قواعد دراسة علم الانساب
اعداد | مجاهد منعثر منشد
علم الانساب :ـ قال ابن حزم الأندلسي علم النسب علم جليل رفيع، إذ به يكون
التعارف. وقد جعل الله تعالى جزءاً منه تعلمه لا يسمع أحداً جهله، وجعل
تعالى جزءاً يسيراً منه فضلاً تعلمه، يكون من جهله ناقص الدرجة في الفضل.
وكل علم هذه صفته فهو علم فاضل، لا ينكر حقه إلا جاهل أو معاند1.
ـ صفات النساب :ـ
ان يكون مؤمنا تقيا صادقا راسخ العلم في هذا الفن،يكون قوي النفس لئلا
يُرهبه بعض أهل الشوكة , متصفاً بالتأني والتروي مبتعداً عن التسرع
والإهمال، يتثبت من النسب قبل أن يعطي رأيه.
والايمان والتقوى تجعل المؤمن لايرتشي على الأنساب كما ذكر بعض المؤرخين
والنسابة أن بعض من اشتغل بهذا الفن كان يرتشي على النسب.وكذلك لا يكذب في
النسب فينفي الثابت ويثبت اللصيق . ومجتنباً للرذائل والفواحش وخوارم
المروءة متخلقاً بأخلاق أمثاله وذلك ليكون مهيباً في نفوس الخاصة والعامة
فإذا أثبت أو نفى لا يعترض عليه.
وذا فهم صائب، وحفظ جيد، واطلاع واسع، إضافة إلى معرفة بالشرع وأحكامه لاسيما ما يتعلق بأهل البيت النبوي الشريف من أحكام..
ومن صفاته المستحسنة أن يكون جيد الخط فإن التشجير لا يليق به إلا الخط الحسن.
يكون تثبيت النسب عند النسابه والفقهاء بادله يطلق عليها (ثابت النسب ) او
(ثبوت النسب ) .يروي أبو داودوأحمد والبيهقي كما رواه البخاري وابن ماجه
وغيرهم حديث للرسول الاكرم (ص) قال فيه :ـ (الولدُ للفِرَاشِ وللعَاهِرِ
الحَجَرُ )، وقد شرح هذا الحديث الحافظ ابن حجر حيث يقول (أي للزاني الخيبة
والحرمان، والعَهَر بفتحتين الزنا) 2 .
اذن يثبت النسب اولا في الفراش .
وثانيا :ـ أن يعترف الزوج اما الجمهور اي العوام والخواص بأن الولد الفلانيَّ ابنه. ..وذلك يسمى اقرار بولادته .
وثالثا :ـ شهادة رجلين مسلمين عاقلين مشهود لهم بالخبره والتزكية وهذه هي البينة الشرعيه ويطلق عليها البينة .
ورابعا :ـ الشهره ومعنى الشهرة أن تتداول الأخبار من جماعة يمتنع اتفاقهم على الكذب عادة بأن فلانًا هو ابن فلان
فيقول أبو حنيفة: (يثبت بالشهرة النسب والموت والنكاح)، وينقل ابن قدامة
الحنبلي إجماع أهل العلم على صحة الشهادة بها في النسب والولادة وقال: (قال
ابن المنذر: لا أعلم أحدًا من أهل العلم منع ذلك) 3 .
وخامسا :ـ أن يرى خط أحد النسابين المعتبرين ويعرف خطه ويتحققه، ويكون موثوقاً به فإذا شهد خط النسابة مشى وعمل به.
وسادسا :ـ أن يأتي المنتسب مع البينة التاريخية بأسماء آبائه وأجداده وهي
شهادة المشهورين من العلماء فإن وجدوه صحيحاً وقعوا عليه وشهدوا بصحته. .
الفرق بين المبسوط والمُشَجَّر أن المشجر يُقدَّم فيه الابن على الأب،
والمبسوط عكسه يقدم فيه الأب على الابن. أن المشجر يُبتدأ فيه بالبطن
الأسفل ثم يترقى أباً فأباً إلى البطن الأعلى، والمبسوط يُبتدأ فيه بالبطن
الأعلى ثم ينحط ابناً فابناً إلى البطن الأسفل.
