أنشأ مدينة المنصورة الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر بن أيوب أخو صلاح الدين يوسف بن أيوب فى سنة( 616 هـ /1219 م)
وذلك كان أثناء الحمله الصليبيه الخامسه عندما استطاع الصليبين أن تمكنوا من مدينة دمياط ويملكوها , فيذكر لنا " المقريزى" أن الملك الكامل قد جعل منها –المنصورة- منزله لعسكرة قبالة منطقة طلخا , وسماها المنصورة تيمنا منه بأنتصاره على الصليبين , وظل بها حتى استرجع مدينة دمياط ,فصارت المنصورة بعد ذلك مدينه كبيرة , بها المساجد والحمامات والفنادق والاسواق .
ويجدر الاشارة هنا الى ان مدينة المنصورة فى مدة ثلاثين سنه تقريباً وهى المدة الواقعه بين نشأتها وبين معركة المنصورة (616 هـ / 1219 م -3 من ذى القعدة 647 هـ -1250 م ).....أعلنت فيها هى نهاية الحملات الصليبيه على مصر أولا
ثم نهايتها على العالم الاسلامى ككل فيما بعد .
فقد قطعت خط الرجعه على الحمله الصليبيه الخامسه زمن السلطان الكامل مؤسس مدينة المنصورة ,وفى الحمله الصليبيه السابعه يرجع الفضل الى رجالها الابطال الذين خرجوا من الشوارع والحارات والدروب متعاونين مع المماليك البحريه الصالحيه المصريه حتى استطاعوا القضاء على القوات الصليبيه فى المدينه فكان ذلك نهاية الحمله الصليبيه السابعه .
فبعد مقاومه عنيفه من الشعب المصرى وجنوده من المماليك للحمله الصليبيه السابعه فى المنصورة , شعر قادة الصليبين وعلى رأسهم لويس التاسع باستحالة تحقيق أمالهم فى السيطرة على المنصورة ,واتفقوا على العودة الى دمياط للتحصن بها , بيد أن رجال المنصورة الابطال فهموا على الفور استحالة تمكن الصليبين منهم وانهم سيفكروا بالتحصن بدمياط , فقام الابطال بقطع الطريق الواصل اليهم الى دمياط , وأطبقت القوات المصريه ورجال المنصورة الشجعان على الصليبين يحاصرونهم ويطبقوا عليهم الحصار ( حتى روى عن جوانفيل وهو شاهد عيان ومؤرخ شهير والذى سمع بنفسه من لويس التاسع نفسه ان موقعة المنصورة كانت مقبرة للجيش الصليبى)
وليس أدل على هذه العبارة والتى من أحد كبار المؤرخين الاوربين والمعاصر وشاهد عيان ايضا للاحداث من ان بلغ عدد ضحايا الصليبين فى مدينة المنصورة والتى كانت ماتزال حديثة الانشاء صغيرة الحجم أن بلغ عدد الضحايا بضعة الألاف من الصليبين , حتى أن ابطال ورجال المنصورة الشجعان بلغ من استبسالهم فى القتال الحد الى مطاردة الصليبين لأبعد الحدود أو إبادتهم فى المنصورة نفسها مثلما حدث عندما قاموا بإغراق الصليبين فى ماء النيل فى منطقه ظل يطلق عليها حتى الان بلدة"ميت الغرقا" جنوب مدينة طلخا رغبه فى تخليد هذا الجزء النيلى من معركة المنصورة (ولعل اسمها تغير الان الى ميت الكرما) فضلا عن أسر قادة الحمله وهم "جوفرى دى سارجين " أحد قادة الحمله وجماعة البارونات والحاشيه, وكلا من "شارل كونت أنجو" و "ألفونس كونت بواتيه" وكل منهما أخ للملك لويس التاسع ....هذا بالطبع فضلاً عن أسر لويس التاسع نفسه قائد الحمله .
من هذا يتضح لنا أن الحملتين من الحملات الصليبيه السبع اللاتى توجهنا الى المنصورة فشلا ,ففى الحمله الخامسه نجح رجال المنصورة عندما أوكل لهم الملك الكامل مهمة التصدى للصليبين .
