الحـمد لله الذي جـعل من الماء كل شيء حـيا، أحمـده سـبحانه وأشـكره، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شـريك له، وأشـهد أن نبينا محـمدا عـبده ورسـوله صلى الله وسـلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحـابه والتابعـين لهم بإحـسان إلى يوم الدين.
أما بعـد: عـباد الله:
اتقوا الله تعـالى، واعلموا أن المـاء نعـمة عظمى وهبة كـبرى، هو سـر الحـياة وأسـاس البقـاء.
الماء أغـلى مفـقود، وأرخـص موجـود، مع الماء الخـضرة والندى، والظل والحـياة، ومع فـقدانه الجـفاف واليبـس، والخـمود والموت.
إذا عـدم الماء: زحـفت جـيوش المجـاعة، واسـتمر القحـط، وأقبلت أسـراب البـؤس، تذوي الثمـار، وتمـوت الأشـجار، وتحـترق السـنابل، وتذوب الأكـباد.
فإذا تدفـق الماء وأقبلت أمواجـه: أقـبل معه البـشر والعـطاء، والنمـاء والرغـد والهـناء، بالماء تقوم الحـقول، وتتكـاثر الحـبوب والثمـار، قال الله عز وجل : -( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَـاءِ كُلَّ شَـيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُـونَ)- [الأنبياء/30].
الماء شـريان نابض في قلب الأرض، إذا تعـطل:
ماتت المعمـورة، وفسـدت الحياة، وانطمـس الوجـود.
الماء نعمـة من الله جلـيلة، وهـبة من الخـالق عظـيمة.
-(أَفَرَأَيْتُـمُ الْمَـاءَ الَّذِي تَشْـرَبُونَ(68)أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُـوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْـنُ الْمُنْـزِلُونَ(69)لَوْ نَشَـاءُ جَـعَلْنَاهُ أُجَـاجًا فَلَوْلَا تَشْـكُرُونَ)- [الواقعة/68-70].
خـلق الماء عجـيب، ونبؤه غـريب، صوره ربه: بلا لون، وأوجـده بلا طـعم، وأنزله بلا رائحـة، ينـزله من السـماء رحمـة لقوم، وعذاب على الآخـرين، نسـأل الله العـفو والعافيـة.
لا تمنـعه السـدود، ولا ترده الحـدود، فيكـسر الجـسور، ويقتلع الصخـور، ويدمر البـيوت، ويجـعل عاليها سـافلها، حتى يأذن الله بسـكونه ويأمر بإمسـاكه.
قال عـز وجـل: -(وَقِـيلَ يَا أَرْضُ ابْلَـعِي مَاءَكِ وَيَا سَمـَاءُ أَقْلِـعِي)- [هود/44].
إن مسـته رحمـة الله: كان لطفا وهناء، وبركة، وإن مسـه غضب الله: كان دمارا وهلاكا، وسخـطا ونكدا.
قال تعـالى: -(وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَـرًا فَانْظُـرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِـينَ)- [الأعراف/84].
وقال تعالى :
-(وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِـرَتْ مَطَرَ السَّـوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُـورًا)- [الفرقان/40].
ويرسـله الله إلى آخـرين رحمـة بهم وإحـسانا، يحـيي به الأرض بعد موتها، فهل فكرنا في هذه النعـمة؟، فشـكرناها حـق الشـكر؟، وقدرناها حق التقدير؟، هذا المـاء الذي نزل من السـحاب من الذي أوجده في السـماء؟، من الذي أنزله على الأرض؟، فسـاقه إلى من يشـاء ومنعه عمن يشـاء؟. -(وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْـنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْـثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُـفُورًا)- [الفرقان/50]. هل تأملنا العظـمة الإلهـية، والمعـجزة الربانية، في نزول المطـر؟.
يقول جـل وعـلا : -(وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُـمُ الْبَرْقَ خَـوْفًا وَطَمَـعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّـمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْـقِلُونَ)- [الروم/24]. فالعاقـل يتدبر، والمؤمـن يتذكر، واللبـيب يتفكر.
