدعوة بين المسلمين، وتبين لهم ما يجب عليهم
بالكتابات والأشرطة المفيدة، والمحاضرات النافعة، وخطبِ
]الجمَعِ الهادفة، التي توضــّح الحقّ وتدعو إليه، وتبين الباطل
وتحذر منه، مع الزيارات المفيدة للحكام والمسلمين،
والمناصحة كتابةً ومشافهةً بالرفقِ والحكمةِ والأسلوبِ الحسن ...).
[نقلاً عن فتاوى الأئمة 144].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
-رحمهُ اللهُ
-
السؤال: هل المُظاهَرات الرِّجاليَّة والنِّسائيَّة ضدَّ الحُكَّام والوُلاة
]تعتبروسيلةً من وسائل الدَّعوة؟ وهل مَن يموت فيها يُعتبر
شهيدًا؟
الجواب: لا أرى المُظاهَرات الرِّجاليَّة والنِّسائيَّة من العلاج.
ولكنِّي: أرى أنَّها من أسباب الفِتن، ومِن أسباب الشَّرِّ، ومِن
أسباب ظلم بعضِ النَّاس، والتعدِّي على بعض النَّاس بغير حقٍّ.
ولكن الأسباب الشَّرعيَّة:
المكاتبة،والنَّصيحة، والدَّعوة إلى الخيرِ بالطُّرق السليمة، الطُّرق
]التي سلكهاأهلُ العلم، وسلكها أصحابُ النَّبي -صلى اللهُ عليهِ
]وسلَّم- وأتباعُهم بإحسان؛ بالمُكاتبة والمشافهة مع الأمير، ومع
السُّلطان، والاتِّصال به،ومُناصحته، والمكاتبة له، دون التَّشهير
في المنابِر وغيرها بأنَّه فعل كذا وصار منه كذا. والله
المستعان(1).
وقال -أيضًا-رحمهُ اللهُ-:
والأسلوب السيئ العنيف مِن أخطر الوسائل في ردِّ الحقِّ، وعدم
قبوله، أو إثارة القلاقل، والظُّلم، والعدوان، والمضارَبات..
ويلحق بهذا الباب: ما يفعلُه بعضُ النَّاس من المظاهَرات التي
تُسبِّب شرًّا عظيمًا على الدُّعاة.
فالمسيرات في الشَّوارع، والهتافات ليست هي الطَّريق الصَّحيح
للإصلاح والدَّعوة!
فالطَّريق الصَّحيح: بالزِّيارة والمُكاتَبات بالتي هي أحسن
***********************
الشيخ محمد بن عثيمين -رحمهُ الله
-
السؤال: مامدى شرعيَّة ما يُسمُّونه بالاعتصام في المساجد، وهم
-كما يزعمون- يعتمدون على فتوى لكم في أحوال الجزائر
-سابقًا- أنها تَجوز؛ إن لم يكن فيها شغب،ولا معارضة بسلاحٍ أو
شِبهه؛ فما الحكمُ في نظركم؟ وما توجيهكم لنا؟
الجواب:
قد أمر النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسلام- مَن رأى مِن أميرِه شيئًا
يكرهُه: أن يصبر(3).
وقال: «مَن مات على غيرِ إمامٍ؛ ماتَ ميتةً جاهليَّة»(4).
الواجبُ علينا: أن ننصح بقدر المستطاع.
أمَّا أن نُظهر المبارزةَ والاحتِجاجات علنًا؛ فهذا خِلاف هَدي
السَّلف، وقد علمتُم -الآن- أن هذه الأمور لا تمت إلى الشَّريعة
بصِلةٍ، ولا إلى الإصلاح بصِلة.
ما هي إلا مضرة...!!
الخليفة المأمون قَتَل من العلماء الذين لم يقولوا بقَولِه في خلْق
القرآن، قتل جمعًا من العلماء، وأجبر النَّاس على أن يقولوا
بهذا القول الباطِل
ما سمعنا عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أن أحدًا منهما
اعتصَم في أي مسجدٍ -أبدًا-، ولا سمعنا أنَّهم كانوا يَنشرون
]معايبَه من أجلِ أن يَحمل النَّاس عليه الحقدَ والبغضاء
]والكراهية!!