ـ من اصطلاحات علماء النسب :ـ
اصطلح أهل هذا الفن على اصطلاحات كثيرة والمذكور ادناه اشهرها :ـ
ـ صحيح النسب:ـ أي ثبت نسبه عند النسابة وقوبل بنسخة الأصل ونُص عليه بإجماع النسابين المشهورين بالأمانة والورع والصدق.
ـ مقبول النسب:ـ أي ثبت نسبه عند بعض النسابين وأنكره آخرين فصار مقبولا من جهة شهادة شاهدين عدلين.
ـمشهور النسب:ـ هو من اشتهر بالسيادة ولم يُعرف نسبه فحكمه عند النسابة مشهور.
ـ مردود النسب:ـ هو من ادعى إلى قبيلة ولم يكن منهم ثم تلك القبيلة منعوه فصار حكمه عند النسابة أنه مردود النسب.
ـ فلان درج:ـ يريدون أن مات ولا ولد له.
ـ عقبه من فلان أو العقب من فلان:ـ يريدون أن عقبه منحصر فيه.
ـ فلان أعقب من فلان:ـ يريدون أن عقبه ليس بمنحصر فيه ويجوز أن يكون له عقب من غيره.
ـ فلان أولد أو ولد:ـ هما بمعنى واحد أي أعقب.
ـ فلان انقرض:ـ أي أنه أعقب وانقرض عقبه.
ـ فلان قُعدُد أو قُعيد النسب:ـ يريدون أنه أصغر الأولاد ويعبرون بذلك عن أقرب الرجال إلى الجد الأعلى.
ـ فلان عريق النسب:ـيريدون بذلك أن أمه من آل بيت النبوة وأمها كذلك، وكلما زاد كان أعرق.
ـ وإذا ذكروا للرجل بنات فقط وسموهن فإنهم يريدون أنه ليس له غيرهن إلا إذا
قالوا: مات عنهن أو مِئناث أومِئناث أورث ، والمئناث بكسر الميم بوزن
مفعال يقال: امرأة مئناث إذا كان عادتها تلد الإناث.
ـ هو لغير رَشدة:ـ يريدون أنه وُلد من نكاح فاسد، فقد روى أبو داود وأحمد
والبيهقي وغيرهم من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): ومن ادعى ولداً
من غير رشدة فلا يرث ولا يورث ، قال ابن الأثير: قال الأزهري في فصل بغَى:
كلام العرب المعروف: فلان ابن زَنية وابن رَشدة، وقد قيل زِنية ورِشدة،
والفتح أفصح اللغتين.
ـ هو ولد دَعي أو من الأدعياء يريدون أنه يلصق نسبه برجل وليس من ذريته بل هو من ذرية رجل آخر غيره.
ـ أمه أم ولد:ـ يريدون أن أمه جارية، وكذا قولهم: فتاة أو سبية ، وإذا كان
قد ارتفع الملك عنها قالوا: مولاة,وقد يقولون: عتاقة فلان، وقد يقولون: ذات
يمين .
ـ لا بقية له يريدون أنه لا ولد له بالأثر أو كان له بقية وهلكوا، أما إذا
كان له بقية قليلة فيعبرون عنه بقولهم: مقل، وأما إذا كانت له بقية كثيرة
فيعبرون عنه بقولهم: مكثر ، وإذا قالوا: تذيلوايريدون أنه طال ذيلهم.
ـ فيه حديث أو له حديث أي أنه طُعن في نسبه.
ـ أُسقِط يريدون أنه أُسقط من آل البيت لعدم اتصاله بهم، أو لسوء فعله.
ـ طبقات الانساب :ـ
يجمع النسابون في نسب العرب اليوم إما إلى عدنان وإما إلى قحطان ..وبسبب
كَثُرَ الاختلاف في عدد الآباء وأسمائهم فيما فوق ذلك ,فتشعب المناهج وتصعب
المسالك , فاقتصروا على صحة ما دونهما.
فيحدد القلقشندي قائلا :ـ عد أهل اللغة طبقات الأنساب ست طبقات. 4 .
فتكون الطبقات هي 1.الشعب 2.القبيلة 3.العماره 4.البطن 5.القخذ 6. الفصيله ..نبدا كالاتي :ـ
الطبقة الأولى :ـ الشعب: بفتح الشين وهو النسب الأبعد كعدنان مثلا . قال
الماوردي في الأحكام السلطانية: وسمي شعبا لأن القبائل تتشعب منه" .
قال الجوهري: وهو أبو القبائل الذي ينسبون إليه، ويجمع على شعوب .
وقال أبو الهدى الصيادي نقيب السادة الأشراف في حلب في الروض البسام ص/: "
الشعوب أحدها شَعب وشِعب يقال في القبيلة بالفتح وفي الجيل بالكسر وهو الذي
يجمع القبائل وتنشعب منه ويشبه الرأس من الجسد ، قال الله تعالى: {يا أيها
الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا} 5 .
الطبقة الثانية :ـ القبيلة: وهي ما انقسم فيها الشعب كربيعة ومضر.
قال أبو الهدى: القبيلة وهي التي دون الشعب ، وهي التي تجمع العمائر، وإنما
سميت قبائل لتقابل بعضها ببعض واستوائها في العدد، وهي بمنزلة الصدر من
الجسد.
ويقول الجوهري :ـ وجماجم العرب هي القبائل التي تجمع البطون".
ولذلك سميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها، وتجمع القبيلة على قبائل وسميت القبائل جماجم أيضا .
الطبقة الثالثة:ـ العمارة قال أبو الهدى: العمائر واحدها عِمارة وهي التي تجمع البطون وهي دون القبائل، وهي بمنزلة اليدين من الجسد.
والعمارة: بكسر العين وهي ما انقسم فيه أنساب القبيلة كقريش وكنانة ويجمع على عمارات وعماير.
الطبقة الرابعة :ـ البطن ..قال أبو الهدى: البطون واحدها بطن وهي التي تجمع الأفخاذ .
والبطن: وهو ما انقسم فيه أنساب العمارة كبني عبد مناف، وبني مخزوم، ويجمع على بطون وأبطن.
الطبقة الخامسة :ـ الفخذ ..قال أبو الهدى: الأفخاذ ويقال للفرقة التي تنشعب من البطن، وفي هذه التسمية إشارة لقرب الفخذ من البطن.
والفخذ: وهو ما انقسم فيه أنساب البطن كبني هاشم، وبني أمية، ويجمع على أفخاذ".
الطبقة السادسة :ـ الفصيلة قال أبو الهدى: الفصائل واحدها فصيلة وهي أهل
بيت الرجل وخاصته، قال الله تعالى: {يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ
ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه} 6، وهي بمنزلة القدم وهي مفصل
يشتمل على عدة مفاصل.
الفصيلة: بالصاد المهملة وهي ما انقسم فيه أنساب الفخذ كبني العباس. قلت:
هكذا رتبها الماوردي في الأحكام السلطانية، وعلى نحو ذلك جرى الزمخشري في
تفسيره في الكلام على قوله تعالى: {وجعلناكم شعوباً وقبائل} إلا أنه مثل
الشعب بخزيمة، وللقبيلة بكنانة، وللعمارة بقريش، وللبطن بقصي، وللفخذ
بهاشم، وللفصيلة بالعباس، وبالجملة فالفخذ يجمع القبائل، والبطن يجمع
الأفخاذ، والعمار تجمع البطون، والقبيلة تجمع العمائر، والشعب يجمع
القبائل".
