تلقى
المركز عشرات من الشكاوى لفلاحين يتضررون فيها من قلة المياه اللازمة لرى
أراضيهم الزراعية فى محافظات المنوفية والدقهلية وكفر الشيخ والشرقية
والغربية خاصة بعد أن بدأت عيدان الذرة وبادرات الخضر فى الجفاف .
الغريب أن وزارة الرى أفادت بتصريحاتها عدم مسئوليتها واتهمت الفلاحين
بالتسبب فى دمار زراعاتهم وزعمت مخالفة الفلاحين لخطة وزارة الزراعة والرى
خاصة فيما يتعلق بتجاوز تحديد مساحات زراعة الأرز وقيامهم بزراعة مساحات
اضافية بالتالى يتم سحب كميات من المياه المخصصة لزراعة القطن والذرة
وباقى المحاصيل الصيفية فى حين أن نتائج اجتماع وزارة الزراعة يوم
28/5/2001 أكد على أن هناك قصوراً فى الرى نتيجة لعدم وجود مياه فى الترع
وخاصة فى محافظات الشرقية والغربية والدقهلية والمنوفية وقام المسئولين
بوزارة الزراعة بإصدار توصيات تتضمن الخطورة الناجمة عن نقص مياه الرى فى
تلك المحافظات ورغم أعتراف وزارة الزراعة بالكارثة إلا أن وزارة الرى لم
تحرك ساكناً ومازالت الترع الرئيسية والفرعية خالية من المياه ومازالت
الكارثة قائمة والفلاحون يطلبون تفضلاً من رئيس الوزراء لعل وزارة الرى
تستجيب لندائه من أجل انقاذ المزروعات من الموت المحقق خاصة مع ارتفاع
درجات حرارة الجو.
ففى محافظة الدقهلية أكد حسن الحقى عضو مجلس الشعب انه تم بوار 15 الف
فدان بمنطقة بسنديلة بسبب عدم توافر مياه الرى هذا الى جانب قيام مديرية
الرى بالدقهلية الى خلط مياه الصرف الزراعى بمياه الرى ،كما قدم فلاحو قرى
ميت يعيش والحاكمية والرحمانية العديد من الشكاوى ،وذلك لعدم وصول الرى
الى اراضيهم ان الوضع يشير من سئ الى أسوأ.
وفى قرى مركز منوف بمحافظة المنوفية توقفت الزراعة تماماً فى الاراضى
التى تروى من قرية البطحة وفروعها والتى تروى ما يقرب من 5000 فدان ،كما
تظاهر الفلاحون فى قرية ابو مشهور مركز بركة السبع وذلك لعدم سريان المياه
فى الترعة الرئيسية لمدة قدرت 25 يوم .
وفى قلب الحقول ووسط لهيب الشمس التقى باحثى مركز الارض بإمرأة فى العقد
الخامس من عمرها تدعى أم سيد حيث قالت "نأكل عيالنا منين يكون مأجرين
القيراط فى السنة 60 جنيه والمية متأخره عننا من 55 يوم .زرعنا القطن وكانت
الميه موجودة وقمنا برية مرة واحدة وانقطعت المياه ولم نجد من ينقذ
المحصول من الذبول ."
هذا وقد أدت نقص مياه الرى الى احداث عنف عديدة فى الريف المصرى خلال
الفترة الماضية راح ضحيتها 8 قتلى وأصيب 56 مزارعاً فى حين تم القبض على
72 مزارعاً.
ومن هذه الاحداث ما حدث فى قرية كفر حمزة مركز الخانكة محافظة
القليوبية حيث تسبب مشاجرة بين عائلتين استخدمت فيها الاسلحة النارية بسبب
الخلاف حول أسبقية الرى مما أدى الى مصرع المزارع بدوى حميدة عبد الوهاب
الذى يبلغ من العمر 38 عاماً واصيب 13 مزارعاً والقى القبض على 15 مزارعاً
لمحاكماتهم .
ويرى مركز الارض أن أحداث العنف بسبب مياه الرى فى زيادة مستمرة بسبب ندرة المياه مما يؤدى الى مشاكل اجتماعية خطيرة .
ولذلك يطالب مركز الارض وزارة الرى بتطهير القنوات المائية حتى تصل المياه
الى نهايات الترع وضخ كمية من المياه تناسب احتياج الزراعات وخاصة الصيفية
التى تحتاج الى كميات مياه أكبر نظراً لارتفاع درجات حرارة الجو.
وذلك حرصاً على غذاء هذا الشعب وعلى عدم قدرة الفلاحين على تحمل الخسائر الناتجة عن تدمير المحاصيل الزراعية .