علي بن ابي طالب رضي الله تعالي عنه وارضه
كان صاحب بلاغةفي الكليم والفصاحة في الكلام
يروى أن سائلا طرق باب الإمام علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه - وعندما فتح له الإمام الباب وقف السائل صامتا ولم يتكلم حياء منه- كرم الله وجهه -، فسأله سيدنا علي -كرم الله وجهه- عن حاجته فأطرق السائل قليلا ثم أجابه قائلا :
لم يبق عندي ما يباع ويشترى *** تغنيك حالة منظري عن مخبري
إلاَ بقيـــة مـــاء وجــــه صــنته *** عن أن يباع وقد أبحتك فاشــــتر
فتألم الإمام علي-كرم الله وجهه- لحاله وأجابه قائلا :
وافيــــتـنـــا فأتــاك عاجل برنــا *** فــاهــنــأ ولــو أمهـلـتـنـا لـم نقتر
فـخـذ الـقـلـيـل وكن كأنك لم تبع *** مـاء الـحـيـا وكـأنـنـا لـم نـشـتـر
فأنقذه سيدنا الإمام علي -كرم الله وجهه - وأعطاه ما يكفيه من المؤونة ، فيالها من أخلاق مسلم وفصاحة عربي .
وهاذه بعض قصائده
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنهـا***إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُـه *** وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُها *** ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطــنةً***حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قـــد بنيت***أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهـا ***فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها
لكل نفس وان كانت على وجــلٍ***من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــا
المرء يبسطها والدهر يقبضُهــا ***والنفس تنشرها والموت يطويها
إنما المكارم أخلاقٌ مطهـرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعهــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها ***والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أنى لا أصادقها ***ولست ارشدُ إلا حين اعصيها
واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها ***والجــار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها *** والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسـل ***والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطيرتجري على الأغصان عاكفةً***تسبـحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها***بركعةٍ في ظــلام الليـل يحييها
منقول