منتدى فرسان الحقيقه
 فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) 829894
ادارة المنتدي  فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) 103798
منتدى فرسان الحقيقه
 فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا  فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) 829894
ادارة المنتدي  فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) 103798
منتدى فرسان الحقيقه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى فرسان الحقيقه

منتدى فرسان الحقيقه اسلاميات العاب برامج روحانيات مسرحيات اخبار فنون وعلوم تطوير مواقع ومنتديات
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Hot Pink
 Sharp Pointer
اهلا بكم فى منتدى فرسان الحقيقة اسلاميات العاب برامج روحانيات مسرحيات اخبار فنون وعلوم تطوير مواقع ومنتديات وجديد
 فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) B19m8_GNaGHz

 

  فضيلة الشيخ /عاطف شمس (الحياء)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
مدير عام
مدير عام
Admin


الاوسمة :  فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) Ss6
عدد المساهمات : 2969
نقاط : 60329
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 23/06/2010
 فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) Egypt10
الموقع : https://sllam.yoo7.com/

 فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) Empty
مُساهمةموضوع: فضيلة الشيخ /عاطف شمس (الحياء)    فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) I_icon_minitimeالخميس 21 فبراير - 11:58

الحياء:على
حسب حياة القلب يكون خلق الحياء وقلة الحياء من موت القلب والروح كلما كان القلب
أحيا كان الحياء أتم قال تعالى ( ألم يعلم بأن الله يرى ) وقال تعالى ( ولقد
خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه )



وقال تعالى
( والله على كل شئ شهيد ) وقال النبي ( الحياء كله خير ) وقال النبي ( الحياء
من الإيمان )



وقال النبي (
إن الحياء والإيمان قرنا جميعا فإذا رفع احدهما رفع الأخر )صححه الالبانى



وقال النبي (
إن لكل دين خلقا وإن خلق الإسلام الحياء ) ألا يكفيك أن الله حيى يستحى
أن يرفع الرجل إليه يديه أن يردهما خائبتين ) صحيح الله عز وجل يستحى أن
يعذب ذا شيبة شابت فى الإسلام ويستحى من هتك ستر العاصي فيستره ويعفو عنه



قبض على شاب
بزني في عهد عمر بن الخطاب فحلف أنها المرة الأولى وكان على بن أبى طالب حاضرا
فقال للشاب – كذبت إن الله لا يفضح عبده من المرة الأولى فقال الشاب نعم والله هي
المرة العشرين



حياء
الملائكة
- هم يسبحون
الليل والنهار لا يفترون قال النبي (أطت السماء وحق لها أن تئط ما عليها موضع
إصبع ألا وعليه ملك ساجد أو راكع ويوم القيامة يقولون سبحانك ما عبدناك حق
عبادتك الملائكة تستحي فهي لأتدخل على امرأة مكشوفة الشعر ( كاشفة عن خمارها
) وتجتنب الرجل عندما يجامع زوجته



حياء
موسى:
عليه السلام وزوجته
وأختها لما وصل موسى إلى مدين جلس يستريح فوجد امرأتين تريدان السقيا لكنهما
يستحييان أن يدافعوا الرجال فتقدم موسى عليه السلام ليسقى لهما فلما رجعا سريعا
قال أبوهما ما الذي جاء بكم اليوم سريعا قالتا له رجل قوى شهم كريم سقى لنا قالت
إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين ) القصص 26



( وجاءته
إحداهما تمشى على استحياء قالت إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ) القصص
25 تمشى على استحياء - تتكلم على استحياء فمشى أمامها عليه السلام حتى لا يرى
جسدها أمامه حياء منه فقال النبي إن موسى كان حييا يستحى وكان لا يغتسل عاريا فقد
كانوا يغتسلون جميعا يرى بعضهم بعضا فقالوا عن موسى إن جسده به برص أو مرض لأنه
لا يكشف جسد ه كما نفعل ويوما كان موسى يغتسل في النهر ففر الحجر بملابسه وجرى
وراء الحجر يضربه بالعصا قائلا ثوبي حجر ثوبي حجر فنظر الناس إليه فرأوه من أحسن
الناس خلقة ) البخاري



