[b]]font= Arabic Transparent]]ما من شيء إلا وله وزن إلا الدموع
هكذا أطلقها سيّدنا جعفر الصادق ( رضي الله تعالى عنه ) : ما من شيء إلا له وزن إلا الدموع . ومن لا يبكي آل بيت النبيّ (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) فيما أصابهم ؟ ؟ ! ! ! فالمؤمن لا يسعه إلا الحزن عليهم .
فمحبتهم من الإيمان بالله تعالى ، وهو أصل لجميع مراتب الأولياء والأصفياء .
شَفيعي في القِيامة ِ عندَ رَبِّي
محمدُ والوصيُّ مع البتولِ
وسِبْطا أَحمدٍ، وبَنُو بَنِيهِ
أُولِئكَ سادَتي آلُ الرَّسُولِ
فأمنا السيدة الكريمة الفاضلة الحنون خديجة بنت خويلد (رضي الله تعالى عنها) : الحب الأول الذي مازج قلبه (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) ذكرى شبابه وأيام دعوته ، سيّدتنا خديجة ( رضي الله عنها ) التي أحبها حباً جماً ، وسطرت في قلبه وفكره أسمى أنواع التفاني والتضحية للحبيب .
عن عبد الله بن جعفر يقول : سمعت علياً بالكوفة يقول : سمعت رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) يقول : خير نسائها مريم بنت عمران ، وخير نسائها خديجة بنت خويلد . قال أبو كريب : وأشار وكيع إلى السماء والأرض . وعن أبي هريرة ( رضي الله تعالى عنه ) قال : أتى جبريل ( عليه السلام ) النبيَّ (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) فقال : يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها عزّ وجل ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب .
وعن سيّدتنا عائشة ( رضي الله عنها ) قالت : ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة ، ولقد هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين ، لما كنت أسمعه يذكرها ، ولقد أمره ربه عزّ وجل أن يبشرها ببيت من قصب في الجنة ، وإن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها . وعن سيّدتنا عائشة أيضاً ( رضي الله عنها ) قالت : ما غرت على نساء النبيّ (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) إلا على خديجة وإني لم أدركها . قالت : وكان رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) إذا ذبح الشاة فيقول : أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة قالت : فأغضبته يوماً فقلت : خديجة ؟ فقال رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) إني قد رزقت حبها .
وعن سيّدتنا عائشة أيضاً ( رضي الله عنها ) قالت : لم يتزوج النبيّ (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) على خديجة حتى ماتت . وهذا سيّدنا إبراهيم ( عليه السلام ) ابن سيّدنا محمّد (( صلى الله تعالى عليه وسلم )): فعن أنس بن مالك ( رضي الله تعالى عنه ) قال : دخلنا مع رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) على أبي سيف القين ، وكان ظئراً لإبراهيم ( عليه السلام ) فأخذ رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) إبراهيم فقبله وشمه ، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه ، فجعلت عينا رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) تذرفان ، فقال له عبد الرحمن بن عوف ( رضي الله تعالى عنه ) : وأنت يا رسول الله ؟ فقال : يا بن عوف إنها رحمة ثم أتبعها بأخرى ، فقال (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) : إن العين تدمع والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون .
وفي رواية مسلم : عن أنس بن مالك ( رضي الله تعالى عنه ) قال : قال رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) : ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم . ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين يقال له أبو سيف ، فانطلق يأتيه واتبعته فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره قد امتلأ البيت دخاناً ، فأسرعت المشي بين يدي رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) فقلت يا أبا سيف أمسك جاء رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) فأمسك ، فدعا النبيّ (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) بالصبي فضمه إليه وقال ما شاء الله أن يقول ، فقال أنس : لقد رأيته وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) فدمعت عينا رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) فقال: تدمع العين ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون .
والكرّار سيف الله البتار سيّدنا عليّ بن أبي طالب ( رضي الله تعالى عنه وكرم وجهه ): عن سعد بن أبي وقاص ( رضي الله تعالى عنه ) قال : قال رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) لعليّ : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبيّ بعدي . وعنه أيضاً ( رضي الله تعالى عنه ) قال : سمعت رسول الله ((صلى الله تعالى عليه وسلم )) خلفه في بعض مغازيه ، فقال له عليّ : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، الا انه لا نبوة بعدي . وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . قال: فتطاولنا لها . فقال : ادعوا لي علياً . فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ دعا رسول الله ((صلى الله تعالى عليه وسلم)) علياً وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي . وعن أبي هريرة ( رضي الله تعالى عنه ) أن رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله ، يفتح الله على يديه . وعن عبد الله بن عباس ( رضي الله تعالى عنهما ) قال نظر النبيّ (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) إليّ فقال : يا عليّ أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة ، حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ، والويل لمن أبغضك بعدي . وعن عوف بن أبي عثمان النهدي قال : قال رجل لسلمان ما أشد حبك لعليّ ! . قال : سمعت رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) يقول : من أحب علياً فقد أحبني ومن أبغض علياً فقد أبغضني . وعن بن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) : إن الله أمرني بحب أربعة من أصحابي ، وأخبرني أنه يحبهم . قال : قلنا : من هم يا رسول الله ؟ وكلنا نحب أن نكون منهم فقال : ألا أن علياً منهم . ثم سكت ثم قال : أما أن علياً منهم . ثم سكت .وعن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) قال : كنت أخدم رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) فقدم لرسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) فرخ مشوي ، فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير . قال فقلت : اللهم اجعله رجلاً من الأنصار ، فجاء عليّ ( رضي الله عنه ) فقلت : إن رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) على حاجة . ثم جاء فقلت : إن رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم)) على حاجة . ثم جاء فقال رسولالله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) : افتح . فدخل فقال رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) : ما حبسك عليّ ؟ فقال : إن هذه آخر ثلاث كرات يردني أنس يزعم إنك على حاجة . فقال : ما حملك على ما صنعت ؟ فقلت : يا رسول الله سمعت دعاءك فأحببت أن يكون رجلاً من قومي . فقال رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) : إن الرجل قد يحب قومه .
وعن أسماء بنت عميس ( رضي الله عنها ) قالت : كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) فلما أصبحنا جاء النبيّ (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) إلى الباب فقال : يا أم أيمن ادعي لي أخي . فقالت : هو أخوك وتنكحه ؟ قال : نعم يا أم أيمن . فجاء عليّ فنضح النبيّ (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) عليه من الماء ودعا له ، ثم قال : ادعي لي فاطمة . قالت فجاءت تعثر من الحياء ، فقال لها رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) أسكني فقد انكحتك أحب أهل بيتي إليّ . قالت ونضح النبيّ (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) عليها من الماء ، ثم رجع رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) فرأى سواداً بين يديه فقال : من هذا ؟ فقلت : أنا أسماء بنت عميس . قال : جئت في زفاف ابنة رسول الله ؟ قلت : نعم . فدعا لي . وأتى سيّدنا رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) ابنته سيّدتنا فاطمة ( رضي الله تعالى عنه ) فقال : أين بن عمك ؟ . قالت : هو ذا مضطجع في المسجد . فخرج النبيّ (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) فوجد رداءه قد سقط عن ظهره ، فجعل رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) يمسح التراب عن ظهره ويقول : اجلس أبا تراب . والله ما كان اسم أحب إليه منه ، ما سماه إياه إلا رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) .
