أسـبـاب نـزول الآيـة: 21
قَوْلُهُ تَعَالَى: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ).
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو تُرَابٍ الْقُهُسْتَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ نَزَلَ فِيهِ (يَاأَيُّهَا النَّاسُ) فَهُوَ مَكِّيٌّ ، وَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فَهُوَ مَدَنِيٌّ . يَعْنِي أَنَّ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) خِطَابُ أَهْلِ مَكَّةَ، وَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) خِطَابُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. فَقَوْلُهُ: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) خِطَابٌ لِمُشْرِكِي مَكَّةَ إِلَى قَوْلِهِ: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا) وَهَذِهِ الْآيَةُ نَازِلَةٌ فِي الْمُؤْمِنِينَ، وَذَلِكَ : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ جَزَاءَ الْكَافِرِينَ بِقَوْلِهِ: (النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) ذَكَرَ جَزَاءَ الْمُؤْمِنِينَ.
أسـبـاب نـزول الآيـة: 26
قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأمَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِهِمْ وَأمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِى بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلَّا الْفَاسِقِينَ).
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ أَبِي صَالِحٍ: لَمَّا ضَرَبَ اللَّهُ تَعَالَى هَذَيْنِ الْمَثَلَيْنِ لِلْمُنَافِقِينَ، يَعْنِي قَوْلَهُ: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا) وَقَوْلَهُ: (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ) - قَالُوا: اللَّهُ أَجَلُّ وَأَعْلَى مِنْ أَنْ يَضْرِبَ الْأَمْثَالَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ. {قد علمت فيما سبق أن أبا صالح ضعيف، فهذه الرواية ضعيفة. أنظر هامش أسباب نزول الآية: 21}.
وَقَالَ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ: لَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ الذُّبَابَ وَالْعَنْكَبُوتَ فِي كِتَابِهِ، وَضَرَبَ لِلْمُشْرِكِينَ بِهِ الْمَثَلَ، ضَحِكَتِ الْيَهُودُ وَقَالُوا: مَا يُشْبِهُ هَذَا كَلَامَ اللَّهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا) قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ آلِهَةَ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا) وَذَكَرَ كَيْدَ الْآلِهَةِ فَجَعَلَهُ كَبَيْتِ الْعَنْكَبُوتِ، فَقَالُوا: أَرَأَيْتَ حَيْثُ ذَكَرَ اللَّهُ الذُّبَابَ وَالْعَنْكَبُوتَ فِيمَا أَنْزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَى مُحَمَّدٍ، أَيُّ شَيْءٍ يَصْنَعُ بِهَذَا ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ. {هذا إسناد ضعيف جداً، لضعف عبد الغنى بن سعيد -وفى نسخة أحمد صقر: عبد العزيز بن سعيد- (لباب النقول: 9) وموسى بن عبد الرحمن (ميزان الإعتدال: 4/211)، وعنعنة ابن جريج وهوثقة يدلّس (تهذيب التهذيب: 6/404، 405)، لكن معناه صحيح، وهو أصح مما قبله، فقد أخرج ابن جرير (1/138) عن قتادة بإسناد صحيح قال: لمّا ذكر الله العنكبوت والذباب، قال المشركون: ما بال العنكبوت والذباب يُذكران ؟ فأنزل الله هذه الآية، وهذا مرسل أصح من المسند، ويشهد له:
1- ما أخرجه ابن جرير أيضاً (1/138) من طريق آخر عن قتادة نحوه بإسناد صحيح.
2- ما أخرجه ابن أبى حاتم عن الحسن نحوه (لباب النقول: 19)}.