حياء سيد
الخلق
: كان النبي اشد
حياء من العذراء في خدرها فإذا رأى شيئا كرهه عرفناه في وجهه




جاءت امرأة
تسأل النبي كيف تغتسل من الحيض فعلمها النبي وقال خذي قرصه من مسك فتطهري بها
فقالت كيف قال تطهري بها سبحان الله فجذبتها عائشة وقالت لها أمسكي بالفطنة وتتبعي
أثر الدم في المعراج كلما رجع يقول له موسى ارجع إلى ربك فسأله التخفيف حتى قال
له أنى استحيت من ربى



الفضيل
بن عياض
: وهو واقف بعرفة
قبض على لحيته قائلا وا سوأتاه منك وإن عفوت



رجل يحتضر
فكان يبكى بكاء مرا فقالوا هون عليك أنت قادم على الرءوف الرحيم فقال أعلم
لكنني أبكى حياء من الوقوف بين يديه قال الجنيد الحياء رؤية الآلاء ورؤية التقصير
فيتولد بينهما الحياء



دخل رجل على
احمد بن حنبل يقول إذا قال لى ربى أما استحييت تعصيني وتخفى الذنب عن
خلقي وبالعصيان تأتيني فما قولي له لما يعاتبني ويقصيني فكررها احمد
بن حنبل وهو يبكى فما هو الحياء



هو انكسار
في النفس يصيب الإنسان عند الخوف من عمل شئ يعيبه الحياء مشتق من الحياة – حياة
الوجه بحيائه وحياة الغرس والزرع بمائه الحياء خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من
التقصير أو هو الامتناع عن فعل ما يعاب الله يستحى أن يعذب ذا شيبة ويستحى إذا
دعوته أن يردك صفرا قال النبي ( استحيوا من الله حق الحياء قالوا أنا نستحي والحمد
لله قال ليس ذلك لكن الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوي وأن تذكر الموت
والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا – فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق
الحياء ) سنن الترمذي – صحيح






لرأس وما وعى
/ حفظ الأنف – اللسان – العين فلا تشم ولا تتكلم ولا تسمع ولا ترى إلا ما يرضى
الله والبطن وماحوى / الحياء يكون في طيب المطعم وطهارة اليد



ذكر الموت
والبلى / أي الشعور بأن الآخرة حاضرة قريبة هذا كله يساعدك على التخلق بخلق
الحياء ثم ترك الزينة في الحياة الدنيا معنا ملائكة كرام لا يفارقونا فيجب أن
تستحي منهم الله عز وجل يجب إن نستحي منه والحياء من الناس / كف الأذى وترك
المجاهرة بالقبح الحياء من النفس / عفة النفس وصيانة الخلوات



والحياء لا
يمنع من التفقه جاءت أم سليم تسأل النبي ( هل على المرأة غسل إذا احتلمت قال
نعم إذا رأت الماء ) وجاء رجل إلى أمنا عائشة فقال أريد أن اسأل واستحى فقالت
لا تستحي إنما أنا أمك فقال فما يوجب الغسل قالت إذا جلس بين شعبها الأربع
ومس الختان الختان فقد وجب الغسل ) مسلم



(الخطبة
الثانية)


* أنواع
الحياء من الله:



1- حياء
جناية من فعل ذنبا كبيرا أو صغيرا يجب أن يستحى من الله – لما عصى ادم ربه هرب
ناداه ربه منى تفر فقال ادم حياءا منك افر



2- حياء
التقصير ( في العبادة)



3- حياء
العبودية ( أنت عبد – تعصى سيدك ومولاك)



4- حياء
استشعار النعمة / فنعم الله تترى عليك استحى لأنك لا تقابلها بما تستحق من الحمد
والشكر



5- حياء
محبة - تحب الله وتحاول إن ترضيه ولا تغضبه فتستحي من كل فعل يقلل من محبته لك



انظر
إلى حياء أمنا عائشة:

