أبو الدرداء
ومنهم العارف المتفكر، العالم المتذكر، عرف المنعم والنعماء، وتفكر
في صنائعه السراء والضراء. وامق العبادة، وفارق التجارة. داوم على العمل استباقاً، وأحب اللقاء اشتياقاً، تفرغ من الهموم،
ففتح له الفهوم، أبو الدرداء صاحب الحكم والعلوم.
وقد قيل: إن التصوف مكابدة الشوق، إلى من جذب
إلى الفوق.
حدثنا سليمان بن أحمد إملاء، حدثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثنا أبو نعيم،
حدثنا مالك بن مغول، قال: سمعت عون بن عبد الله بن عتبه يقول: سألت أم الدرداء ما كان أفضل عمل أبي الدرداء? قالت: التفكر والاعتبار
رواه وكيع عن مالك مثله.
حدثنا حبيب بن الحسن، وسليمان بن أحمد إملاء، قالا: حدثنا يوسف القاضي، حدثنا عمرو بن مرزوق، حدثنا المسعودي، عن عون
بن عبد الله بن عتبة، قال: قيل لأم الدرداء: ما
كان أكثر عمل أبي الدرداء? قالت:
الاعتبار. رواه وكيع، عن المسعودي
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني
أبي، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قيل لأم الدرداء ما كان أفضل عمل أبي الدرداء? فقالت: التفكر.
حدثنا سعيد بن محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة،
حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا قيس بن عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان،
عن أبي الدرداء، أنه قال: تفكر ساعة خير من قيام ليلة.
حدثنا بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا
أبو المغيرة، حدثنا جرير، قال: حدثنا حبيب بن عبد الله أن رجلاً أتى أبا الدرداء،
وهو يريد الغزو، فقال: يا أبا الدرداء اوصني، فقال: اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء، وإذا أشرفت على شيء من الدنيا
فانظر إلى ما يصير.
حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن شبل، حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم
بن أبي الجعد، قال: مر ثوران على أبي الدرداء وهما يعملان، فقام
أحدهما ووقف الآخر، فقال أبو الدرداء:
إن في هذا لمعتبرا.
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الله، حدثنا
عمرو بن زرارة، حدثنا المحاربي، عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، قال: قال أبو الدرداء:
بعث النبي صلى الله عليه وسلم
وأنا تاجر، فأردت أن تجتمع لي العباده والتجارة، فلم يجتمعا، فرفضت التجارة وأقبلت
على العبادة. والذي نفس أبي الدرداء بيده ما أحب أن لي اليوم
حانوتاً على باب المسجد لا يخطئني فيه صلاة أربح فيه كل يوم أربعين ديناراً، وأتصدف
بها كلها في سبيل الله. قيل له:
يا أبا الدرداء، وما تكره
من ذلك? قال: شدة الحساب.
رواه محمد بن جنيد التمار، عن المحاربي، فقال: عن عمرو بن مرة، عن أبيه.
ورواه خيثمة، عن أبي الدرداء
نحوه.
حدثناه عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن أبي سهل، حدثنا عبد الله
بن محمد العبسي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: قال أبو الدرداء:
كنت تاجراً قبل أن يبعث محمد
صلى الله عليه وسلم فلما بعث محمد زاولت العبادة والتجارة، فلم يجتمعا فأخذت في العبادة
وتركت التجارة.
حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا
عبد الصمد، حدثنا عبد الله بن بجير، قال:
حدثنا أبو عبد رب، قال: قال أبو الدرداء:
مايسرني أن أقوم على الدرج
من باب المسجد، فأبيع وأشتري فأصيب كل يوم ثلاثمائة دينار، أشهد الصلاة كلها في المسجد،
ما أقول أن الله عز وجل لم يحل البيع ويحرم الربا، ولكن أحب أن أكون من الذين لا تلهيهم
تجارة ولا بيع عن ذكر الله.
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: قرأت على أبي هذا الحديث، حدثكم أبو العلا الحسن بن سوار، حدثنا ليث- يعني بن سعد- عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير
بن نفير، عن عوف بن مالك، أنه رأى في المنام قبة من آدم ومرجاً أخضر، وحول القبة غنم
ربوض تجتر وتبعر العجوة، قال: قلت:
لمن هذه القبة? قيل لعبد الرحمن بن عوف:
قال: فانتظرنا حتى خرج، قال:
فقال: يا عوف هذا الذي أعطانا الله بالقرآن، ولو أشرفت على هذه الثنية لرأيت
مالم تر عينك، و لم تسمع أذنك، ولم يخطر على قلبك، أعده الله سبحانه وتعالى لأبي الدرداء
لأنه كان يدفع الدنيا بالراحتين والنحر.
حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي حدثنا
إسماعيل بن إبراهيم عن يونس بن عبيد عن الحسن قال:
قال أبو الدرداء: من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قل
عمله، وحضر عذابه. ومن لم يكن غنياً عن الدنيا فلا
دنيا له.
حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا أحمد بن علي بن الجارود، حدثنا أبو
سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد، عن بعض البصريين، عن الحسن، عن أبي الدرداء، قال: كم من نعمة لله تعالى في عرق ساكن.
حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن المعلى، حدثنا محمود بن خالد،
حدثنا عمرو بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، أن أبا الدرداء كان يقول: لا تزالون بخير ما أحببتم خياركم، وما قيل فيكم بالحق فعرفتموه، فإن
عارف الحق كعامله. رواه بن المبارك عن الأوزاعي مثله.
حدثنا أبو حامد بن جبلة، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا محمد
بن الصباح، حدثنا سفيان، عن معسر، قال:
سمعت القاسم بن محمد يقول: كان أبو الدرداء من الذين أوتوا العلم.