لقد حـدثنا القرآن عن أسـرار المطـر وأخـباره، فسـبق بذلك قبل كل فلكي ومفكـر متشـبعا بالأفكار الأوربية والشـرقية. فقال تعالى :
-(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَـحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْـعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْـرُجُ مِنْ خِـلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّـمَاءِ مِنْ جِـبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِـيبُ بِهِ مَنْ يَشَـاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَـاءُ يَكَادُ سَـنَا بَرْقِهِ يَذْهَـبُ بِالْأَبْصَارِ)- [النور/43]. فانظروا إلى قدرة الله تعالى، التي تمسـك بتلك الجـبال العظـيمة من السـحب، وهذه الأطنان الهائلة الثـقال، دون عمد نراها.
قال تعالى : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَـوْفًا وَطَمَعـًا وَيُنْشِئُ السَّـحَابَ الثِّقَالَ)- [الرعد/12].
ويقول تعالى :
-(وَهُوَ الَّذِي يُرْسِـلُ الرِّيَاحَ بُشْـرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَـتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَـابًا ثِقَالًا سُـقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّـتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَـاءَ فَأَخْـرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْـرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّـكُمْ تَذَكَّرُونَ)- [الأعراف/57].
انظروا إلى جمـال الآية، وعـذوبة ألفاظهـا، وإشـراق حـروفها، ثم انظروا إلى العـبرة، والمثل والتشـبيه في آخـر الآية: -( كَذَلِكَ نُخْـرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّـكُمْ تَذَكَّرُونَ)- [الأعراف/57].
وقد ضرب الله تعالى مثلا لإحـياء الموتى، وقضية البعـث بالمـاء: يرسـله إلى الأرض الهامـدة فيحـيها من موات، ويوجـدها من عدم.
-(فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَـةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْـيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْـيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)- [الروم/50].
ويقول تعالى مشـيرا إلى هذه المسـألة في آية أخـرى :
-(اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْـيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّـكُمْ تَعْـقِلُونَ)- [الحديد/17].
عـباد الله :
إن الله يكون السـحاب، ثم يتكـثف ويجـتمع، يصرفه سـبحانه كيف يشـاء، حـيث يريد، ويأمره خـالقه سـبحانه بما يشـاء.
-(اللَّهُ الَّذِي يُرْسِـلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَـحَابًا فَيَبْسُـطُهُ فِي السَّـمَاءِ كَيْفَ يَشَـاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَـفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْـرُجُ مِنْ خِـلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَـاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْـتَبْشِرُونَ(48)وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَـزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِـسِينَ)- [الروم/48-49].
ومن لطـف الله تعالى بعـباده، أن ينـزل عليهم هذا الغـيث بقدر، فلو سقطـت جـبال السـحب الكـثيفة الهائلـة كما هي: لهـلك الناس.
ومن لطفه تعالى أنه إذا أنزل المـاء، لم يبق مجـتمعا فوق الأرض، فتصـبح الأرض غير صالحـة للسـير عليها، بل سـلكه ينابيع في الأرض، وحـفظه في الآبار والعـيون. يقول تعـالى : -(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّـمَاءِ مَاءً فَسَـلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْـرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْـتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْـعَلُهُ حُـطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَـابِ)- [الزمر/21].
فهو تعـالى يحـفظ هذا المـاء في صحـون من الصخـور الجـوفية دون أن يغـور ويعـمق في الأرض، -(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَـحَ مَاؤُكُمْ غَـوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِـينٍ)- [الملك/30].
الحـمد لله لا نحـصي ثناء على الله، أقول قولي هذا، وأسـتغفر الله لي ولـكم، ولسـائر المسـلمين من كل ذنب، فاسـتغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغـفور الرحـيم.
الخطبة الثانية
الحـمد لله يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السـيئات، أحمده سـبحانه وأشـكره، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحده لا شـريك له، وأشـهد أن نبينا محمدا عبده ورسـوله صلى الله وسـلم، وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعـين لهم بإحـسان إلى يوم الدين.
