الحمد
لله الذي بنعمته تتم الصالحات واشهد ان لااله الاالله قيوم الارض
والسماوات واشهد ان محمدا عبده ورسوله كان شاكرا لربه في جميع الاوقات صلى
الله عليه وعلى اله وصحبه اهل الفضل و المكرمات وسلم تسليما امابعد:
اشكروا الله على نعمه الكثيرة
فقد امرنا الله بذلك فقال( فاذكروني اذكركم واشكروالي ولاتكفرون) هذه
النعم التي لانستطيع ان نقوم بحصرها فضلا عن شكرها وكما قال تعالى ( وان
تعدوانعمة الله لاتحصوها ) واجل تلك النعم
نعمة الإيمان ونعمة الصحة في
الأبدان ونعمةالامن في الأوطان ونعمة الرزق الذي يأتينا من كل مكان هذه
النعم لايشعربهاكثير من الناس لأنهم ماعرفوا ضدها
فنعمة الإسلام لايعرف قدرها
كثير من الناس اليوم لأنهم ولدوا في ديار الإسلام وبين أبوين مسلمين كما
قال عمر رضي الله عنه لايعرف الإسلام من لم يعرف الجاهلية وانظروا إلى حال
بعض الناس ممن ذهب الى بلاد الغرب الكافر وليس الكل لان بعضهم رجع متنكرا
لدينه والعياذ بالله أقول: ان البعض
ممن ذهب إلى هناك لما رأى قوما يعيشون حياة أشبه بحياة البهائم وذلك من
ناحية الأخلاق وفسادها حيث الفجور والخمور رجع وعرف قدر نعمة الله عليه
وتمسك بدين الإسلام اكثرمن ذي قبل وكذلك نجد ان بعض من اسلم حديثا من نصارى
وغيرهم اشد تمسكا بالإسلام من ابناء المسلمين لأنه أحس بان الله قد اخرجه
من ظلمات الكفر الى نور الإسلام فنحمد الله ان جعلنا من عباده المؤمنين ولم
بجعلنا ممن يعبد البشركاليهود والنصارى الذين اتخذوا احبارهم ورهبانهم
اربابا من دون الله اوممن يعبدالحجر اوالشمس والقمر او البقر كبقية
المشركين
واما نعمة الصحة في الأبدان
فهي اجل النعم بعد الايمان وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم سلوا الله
العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية
الراوي: أبو بكر الصديق المحدث: - الصفحة أو الرقم: 4/217
خلاصة حكم المحدث: [فيه] عبد الله بن محمد بن عقيل [روي] من طرق عن جماعة من الصحابة ، وأحد أسانيده صحيح
فانظر إلى ماحولك من الناس
فهذا مريض بالقلب واخر بالكبد وآخر بالكلى وآخر بالسكر وأخر بالسرطان وآخر
مشلول وأنت قدعافاك الله من هذا كله
اخي الكريم يقول بعض السلف مذكرا لشخص بنعمة الجوارح
ايسرك ان تقطع يدك وتعطى مائة الف درهم ؟؟قال :لا
قال ان تقطع رجلك وتعطى مائة الف درهم ؟؟ قال: لا
قال ان تفقأ عينك وتعطى مائة الف درهم ؟؟قال لا
فاشكر الله على نعمته بالصحة
وامانعمة الرزق فانظر إلى
طعامك وشرابك وانظر الى مايسر الله لنا من كثرة المواد الغذائية وتنوعها
والفواكه والخضار وغيرها التي تاتي من كل مكان عبر البر والبحر والجو
ثم انظر الى نعمة الأمن الذي
نعيشه بحمد الله في هذه البلاد حيث يسافر الانسان من اقصى الجنوب الى
الشمال ومن الشرق الى الغرب ويقطع الاف الكيلومترات وهوامن بينما الحروب
والاضطرابات حولنا وصدق الله اذيقول (اولم يروا اناجعلناحرما آمنا ويتخطف
الناس من حولهم )وتذكردعوة الخليل عليه السلام (رب اجعل هذا بلد امنا وارزق
اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر )
قال بعض العلماء حول الاية
قدم الدعاء بنعمة الأمن على نعمة الرزق لانه بدون الامن وفي حال الخوف
لايهنا الإنسان لابطعام ولا بشراب ولابمنام
اقول: واذاذهب الامن في
بلدماوحلت الفتن والحروب هل يستطيع ان يؤدي عبادة ربه هل يستطيع ان يخرج
للمسجدلاداء الصلاة هل يستطيع الخروج الى عمله لطلب لقمة العيش اويذهب الى
مدرسته اوجامعته وزيارة قرابته اويذهب للحج والعمرة وبسافر من مدينة إلى
أخرى واسألوا الآباء والأجداد كيف كانوا يعانون في الماضي من قطاع الطرق
واعلموا وفقكم الله ان شكر النعم ليس باللسان فحسب بل هو كذلك بالقلب
والجوارح وذلك بفعل الطاعات وفي مقدمتها الفرائض من صلاة وزكاة وصيام وحج
ويكون ايضا بتر ك المحرمات وفي مقدمتها كبائر الذنوب كالشرك وتر ك الصلاة
والقتل والعقوق والزنا واكل الربا وشرب الخمور والسرقة والرشوة واكل مال
اليتيم وتعلم السحر او العمل به
فاذا شكر التاس ربهم سبحانه
زادهم من فضله واحسانه واذا كفروا بالنعم سلبهم تلك النعم قال تعالى (وضرب
الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم
الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون
وقال عزوجل (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)). ...واخيرا
نذكر بالحديث الذي يرويه سَلَمَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ
الخَطْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ
مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ
يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)
وقال الشيخ الألباني رحمه الله بعد تخريجه الحديث عن جماعة من
الصحابة : " وبالجملة ، فالحديث حسن إن شاء الله بمجموع حديثي الأنصاري
وابن عمر . و الله أعلم . انتهى. "السلسلة الصحيحة" (رقم/2318
فالحمد لله على نعمه الكثيرة كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه