{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}
زواج عقيلة آل البيت ( السيدة زينب ) رضي الله تعالي عنها
العروس: السيدة/ زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
الأب/ الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
أسم الأم/ مولاتنا السيدة الطاهرة الزكية فاطمة الزهراء عليها السلام
اسم الجد/ سيدنا مولانا محمد بن عبدالله خاتم الأنبياء والمرسلين صلي الله عليه وآله وسلم
تاريخ الميلاد/ شعبان السنة الخامسة من الهجرة
ألقابها عليها السلام
السيدة زينب عليها السلام قمر في بدره , شمس طالعة صافية نقية صفية صاحبة
طلعة لا يحتمل رؤيتها إلا واحد من أصحاب المقام العالي جداً جعلنا الله علي
هديهم
كانت عليها السلام صوامة قوامة قانتة , كما لقبت بعقيلة بني هاشم -أم هاشم
أم العزائم - الطاهرة - أم العواجز- أم اليتامى عليها السلام0
اسم العريس/ عبدالله بن جعفر بن عبد المطلب وأول مولود يولد في هجرة الحبشة
وهو ابن عمها سيدنا جعفر الطيار الذي قال فيه أبوهريرة رضي الله عنه ( ما
احتذي النعال ولا ركب المطايا ولا وطئ التراب بعد رسول الله صلي الله عليه
وآله وسلم أفضل من جعفر ابن عبد المطلب) وكان رسول الله صلي الله عليه
وآله وسلم يلقبه ( أبا المساكين) ويقول له ( أشبهت خلقي وخلقي)( رواه
البخاري ) وقد استشهد رضي الله تعالي عنه في موقعة مؤتة بأرض الشام حينما
جاهد الروم في جمادي الأولي السنة الثامنة للهجرة في حياة الرسول صلي الله
عليه وآله وسلم مقبلاً غير مدبر حيث ظل يقاتل بهمة وشجاعة وإقدام حتي
استشهد رضي الله تعالي عنه حيث وجد في جسده ما يزيد عن تسعين جرحا بين طعنة
سيف ورمية رمح مقطوع الذراعين وقال فيه النبي صلي الله عليه وآله وسلم {
رأيت جعفرا يطير في الجنة مع الملائكة لأنه قاتل حتي قطعت يداه فعوضه الله
تعالي جناحين يطير بهما حيث يشاء – رواه الطبراني } وكان ابن عمر رضي الله
عنهما إذا سلم علي عبدالله بن جعفر يقول له [ السلام عليك يا ابن ذي
الجناحين] رواه البخاري
وما أن شبت السيدة العقيلة الطاهرة وجاوزت سن الصغر توافد علي الزواج منها
الكثيرين من بينهم عبدالله بن جعفر فقبل والدها الإمام علي بن أبي طالب كرم
الله وجهه أن يزوجها منه وكان رضي الله عنه جواداً كريماً وكان من أغني
بني هاشم ولم يكن يرد سائلاً قصده وكان يجود بالعطاء قبل أن يسأل حتي قال
فيه فقراء المدينة ما كنا نعرف السؤال حتي مات عبدالله بن جعفر, وسألته
رضي الله تعالي عنه امرأة فأعطاها الكثير من المال فقيل له أنها لا تعرفك
وكان يكفيها القليل ويرضيها اليسير فقال رضي الله عنه إن كان يرضيها القليل
فأني لا أرضي إلا بالكثير وإن كانت لا تعرفني فأنا أعرف نفسي , وله مناكب
كثيرة في السخاء ، ولم يخاف عبد الله رضي الله عنه مما يجره عليه هذا
السخاء حتي كثر عليه الدين وعاتبه بعض أصحابه فرد عليهم قائلاً ( يا هؤلاء
إني عودت الله عادة وعودني عادة وإني أخاف إن قطعتها قطعني )
وروي أن أعرابياً مرضت راحلته أيام مواسم المدينة فوقف علي أمير المدينة
مروان بن الحكم فسأله الأعرابي أن يحمله فقال يا أعرابي ما عندنا ما نصلك
به ولكن عليك بابن جعفر , فأتي الإعرابي بابه وأنشد يقول
فقال له كم يا أعرابي عليك بما فيها وإياك أن تخدع عن السيف فإني اشتريته بألف دينار
وقد كان لعبد الله بن جعفر من المجد والفصاحة والبلاغة ما لم يكن لكثيرين من غيره
وقد جاء في كتاب الطاهرة السيدة زينب بنت علي كرم الله وجهه لمؤلفه الأستاذ عبد الخبير الخولي ما نصه
[ لما بني بها في المدينة المنورة كان يوماً عظيماً من أيام انتصار
