مصطلح أهل السنة والتعريف بعقيدتهم
فنتكلم هنا على مصطلح أهل السنة والجماعة، وأما مصطلح السلف فنشير هنا إليه، وسيأتي الكلام عليه في القسم الثاني.
فنقول: مصطلح «أهل السنة والجماعة» مأخوذ من حديثين وردا عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.
الأول: قوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي) رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
والثاني: قوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: (عليكم بالجماعة فإن يد الله مع الجماعة ومن شذَّ، شذَّ في النار) رواه الترمذي والنسائي.
فهذا اللقب كما يشكل الإسم الذي يميز هذه الطائفة عما عداها، كذلك يبين مسار هذه الطائفة، وما هم عليه من العقائد مما امتازوا به من ملازمة سنة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، واعتقاد ما ثبت بالأخبار والآثار الثابتة عنه، والإيمان بما كان عليه جماعة أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم
وقد عرف ابن تيمية أهل السنة[1]: بأنهم أهل الحديث والسنة المحضة، فلا يدخل فيه إلا من يثبت الصفات لله تعالى، ويقول: إن القرآن غير مخلوق، وإن الله تعالى يرى في الآخرة، ويثبت القدر، وغير ذلك من الأمور المعروفة عند أهل الحديث والسنة.
فعقيدة أهل السنة والجماعة إذن هي عقيدة الصحابة التي تلقوها عن نبيهم، وتلقاها عنهم من أتى بعدهم من سلف الأمة وخلفها الذين ساروا على هذا المنهج، وهذا ما يسمى بعقيدة السلف.
فعقيدة أهل السنة أو عقيدة السلف، ليس عقيدة ابتكرها السلف وابتدعوها، بل هي عقيدة قديمة قدم النبوة جاء بها كل الأنبياء والرسل، فإن الرسل إنما اختلفوا في الشرائع ولم يختلفوا في أبواب الإيمان والعقائد، وإنما نسبت هذه العقيدة إلى السلف لأنهم اعتقدوها، وآمنوا بها، ودافعوا عنها.