وفى الحمله الصليبيه السابعه نجح رجال المنصورة الشجعان فى إبادة الحمله الصليبييه
السابعه ككل عن بكرة ابيها بل وأسر قائد الحمله الملك لويس التاسع ملك فرنسا وكل من شقيقاة والعدد من القادة والبارونات والحاشيه ايضا.
وقد تم أسر لويس التاسع فى دار فخر الدين أبو إسحاق أبراهيم بن لقمان بن أحمد بن محمد الشيبانى .....والمعروف بإبن لقمان ,وعهد الى الطواشى صبيح للحفاظ على لويس والعنايه به وبراحته....وهذا مايدل على الجانب الاخلاقى فى ابناء المنصورة وعلى كرم الاهالى وحسن الضيافه والتى بالطبع تشمل كل المصريين والعرب عامه , فحين أسر لويس التاسع لم يكن فى سجن بل كان فى دار بن لقمان وابن لقمان هو كاتب ديوان الانشاء فى ذلك الوقت وتم تخصيص رجل للعنايه بلويس وحاشيته وهو الطواشى صبيح وكان المقربا للسلطان نفسه توران شاة فى ذلك الوقت, وهذا مايدل الا على كرم وحسن ضيافة اهل المنصورة الكرام حتى للاعداء ونبل اخلاقهم .
أخيراً ....أشير الى ان معركة المنصورة ودورها فى تغير خارطة العالم الاسلامى برمته , فبفضلها كانت نهاية الحملات الصليبيه على مصر خاصه بل والعالم الاسلامى عامه.
برز عن معركة المنصورة زعماء وقادة أكفاء حملوا لواء العالم الاسلامى فيما بعد مثل فارس الدين اقطاى ,وعز الدين أيبك, والقائد بيبرس البندقدارى والذى تصد للمغول فيما بعد فى معركة عين جالوت والتى لو تصورنا انها جاءت بنتائج عكسيه وانهزم المسلمين لسقط اخر معاقل للاسلام بعد ان كان المغول قد سيطروا على بغداد وبلاد الشام, فقضى المسلمين على خرافة ان المغول لاتهزم وانقذت الاسلام من اخطر تهديد تعرض له.
ونشير ايضاً أنه من معركة المنصورة تمخضت عنها ميلاد دولة سلاطين المماليك والتى حملت الدور التاريخى والحضارى للاسلام والمسلمين لمدة قرنين ونصف من الزمان.
ومن هذا استطيع القول بلا مبالغه انه لولا صمود الشعب المصرى متمثل فى اهالى المنصورة الابطال لسقط العالم الاسلامى كله فى ايد الصليبين ثم من بعدهم المغول...فالحمد لله الذى هدانا لهذا وماكنا لنهتدى لولا ان هدنا الله..
................والحمد لله ايضا أنى من ابناء هؤلاء الابطال..شعب المنصورة النبيل البطل.
لما يطلق على بنات المنصورة أجمل بنات مصر؟
- تتمثل الاجابه فى ان من الحملات الصليبيه السبع التى توجهت الى المشرق الاسلامى ككل..كان من نصيب مصر منها حملاتين هما الحمله الخامسه والحمله السابعه وكلتهما توجها الى المنصورة للدخول الى مصر ولكن كانتا نهايتهما عند المنصورة فلما يجتازوها بسبب شدة مقاومة أهلها الشجعان ...وعندها وعندما علم الصليبين انهم لاطاقة لهم بمقاومة رجالها الشجعان ...فإتجهوا الى النساء ليضربوهم فى نساءهم وقاموا بالتناسل منهم كلما استطاعوا ...وهذا ماانتج لنا جيل من الابناء شديد الشبه بالفرنسين والوسامه الفرنسيه فضلاً عن دين الاسلام وتعمقه فى اهالى الريف المصرى ...كذلك هناك المحافظه على الاخلاق والقيم والتقاليد المعروف به الريف المصرى .
- ولذا يقال على بنات المنصورة أجمل بنات المنصورة وذلك لعفتهن وتعلقهن وتحجبهن وتغلغل الاسلام منهن ...فضلاً عن جمال الخلقه والوسامه الفرنسية.