[b]عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول لله صلي الله عليه وسلم يقول : "كل أمتي معافاة الإ المجاهرين وان من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا ثم يصبح قد ستره ربه, فيقول: يا فلان قد عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه" رواه مسلم
يكشف هذا الحديث عن موطن من أشد مواطن العيب في الإنسان وهو الاستخفاف بالذنب والإتيان به دون مبالاة بل تستبد بالمذنب حالته لدرجة أنه لا يكتفي بارتكاب الذنب بل يتحدث به ويجاهر به دون حرج.
وقد جاء التعبير في الحديث بلفظ المجاهرين وهذه الصيغة هي صيغة المفاعلة التي تقتضي المشاركة بين اثنين وهي ليست علي بابها, أي أن الجهر بالمعصية إنما هو من طرف واحد فقط لا من طرفين, وإنما عبر بهذا التعبير الذي يفيد اشتراك الطرفين مبالغة في مادة الفعل ومعناه فإن المجاهر يدعو إلي الرذيلة بلسان حاله حيث يتأثر به غيره وتسري عدواه في المجتمع ولذا استثناه الرسول صلي الله عليه وسلم من العفو الذي شمل جميع الأمة في قوله: "كل أمتي معافى الإ المجاهرين"
---------------------------
منقوول