قال القلقشندي: قال النووي في تحرير التنبيه: وزاد بعضهم العشيرة قبل
الفصيلة. قال الجوهري: وعشيرة الرجل هم رهطه الأدنون. قال أبو عبيدة عن ابن
الكلبي عن أبيه: تقديم الشعب ثم القبيلة ثم الفصيلة ثم العمارة ثم الفخذ،
فأقام الفصيلة مقام العمارة في ذكرها بعد القبيلة، والعمارة مقام الفصيلة
في ذكرها قبل الفخذ، ولم ينكر ما يخالفه. ولا يخفى أن الترتيب الأول أولى
وكأنهم رتبوا ذلك على بنية الإنسان فجعلوا الشعب بمثابة أعلى الرأس،
والقبائل بمثابة قبائل الرأس وهي القطع المشعوب بعضها إلى بعض تصل بها
الشؤون وهي القنوات التي في القحف لجريان الدمع، وقد ذكر الجوهري أن قبائل
العرب إنما سميت بقبائل الرأس، وجعلوا العمارة تلو ذلك إقامة للشعب
والقبيلة مقام الأساس من البناء، وبعد الأساس تكون العمارة وهي بمثابة
العنق والصدر من الإنسان، وجعلوا البطن تلو العمارة لأنها الموجود من البدن
بعد العنق والصدر، وجعلوا الفخذ تلو البطن لأن الفخذ من الإنسان بعد
البطن، وجعلوا الفصيلة تلو الفخذ لأنها النسب الأدنى الذي يصل عنه الرجل
بمثابة الساق والقدم إذ المراد بالفصيلة العشيرة الأدنون بدليل قوله تعالى:
{وفصيلته التي تؤويه} أي تضمه إليها، ولا يضم الرجل إليه إلا أقرب عشيرته.
واعلم أن أكثر ما يدور على الألسنة من الطبقات الست المتقدمة القبيلة ثم
البطن وقل أن تذكر العمارة والفخذ والفصيلة، وربما عبر عن كل واحد من
الطبقات الست بالحي إما على العموم مثل أن يقال: حي من العرب وإما على
الخصوص مثل أن يقال حي من بني فلان .
ـ أمور يحتاجها الناظر في علم الانساب :ـ
قال القلقشندي 7: وهي عشرة أمور:
الأول: قال الماوردي: إذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوبا والعمائر
قبائل. يعني: وتصير البطون عمائر، والأفخاذ بطونا، والفصائل أفخاذا،
والحادث من النسب بعد ذلك فصائل.
الثاني: قد ذكر الجوهري أن القبائل هي بنو أب واحد، وقال ابن حزم: جميع
قبائل العرب راجعة إلى أب واحد سوى ثلاث قبائل وهي تنوخ والعتق وغسان فإن
كل قبيلة منها مجتمعة من عدة بطون. نعم الأب الواحد قد يكون أبا لعدة بطون
ثم أبو القبيلة قد يكون له عدة أولاد فيحدث عن بعضهم قبيلة أو قبائل فينسب
إليه من هو منهم ويبقى بعضهم بلا ولد، أو يولد له ولم يشتهر ولده فينسب إلى
القبيلة الأولى.
الثالث: إذا اشتمل النسب على طبقتين فأكثر كهاشم وقريش ومضر وعدنان جاز لمن
في الدرجة الأخيرة من النسب أن ينتسب إلى الجميع فيجوز لبني هاشم أن
ينتسبوا إلى هاشم وإلى قريش وإلى مضر وإلى عدنان فيقال في أحدهم: الهاشمي،
ويقال فيه: القرشي والمضري والعدناني، بل قد قال الجوهري: إن النسبة إلى
الأعلى تغني عن النسبة إلى الأسفل، فإذا قلت في النسبة إلى كلب بن وبرة:
الكلبي استغنيت عن أن تنسبه إلى شيء من أصوله. وذكر غيره أنه يجوز الجمع في
النسب بين الطبقة العليا والطبقة السفلى، ثم يرى بعضهم تقديم العليا على
السفلى مثل أن يقال في النسب إلى عثمان بن عفان: الأموي العثماني، وبعضهم
يرى تقديم السفلى على العليا فيقال: العثماني الأموي.
الرابع: قد ينضم الرجل إلى غير قبيلته بالحلف والموالاة فينتسب إليهم
فيقال: فلان حليف بني فلان أو مولاهم، كما يقال في البخاري: الجعفي مولاهم
ونحو ذلك.
الخامس: إذا كان الرجل من قبيلة ثم دخل في قبيلة أخرى جاز أن ينتسب إلى
قبيلته الأولى وأن ينتسب إلى القبيلة التي دخل فيها، وأن ينتسب إلى
القبيلتين جميعاً، مثل أن يقال: التميمي ثم الوائلي، أو الوائلي ثم التميمي
وما أشبه ذلك.