ولا نؤيِّد المظاهَرات، ولا الاعتصامات، أو ما أشبه، لانؤيِّدها
-إطلاقًا-، ويمكن الإصلاح بدونها؛ لكن:
لا بُد أن هناك أصابع خفيَّة داخليَّة، أو خارجيَّة تُحاوِل بثَّ مثل
هذه الأمور(5).
الشيخ صالح الفوزان -حفظهُ اللهُ-
السؤال: هل مِن وسائل الدَّعوة القيام بالمُظاهَرات لحلِّ مشاكل
]الأمَّة الإسلاميَّة؟
الجواب:
دينُنا ليس دين فوضى!!
دينُنا دينُ انضِباطٍ، ودين نِظامٍ وهُدوء وسكينة.
والمُظاهَرات ليست من أعمال المسلمين، وما كان المسلمون
]يَعرِفونها.
ودينُ الإسلامِ دينُ هدوءٍ، ودين رحمةٍ، ودين انضِباط..
لا فوضى..
ولا تشويش..
ولا إثارة فتن..
هذا هو دِين الإسلام.
والحقوق يُتوصَّل إليها بالمُطالَبة الشَّرعيَّة، والطُّرق الشَّرعيَّة؛
والمظاهَرات تُحدِث سفك دماء، وتُحدِث تخريبَ أموال!
فلا تجوزُ هذه الأمور(6).
_____________
(1) من شريط: «فتاوى العلماء في طاعة ولاة الأمر».
(2) «مجلة البحوث الإسلامية»، (38/210). ومن هنا للمزيد.
(3) رواه البخاري برقم (7054)، ومسلم برقم (1849)، عن ابن عباس -رضيَ الله عنهُما-.
(4) رواه أحمد برقم (16876)، وأبو يعلَى برقم (7357)، وابن حبان برقم (4573)، عن معاوية -رضيَ اللهُ عنه-، وهو حديثٌ صحيح.
(5) «فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر»
(6) من شريط: «فتاوى العلماء في حكم التفجيرات والمظاهَرات والاغتِيالات».
[نقلتُه بحواشيه من: «الفتاوى الشَّرعيَّة في القضايا العصريَّة»، ص181-184].
وُجّهَ لفضيلة الشيخ صالح اللحيدان - حفظه الله تعالى - هذا
السؤال : -
هل من الوسائل المشروعه إقامة الإعتصامات والمظاهر
أنها مظاهرات سِلمِيّــة لا يوجد فيها عنف ولا تخريب؟؟.
الجواب :-هذه من البدع، لو كان ذلك خيراً لسبقنا إليه الصّحابة -
رضي الله عنهم -، بل هذه المظاهرات إنما هي أعمالُ جاهليةٍ ما
أنزل الله بها من سلطان.
بل نصرةُ الحقّ بالدّعْوَةِ إليه، وَتَأييدِ مَنْ قامَ بما لا يَتَرَتّبُ عليهِ
مُنكَرٌ أكبر، وبيان أنّ أجلّ الأمور وأعلاها قدراً : الاكتفاءُ بسنةِ
المختار - صلى الله عليه وسلم - بكل أمر.
ثم إن المظاهرات لا عَقلَ لها، يَحصُلُ بها تدميرٌ وإفساد، رُبما
جَرّت إلى القمعَ مِن الجهاتِ الأخرى وإذلال ، وَرُبّما إلى سفكِ
دماءٍ وإنتهاكِ حُرُمات.
وهكذا كل طريقةٍ تُسلك لم تكن مِمّا سَنّ النبي - صلى الله عليه
وسلم - والخلفاءُ الراشدون، وخير الهدي ما سرت عليه الامة،
ولن يصلح آخر الأمةإلى ما أصلح أولها]. (انتهى كلامه).
جزى الله أئمتنا الأعلام .... أئمة السلف الكرام عنأمة الإسلام
خير الجزاء، فهم أعلم الناس بالحق وأرأفهم بالخلق، وهم
منارات الهدى في الأيام الحالكات.
المصدر :- شريط (( هذه سبيلي )) في الملتقى المؤمل في اتباع
الصدر الاول
اذكر هنا مقولة احمد بن حنبل رحمه الله:
(لأن أعيش100 عام تحت حاكم ظالم خيرلي من أن أعيش يوم
واحد بدون حاكم)
شرع الله ونهج النبى صلى الله اتقوا الله وارجعوا إلى عليه وسلم
وأصحابه ففيه الحل لكل الكروب والمحن
(( يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)