أما بعـد : عـباد الله :
اتقوا الله تعـالى، واعلموا أن صلاة الاستـسقاء سـنة مؤكدة عند وجود سـببها. والاستـسقاء: طلب السـقي من الله تعالى عند حـدوث القحـط والجـدب، ويكون الاستـسقاء بالدعاء المجـرد ويكون بالدعاء بعد الصلاة.
والدعـاء: عـبادة بل هو العـبادة، وهو من أقوى الأسـباب، فليـس شيء أنفع منه. ولكن قد يسـتجاب للداعي في الحـال لحـكمة، وقد يتأخـر أثر الاسـتجابة لحـكمة فالله عليم حـكيم، إما لضعف الدعاء، بأن لا يكون محـبوبا إلى الله، وإما لضعف قلب الداعي، وعدم إقباله على الله وجمعـيته عليه وقت الدعاء، وإما لحـصول مانع من الإجـابة، من أكل الحـرام وغير ذلك.
وقد عزم المسـلمون على إقامة صلاة الاستـسقاء غدا يوم السـبت صباحا في السـاعة السـابعة وخمـس دقائق، وسـتقام الصلاة إن شـاء الله تعالى غدا في هذا الجـامع، بدلا من مصلى العيد، لشـدة البرد رفقا بالمصلـين.
فعلى المسـلمين أن يعتنوا بصلاة الاستـسقاء، وأن يحـرصوا على، إقامتها مع المسـلمين، تعبدا وخـضوعا، وخـشوعا لله تعالى، وإظهارا للفقر والحـاجة لرب العالمـين، وكلنا فـقير إلى الله محـتاج إلى إحـسانه ورحمـته ولطفه، أرأيتم لو انقطع الماء عن بيوتكم، ماذا تصـنعون؟، أيهتم بصلاة الاستـسقاء، ويشـهدها من لا يشـهدها الآن ولا يعتني بها؟. فاتقـوا الله تعـالى، واعـتنوا بصلاة الاستـسقاء، فإن بعضا من الناس يتسـاهل بها.
قال عـز وجـل : -(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَـحَ مَاؤُكُمْ غَـوْرًا فَمَنْ يَأْتِيـكُمْ بِمَاءٍ مَعِـينٍ)- [الملك/30]، وقال تعـالى : -(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُـقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَـنِيُّ الْحَمِـيدُ)- [فاطر/15].
فقدموا بين يدي دعائـكم، وسؤالكم لربـكم صدقة على الفـقراء، كل على قدر اسـتطاعته، من النقود والطعام والكـسوة، وتوبوا إلى ربكم واسـتغفروه، فلقد أثنى الله تعالى على المسـتغفرين من عباده، ومدحـهم في كتابه، ووعدهم في الدنيا والآخـرة بكل فضل وخـير.
قال تعـالى : -(الَّذِينَ يَقُـولُونَ رَبَّنَـا إِنَّنَـا آَمَنَّا فَاغْـفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَـذَابَ النَّـارِ(16)الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِـينَ وَالْقَانِتِـينَ وَالْمُنْفِـقِينَ وَالْمُسْـتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَـارِ)- [آل عمران/16-17].
وقال تعـالى : -(وَبِالْأَسْـحَارِ هُمْ يَسْتَـغْفِرُونَ)- [الذاريات/18].
وقال تعالى : -(إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَـلًا صَالِحًـا فَأُولَئِـكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَـيِّئَاتِهِمْ حَـسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَـفُورًا رَحِـيمًا)- [الفرقان/70].
قال ابن عباس : ما رأيت رسـول الله صلى الله عليه وسـلم فرح بشـيء فرحـه بهذه الآية لما نزلت.
وقال بعض المفـسرين : (يجـعل مكان السـيئات –التوبة- فيعطيهم على كل سـيئة عملوها حـسنة بالندم والعزم على عدم العودة إليها).
وللاسـتغفار شروط أعظـمها :
التوحـيد: فإنه الشـرط الأسـاسي لمغـفرة الذنوب، من فقده فقد المغـفرة والرحمـة وباء بالحـسرة والندامة، قال سـبحانه : -(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْـفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَـاءُ )- [النساء/116].
