Admin مدير عام
الاوسمة : عدد المساهمات : 2969 نقاط : 60319 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 23/06/2010 الموقع : https://sllam.yoo7.com/
| موضوع: لمسات بيانية في سورة الفاتحة(( لماذا اختار كلمة الصراط بدلا من الطريق أو السبيل؟)) الأربعاء 8 يونيو - 3:07 | |
| لماذا اختار كلمة الصراط بدلا من الطريق أو السبيل؟ لو لاحظنا البناء اللغوي للصراط هو على وزن *فعال بكسر الفاء* وهو من الأوزان الدالة على الاشتمال كالحزام والشداد والسداد والخمار والغطاء والفراش، هذه الصيغة تدل على الاشتمال بخلاف كلمة الطريق التي لا تدل على نفس المعنى. الصراط يدل على انه واسع رحب يتسع لكل السالكين ، أما كلمة طريق فهي على وزن فعيل بمعنى مطروق أي مسلوك والسبيل على وزن فعيل ونقول أسبلت الطريق إذا كثر السالكين فيها لكن ليس في صيغتها ما يدل على الاشتمال. فكلمة " الصراط " تدل على الاشتمال والوسع هذا في أصل البناء اللغوي *قال الزمخشري في كتابه الكشاف : الصراط من صرط كأنه يبتلع السبل كلما سلك فيه السالكون وكأنه يبتلعهم من سعته*. قوله * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين *لماذا جاءت كلمة الصراط معرفة بأل مرة ومضافة مرة أخرى *صراط الذين أنعمت عليهم*؟ جاءت كلمة الصراط مفردة ومعرفة بتعريفين: بالألف واللام والإضافة وموصوفا بالاستقامة مما يدل على انه صراط واحد *موصوف بالاستقامة لأنه ليس بين نقطتين إلا طريق مستقيم واحد والمستقيم هو أقصر الطرق وأقربها وصولا إلى الله* وأي طريق آخر غير هذا الصراط المستقيم لا يوصل إلى المطلوب ولا يوصل إلى الله تعالى. والمقصود بالوصول إلى الله تعالى هو الوصول إلى مرضاته فكلنا واصل إلى الله وليس هناك من طريق غير الصراط المستقيم. *إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا* *المزمل آية 19* *الإنسان آية 29* *إن ربي على صراط مستقيم**هود آية 56* *قال هذا صراط علي مستقيم* *الحجر آية 41*وردت كلمة الصراط في القرآن مفردة ولم ترد مجتمعة أبداً بخلاف السبيل فقد وردت مفردة ووردت جمعا *سبل* لان الصراط هو الأوسع وهو الذي تفضي إليه كل السبل *فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله* *الأنعام 153* *يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام* *المائدة 16* *والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا* *العنكبوت 69* *هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة * *يوسف آية 108* الصراط هو صراط واحد مفرد لأنه هو طريق الإسلام الرحب الواسع الذي تفضي إليه كل السبل واتباع غير هذا الصراط ينأى بنا عن المقصود [1]. ثم زاد هذا الصراط توضيحا وبيانا بعد وصفه بالاستقامة وتعريفه بأل بقول *صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين* جمعت هذه الآية كل أصناف الخلق المكلفين ولم تستثني منهم أحداً فذكر:الذين انعم الله عليهم هم الذين سلكوا الصراط المستقيم وعرفوا الحق وعملوا بمقتضاه.الذين عرفوا الحق وخالفوه *المغضوب عليهم* ويقول قسم من المفسرين أنهم العصاة.الذين لم يعرفوا الحق وهم الضالين *قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا* *الكهف آية 103-104* هذا الحسبان لا ينفعهم إنما هم من الأخسرين. ولا يخرج المكلفون عن هذه الأصناف الثلاثة فكل الخلق ينتمي لواحد من هذه الأصناف. وقال تعالى *صراط الذين أنعمت عليهم* ولم يقل تنعم عليهم فلماذا ذكر الفعل الماضي؟ اختار الفعل الماضي على المضارع أولاً: ليتعين زمانه ليبين صراط الذين تحققت عليهم النعمة *ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا* *النساء آية 69* صراط الذين أنعمت عليهم يدخل في هؤلاء. وإذا قال تنعم عليهم لأغفل كل من انعم عليهم سابقا من رسل الله والصالحين ولو قال تنعم عليهم لم يدل في النص على انه سبحانه انعم على احد ولاحتمل أن يكون صراط الأولين غير الآخرين ولا يفيد التواصل بين زمر المؤمنين من آدم عليه السلام إلى أن تقوم الساعة. مثال: اذا قلنا أعطني ما أعطيت أمثالي فمعناه أعطني مثل ما أعطيت سابقا، ولو قلنا أعطني ما تعطي أمثالي فهي لا تدل على أنه أعطى أحداً قبلي.ولو قال " تنعم عليهم " لكان صراط هؤلاء اقل شأنا من صراط الذين أنعم عليهم فصراط الذين انعم عليهم من أولي العزم من الرسل والأنبياء والصديقين أما الذين تنعم عليهم لا تشمل هؤلاء. فالإتيان بالفعل الماضي يدل على انه بمرور الزمن يكثر عدد الذين انعم الله عليهم فمن ينعم عليهم الآن يلتحق بالسابقين من الذين انعم الله عليهم فيشمل كل من سبق وانعم الله عليهم فهم زمرة كبيرة من أولي العزم والرسل وأتباعهم والصديقين وغيرهم وهكذا تتسع دائرة المنعم عليهم ، أما الذين تنعم عليهم تختص بوقت دون وقت ويكون عدد المنعم عليهم قليل لذا كان قوله سبحانه أنعمت عليهم أوسع وأشمل واعم من الذين تنعم عليهم. | |
|