نَفْسِي عَلَى ذِكْرِ المُرْتَضَى طَربَتْ
وَفِي سَفِينَةِ أَهْلِ البَيْتِ قَدْ رَكِبَتْ
هَوِيَّتِي عَلَويٌَّ النَّهْجِ قَدْ كُتِبَتْ
لا عّذَّبَ اللّهُ أُمِّي إِنَّهَّـا شَرِبَتْ
حُبَّ الوَصِي ِّوَغّذَّتْنِيهِ بِاللَّبَنِ
رَضَعْتُ مِنْ ثَدْيِهَا رَدْحَاً مِنَ الزَّمَنِ
حَتَّى نَمَا حُبُّ دَاحِيَ البَابِ فِي بَدَنِي
لِلّهِ مِنْ حَرَّةٍ طَابَـتْ وَمِنْ لَبَـنِ
وَكَانَ لِي وَالِدٌ يَهْوَى أَبَا حَسَـنِ
فَصِرْتُ مِنْ ذِي وذَا أَهْوَى أَبَا حَسَنِ
الزهراء البتول نسل النبوة الشريفة سيّدتنا فاطمة ( رضي الله تعالى عنها ) : عن أمنا السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) قالت : كن أزواج النبيّ (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) عنده لم يغادر منهن واحدة ، فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) شيئاً ، فلما رآها رحب بها ، فقال : مرحباً بابنتي . ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم سارها فبكت بكاء شديداً ، فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت ، فقلت لها : خصك رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين ، فلما قام رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) سألتها : ما قال لك رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) ؟ قالت : ما كنت أفشي على رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) سره قالت : فلما توفي رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) قلت : عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) ؟ فقالت : أما الآن فنعم ، أما حين سارني في المرة الأولى ، فأخبرني ان جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين وانه عارضه الآن مرتين وأني لا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري ، فإنه نعم السلف انا لك ، قالت فبكيت بكائي الذي رأيت ، فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال : يا فاطمة أما ترضي أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة ؟ قالت : فضحكت ضحكي الذي رأيت .
وفي رواية أخرى : . . قالت : سارني فأخبرني بموته فبكيت ، ثم سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت .
وعن أسامة بن زيد ( رضي الله تعالى عنه ) قال : كنت في المسجد فأتاني العباس وعليّ فقالا لي : يا أسامة استأذن لنا على رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) فدخلت على النبيّ (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) فاستأذنته ، فقلت له : إن العباس وعليّ يستأذنان . قال : هل تدري ما حاجتهما ؟ قلت : لا والله ما أدري . قال : لكني أدري ، ائذن لهما فدخلا عليه ، فقالا : يا رسول الله جئناك نسألك أي أهلك أحب إليك ؟ قال : أحب أهلي إلي فاطمة بنت محمّد .
وعن أسامة بن زيد ( رضي الله تعالى عنه ) أيضاً قال : اجتمع جعفر وعليّ وزيد بن حارثة ، فقال جعفر : أنا أحبكم إلى رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) . وقال عليّ : أنا أحبكم إلى رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) . وقال زيد : أنا أحبكم إلى رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) قال : فانطلقوا بنا إلى رسول الله (( صلى الله تعالى عليه
وسلم )) قال فخرجت ثم رجعت فقلت : هذا جعفر وعليّ وزيد بن حارثة يستأذنون . فقال رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) : ائذن لهم . فدخلوا فقالوا يا رسول الله جئناك نسألك من أحب الناس إليك ؟ قال : فاطمة . قالوا : نسألك عن الرجال ؟ قال : أما أنت يا جعفر فيشبه خلقك خلقي ويشبه خلقك خلقي وأنت إلي ومن شجرتي ، وأما أنت يا عليّ فأخي وأبو ولدي ومني وإلي ، وأما أنت يا زيد فمولاي ومني وإلي وأحب القوم إليّ .
سيّدنا ذو الجناحين الشهيد جعفر بن أبي طالب ( رضي الله تعالى عنه ) : عن سيّدنا علي بن أبي طالب ( رضي الله تعالى عنه ) في قصة بنت حمزة قال رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) : أما أنت يا جعفر فأشبهت خلقي وخلقي .