وقال عـز وجـل:
-( إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْـرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَـرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَـنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّـارُ وَمَا لِلظَّالِمِـينَ مِنْ أَنْصَارٍ)- [المائدة/72].
وفي الحـديث عنه صلى الله عليه وسـلم قال : يقول الله عز وجـل في الحـديث القدسـي : «يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجـوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغـت ذنوبك عنان السـماء ثم اسـتغفرتني غـفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيـتني بقراب الأرض خـطايا ثم لقيـتني لا تشـرك بي شـيئا لأتيك بقرابها مغـفرة» رواه الترمـذي( ).
وفي هذا بيان فضل التوحـيد، وما يكـفر من الذنوب، والتحـذير من الشـرك، وأن المشـرك عمله مردود، وسـعيه حابط، ولو أتعب نفسـه بالعمل ولسـانه بالاسـتغفار، بل لو أنفـق ما في الأرض جمـيعا ما قبله الله منه، إلا أن يعود إلى الله تعالى وينتـهي عن الشـرك.
ومن أعظم شـروط الاسـتغفار :
الإقلاع عن الذنوب، وعدم الإصرار عليها، فإن الاسـتغفار بلا إقلاع: توبة الكـذابين، فالاسـتغفار الحـق: هو صدق العزم على ترك الذنوب، والإنابة بالقلوب إلى علام الغـيوب سـبحانه وتعـالى.
قال الإمام القرطبي رحمه الله: (الاسـتغفار المطلوب هو الذي يحـل عقد الإصرار، ويثـبت معناه في الجَـنان، وليـس التلفظ بمجرد اللسـان فمن استغـفر بلسـانه وقلبه مصر على معصيـته، فاسـتغفاره يحتاج إلى اسـتغفار).
وقال بعض السـلف : (من لم يكن ثمرة استغفاره تصحـيح توبته فهو كاذب) والمسـتغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمسـتهزأ بربه.
ويقول تعالى: -( إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُـمْ خَـيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيـْرًا مِمَّا أُخِـذَ مِنْكُمْ وَيَغْـفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَـفُورٌ رَحِـيمٌ)- [الأنفال/70].
عباد الله: -(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَـلِّمُوا تَسْـلِيمًا)- [الأحزاب/56].
وأكـثروا عليه من الصلاة يعـظم لكم ربكم بها أجـرا، فقد قال صلى الله عليه وسـلم: «مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْـرًا»( ).
اللهم صلي وسـلم وبارك على عبدك ورسـولك نبينا محـمد، وارض اللهم عن الصحابة أجمـعين وعن التابعـين ومن تبعهم بإحـسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعـفوك ومنك وكرمك وإحـسانك يا أرحـم الراحمـين.
اللهم أعز الإسـلام والمسـلمين وأذل الشـرك والمشـركين ودمر أعدائك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحـدين واحمـي حوزة الدين.
اللهم إنا نعوذ بك، اللهم إنا نعوذ بك، اللهم إنا نعوذ بك من شـر اليهود والنصارى والرافضة، اللهم إنا نجـعلك في نحـورهم ونعوذ بك اللهم من شـرورهم،
اللهم انصر دينك وانصر من نصر دينك واجـعلنا من أنصار دينك.
اللهم وآمنا في دورنا وأوطاننا وأصلـح ووفق ولاة أمورنا، اللهم وأصلح قلوبهم وأعمالهم وسـددهم في أقوالهم وأفعالهم واجمع شمـلهم وشمـل المسـلمين على الهدى،
ربنا آتنا في الدنيا حـسنة وفي الآخـرة حـسنة وقنا عذاب النار.
اللهم اغـفر لنا إنك أنت الغـفور الرحـيم وتب علينا إنك أنت التواب الرحـيم.
اللهم اغـفر لنا ولآبائنـا ولأمهاتنـا ولأولادنا ولأزواجـنا ولجـميع المسـلمين والمسـلمات والمؤمنـين والمؤمنـات الأحـياء منهم والأمـوات.
-(سُـبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ(180)وَسَـلَامٌ عَلَى الْمُرْسَـلِينَ(181)وَالْحَـمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِـينَ)-