قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: لَمَّا قَصَّ سَلْمَانُ عَلَى النَّبِيِّ، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قِصَّةَ أَصْحَابِ الدَّيْرِ، قَالَ: هُمْ فِي النَّارِ. قَالَ سَلْمَانُ: فَأَظْلَمَتْ عَلَيَّ الْأَرْضُ ، فَنَزَلَتْ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا) إِلَى قَوْلِهِ: (فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، قَالَ: فَكَأَنَّمَا كُشِفَ عَنِّي جَبَلٌ.
أَخْبَرَنَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَدَّادِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَمْرٌو، عَنْ أَسْبَاطٍ، عَنِ السُّدِّيِّ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا) الْآيَةَ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي أَصْحَابِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ لَمَّا قَدِمَ سَلْمَانُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَعَلَ يُخْبِرُ عَنْ عِبَادَتِهِمْ وَاجْتِهَادِهِمْ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَانُوا يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ، وَيُؤْمِنُونَ بِكَ، وَيَشْهَدُونَ أَنَّكَ تُبْعَثُ نَبِيًّا. فَلَمَّا فَرَغَ سَلْمَانُ مِنْ ثَنَائِهِ عَلَيْهِمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَا سَلْمَانُ هُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ)، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا) وَتَلَا إِلَى قَوْلِهِ: (وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ). {أخرجه ابن جرير (1/254) وابن أبى حاتم (لباب النقول: 20) من طريق عمرو بن حماد به. وقوّاه الحافظ ابن حجر (العجاب: ورقة 11أ) ولعله لتعدد الطرق، وإلا فهو ضعيف الإسناد ومعضل، وذلك لضعف أسباط (تقريب التهذيب: 1/53 -رقم: 362) (ديوان الضعفاء للذهبى: 16 - رقم: 306)، وإنقطاع السند بين السدىّ وزمن القصة. وقد ضعف هذا السند الإمام ابن جرير فى تفسيره (جامع البيان: 1/121) وأنظر مقدمة تحقيق السيد صقر لهذا الكتاب (29)}.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّاءَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّغُولِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا) الْآيَةَ، نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ. وَكَانَ مِنْ أَهْلِ جُنْدِي سَابُورَ مِنْ أَشْرَافِهِمْ، وَمَا بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ نَازِلَةٌ فِي الْيَهُودِ. {يُقال فى هذه الرواية ما قِيل فيما قبلها، ويشهد للروايات السابقة:
ما أخرجه ابن أبى حاتم (تفسير ابن كثير: 1/103) والعدنى فى مسنده (لباب النقول: 19) عن مجاهد نحوه مخاصراً وصححه الحافظ بن حجر (العجاب: ورقة 11أ) وليس هو بصحيح للإنقطاع بين ابن أبى نجيح ومجاهد (تهذيب التهذيب: 6/54) بالإضافة إلى أنه لم يذكر سلمان رضى الله عنه فيمَنْ لقيهم مجاهد (تهذيب التهذيب: 10/42) (الجرح والتعديل لابن أبى حاتم: 8/319 -رقم: 1469)، فالإسناد منقطع، وبإنضمام هذه الروايات إلى بعض تتقوى وتصل لدرجة الحسن، لا الصحة، والله أعلم}.