السادس: القبائل في الغالب تسمى باسم الأب الوالد للقبيلة كربيعة ومضر
والأوس والخزرج ونحو ذلك، وقد تسمى القبيلة باسم أم القبيلة كخندف وبجيلة
ونحوهما، وقد تسمى باسم خاص ونحو ذلك، وقد تسمى القبيلة بغير هذا، وربما
وقع اللقب على القبيلة بحدوث سبب كغسان حيث نزلوا على ماء يسمى غسان فسموا
به، وربما وقع اللقب على الواحد منهم فسموا به، وقيل غير ذلك.
السابع: أسماء القبائل في اصطلاح العرب على خمسة أضرب:
أولها: أن يطلق على القبيلة لفظة الأب كعاد وثمود ومدين ومن شاكلهم وبذلك
ورد القرءان كقوله تعالى وإلى عاد، وإلى ثمود، وإلى مدين يريد بني عاد وبني
ثمود ونحو ذلك، وأكثر ما يكون ذلك في الشعوب والقبائل العظام لا سيما في
الأزمان المتقدمة بخلاف البطون والأفخاذ ونحوهما.
وثانيها: أن يطلق على القبيلة لفظ البنوة فيقال: بنو فلان، وأكثر ما يكون
ذلك في البطون والأفخاذ والقبائل الصغار لا سيما في الأزمان المتأخرة.
وثالثها: أن ترد القبيلة بلفظ الجمع مع الألف واللام كالطالبيين والجعافرة ونحوهما، وأكثر ما يكون ذلك في المتأخرين دون غيرهم.
ورابعها: أن يعبر عنها بآل فلان كآل ربيعة وآل الفضل وآل علي وما أشبه ذلك،
وأكثر ما يكون ذلك في الأزمنة المتأخرة لا سيما في عرب الشام في زماننا،
والمراد بالآل: الأهل.
وخامسها: أنه يعبر عنها بأولاد فلان ولا يوجد ذلك إلا في المتأخرين في أفخاذ العرب على قلة.
الثامن: غالب أسماء العرب منقولة عما يدور في خزانة خيالهم مما يخالطونه
ويحاورونه إما من الحيوان كأسد ونمر، وإما من النبات كنبت وحنظلة، وإما من
الحشرات كحية وحنش، وإما من أجزاء الأرض كفهر وصخر ونحو ذلك.
التاسع: الغالب على العرب تسمية أبنائهم بمكروه الأسماء ككلب وحنظلة وضرار
وحرب وما أشبه ذلك، وتسمية عبيدهم بمحبوب الأسماء كفلاح ونجاح ونحوهما،
والمعنى في ذلك ما يحكى أنه قيل لأبي القيس الكلابي: لم تسمون أبناءكم بشر
الأسماء نحو كلب وذئب، وعبيدكم بأحسن الأسماء نحو مرزوق ورباح؟ فقال: إنما
نسمي أبناءنا لأعدائنا، وعبيدنا لأنفسنا، يريد أن الأبناء معدة للأعداء
فاختاروا لهم شر الأسماء، والعبيد معدة لأنفسهم فاختاروا لهم خير الأسماء ـ
أي في نظرهم ـ.
العاشر: إذا كان في القبيلة اسمان متوافقان كالحارث والحارث، وكالخزرج
والخزرج وما أشبه ذلك، وأحدهما من ولد الآخر أو بعده في الوجود عبروا عن
الوالد والسابق منهما بالأكبر، وعن الولد والمتأخر منهما بالأصغر، وربما
وقع ذلك في الأخوين إذا كان أحدهما أكبر من الآخر .
المصادر
1.كتاب جمهرة انساب العرب ج1 |ص 1 .
2. ابن جحر فتح الباري ج 12/ص29. .
3. المغني والشرح الكبير ج 12/ص21 .
4. نهاية الأرب ص/20.
5. سورة الحجرات .
6. سورة المعارج.
7. نهاية الأرب ص/29.