فكان أبو هريرة ( رضي الله تعالى عنه ) يقول : ما أظلت الخضراء على وجه أحب إلي بعد رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) من جعفر بن أبي طالب لقول رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) .
سيّدا شباب أهل الجنة ، وقرّة عيون أهل الإيمان ، سيّدنا الحسن ، وسيّدنا الحسين ( رضي الله تعالى عنهما ) :
عن يعلى العامري ( رضي الله تعالى عنه ) أنه خرج مع رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) إلى طعام دعوا له ، فإذا حسين يلعب ، فاستقبل أمام القوم ثم بسط يده فجعل الصبي يفرها هنا مرة وها هنا مرة وجعل رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) يضاحكه حتى أخذه رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى تحت قفاه ثم قنع رأسه فوضع فاه على فيه فقبله ، وقال : حسين مني ، وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً ، حسين سبط من الأسباط .
وعن أبي هريرة ( رضي الله تعالى عنه ) أن سيّدنا النبيّ (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) قال للحسن : اللهم إني أحبه فأحبه ، وأحب من يحبه .
قال : وضمه إلى صدره .
وعن أبي هريرة أيضاً ( رضي الله تعالى عنه ) قال : قال رسول الله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) : من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني .
قوله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) : حسين مني وأنا من حسين . قال القاضي : كأنه (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) بنور الوحي علم ما سيحدث بينه وبين القوم فخصه بالذكر ، وبين أنهما كالشيء الواحد في وجوب المحبة وحرمة التعرض والمحاربة ، وأكد ذلك بقوله : أحب الله من أحب حسيناً فإن محبته محبة الرسول (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) ، ومحبة الرسول (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) محبة الله تعالى حسين .
وقوله (( صلى الله تعالى عليه وسلم )) : سبط من الأسباط . السبط بالكسر من الأسباط بالفتح ، قال في النهاية : أي أمة من الأمم في الخير . والأسباط في أولاد إسحاق بن إبراهيم الخليل بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل ( عليهم السلام ) .
ويحتمل أن يكون المراد ههنا على معنى أنه يتشعب منه قبيلة ، ويكون من نسله خلق كثير ، فيكون إشارة إلى أن نسله يكون أكثر وأبقى ، وكان الأمر كذلك .
إن لم يكن بين الحسين وبيننا
نسبٌ فيكفينا الرثاء له نسب
والحر لا ينسى الجميل وردِّه
ولإنْ نسى فلقد أساء إلى الأدب
يا لائمي حب الحسين أجننا
واجتاح أودية الضمائر واشرأبّْ
فلقد تشرَّب في النخاع ولم يزل
سريانه حتى تسلَّط في الرُكب
أما البكاء فذاك مصدر عزنا
وبه نواسيهم ليوم المنقلب
نبكي على الرأس المرتل آيـة
والرمح منبره وذاك هو العجب
نبكي على الثغر المكسر سنه
نبكي على الجسد السليب المُنتهب
نبكي على خدر الفواطم حسرة
وعلى الشبيبة قطعوا إرباً إرب
إن سادتنا أهل بيت النبوة سيبقون قناديل نور تضيء لنا دنيانا وأخرانا ، فحقَ لنا حبهم ، وحقَ لنا تعطير أرواحنا بذكرهم ، وحقَ لنا البكاء عليهم ، وحقَ لنا الارتماء تحت أقدامهم .
قال سيّدنا علي بن الحسين زين العابدين ( رضي الله تعالى عنه ) : فقد الأحبة غربة .
أأسبلتَ دمعَ العينِ بالعبراتِ
وبِتَّ تُقاسي شِدَّة َ الزَّفَراتِ
وتَبْكي على آثارِ آلِ مُحمَّدٍ
فقد ضاقَ منكَ الصدرُ بالحسراتِ
أَلا فابْكِهمْ حَقّاً وأَجْرِ عَلَيهمُ
عيوناً لريبِ الدهرِ منسكباتِ[/font]