المسلمين علي الكفار في فتوح الإسلام العظيمة بالعراق والشام وكان ذلك في
أواخر عهد عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله تعالي عنه الذي حضر هذا
الزواج الميمون وكانت مدينة رسول الله وقتئذ تموج بعشرات الألوف من الجنود
البواسل الذين خاضوا معارك تلك الفتوح وكان فيها كذلك مئات من أبناء الروم
والفرس الذين اتبعوا دين الإسلام الحنيف وانضموا تحت لوائه
ولما علموا أن عقيلة بني هاشم سيعقد قرانها في هذا اليوم السعيد وأن الفتاة
الفريدة في كمال الخلق والخُلق هي حفيدة النبي محمد ابن عبد الله المبعوث
بالحق هدى للعالمين , اشتركوا فيه جميعاً وحضروا هذا الزواج
كما حضر أكابر الصحابة وفيهم عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف وانس بن ملك
وأبوهريرة وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي وغيرهم من علية القوم من
المهاجرين والأنصار والكل مبتهج بهذه المصاهرة الكريمة لآل بيت النبي محمد
صلي الله عليه وسلم
مكان إقامة حفل الزواج
أين أقيم حفل الزفــاف الذي حضره هذا الجمع الغفير وعلي رأسهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ؟
وأي صالة أفراح تسع لهذا العدد الكبير الذي توافـد علي حضور حفل زفاف سليلة بيت النبوة !
أقيم حفل زفاف سليلة الشرف والنسب , سليلة بيت النبوة , سيدة عقيلة بنى هاشم في بيت أبيها !
نعم بيت أبيها الإمام علي كرم الله وجهه البيت الذي ولدت وترعرت وتعلمت أسس
الدين السليم فيه, بيت فيه القرآن يتلا أناء الليل وأطراف النهار- لم
تتخذ في هذا الحفل المزامير والطبول وأعمال الصخب وغيرها مما نشهده الآن
للأسف في أفراح المسلمين
ماذا قال : أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في هذه المناسبة السعيدة ؟
قال : أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في هذه المناسبة السعيدة
في هذا اليوم سأحضر زواجاً سعيداً وقراناً مباركاً ونسباً موصولاً وهو مصاهرة آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام وهو والله نسب موصول
وأقام والدها الإمام علي كرم الله وجهه بهذه المناسبة مأدبة عظيمة لأصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وللذين حضروا حفل هذا الزفاف
وقال أبوهريرة رضي الله عنه لأنس بن مالك رضي الله تعالي عنهم
{ والله يا أنس لو كان رسول الله صلي الله عليه وسلم موجوداً في هذا الزواج
لكان يوماً من أيام النبوة التي تشتاق النفوس المؤمنة الصادقة إلي
مشاهدتها }
فــرد عليه أنس رضي الله تعالي عنه قائلاً: { أما علمت أن عهد رسول الله
صلي الله عليه وسلم يكاد يكون موجوداً بوجود أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
علي رأس هذا الحفل الكريم وما رأيت حفل أبهج من هذا الحفل الذي أسأل الله
من فضله أن يوفق بين الزوجين الكريمين وهما بفضل الله من التوفيق والوئام
بمكان}
فكانت السيدة العقيلة زينب مع زوجها عبدالله بن جعفر رضي الله تعالي عنهما أكمل سيدة ضمتها أسعد دار وأهنأ بيت
وأنجب هذا الزواج المبارك ذرية طيبة صالحة حيث ولدت له محمدا المكني بجعفر
الأكبر وعونا الأكبر وعليا الأكبر وأم كلثوم وأم عبد الله وجميعهم توفوا
دون عقب , إلا عليا وأم كلثوم فكان منهما الذرية من أبنائهما وبناتهما
والعدد الكبير من سلالتهما
هذا هو عبد الله بن جعفر الذي أختاره الإمام علي كرم الله وجهه زوجاً لأبنته السيدة الطاهرة زينب رضي الله تعالي عنها وارتضاه لها
{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}