تقول كنت ادخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله وأبى واضعة ثوبي وأقول إنما هو زوجي
وأبى فلما دفن عمر بجوارهما استحييت أن أضع ثيابي حياءا من عمر



وانظر
إلى حياء أم أبيها فاطمة الزهراء

: جاءته يوما تسأله خادما فاستحيت وقامت قائلة جئت فقط اسلم عليك وفى الغد جاءته
لتسأله خادما واستحيت ويوما جاءها النبي يزورها هي وزوجها على بن أبى طالب
فوجداهما نائمين فجلس بجوارهما على السرير فاستحيت من أبيها وغطت رأسها باللفاع (
اللحاف ) وفى مرض الموت قالت لأسماء بنت عميس إني استحى أن تخرجوا بي وعلى
جسدي ثوب يحدده فقالت أسماء رأيتهم في الحبشة يضعون مثل الجريد ثم فوقه الثوب
فقالت إفعلى إذن بي كذلك وكانت أول من دفن بالنعش الذي لا يحدد اخوتى
في الله حديث فضلت إن اجعله أخر ما يقال



قال
النبي ( لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة
فيجعلها الله هباء منثورا قالوا صفهم لنا يارسول الله جلهم لنا فقال أما أنهم
من إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام إذا خلوا
بمحارم الله انتهكوها )



يقول احدهم
وأنت تعصى الله إن كنت تعلم أن الله يراك قانت مرتكب لكبيرة وإن كنت تظن انه
لا يراك فقد كفرت



كان عمر بن
الخطاب يوما يتعسس ليلا ليرى أحوال الرعية فسمع صوت امرأة تقول ألا طال هذا
الليل واسود جانبه وليس إلى جنبي خليل ألاعبه فوا لله لولا الله تخشى عواقبه لحرك
من هذا السرير جوانبه مخافة ربى والحياء يلفني وإكرام بعلي أن تنال مراكبه فتعجب
عمر من هذا الأمر وسال ابنته كم تصبر المرأة على فراق زوجها فقالت أربعة أشهر أو
ستة فأمر إلا يغيب مجاهد في سبيل الله عن بيته أكثر من ستة أشهر المرأة كانت
مشتاقة لزوجها لكن حياءها منعها من البوح

( الدعاء الدعاء)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sllam.yoo7.com
Admin
مدير عام
مدير عام
Admin


الاوسمة :  فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) Ss6
عدد المساهمات : 2969
نقاط : 60329
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 23/06/2010
 فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) Egypt10
الموقع : https://sllam.yoo7.com/

 فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) Empty
مُساهمةموضوع: رد: فضيلة الشيخ /عاطف شمس (الحياء)    فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) I_icon_minitimeالخميس 21 فبراير - 12:40



معاشر المؤمنين:

هو
خيرٌ كلُّه، وكلُّه خير، ولا يأتي إلاَّ بخير، هو خُلق من أخْلاق
الملائكة، وسمة من سمات أنبياء الله المخلَصين، خُلق من أسمى الصِّفات
الإنسانيَّة وألطفِها، وأنْبلِ الأخلاق الإسلاميَّة وأشرفِها، حسبُك إن
كنتَ ذامًّا أحدًا، أن تَسْلُب منه هذا الخلق، خُلق داستْه وسائلُ الإعلام،
واجْتثَّتْه من النفوس اجتثاثًا؛ إنَّه خلق الحياء.



إذا
رأيتَ الرَّجل يَخْتنِق وجهُه، وتعلو وجنتيه الحمرةُ، فيتحرَّج عن فعل ما
لا ينبغي له فعلُه - فاعلم أنَّه يَحمل بين جنبيْه شمعةَ الإيمان، وحياة
الضَّمير، ونقاوة المعْدن، وسلامةَ الفطرة.



الحياء - عبادَ الله - تاج الأخلاق، وعنوان العفاف، ورمْز الوقار، يزيد الرُّجولةَ كمالاً، ويكسو المروءة جمالاً.



وإذا
رُزِق العبد حياء لازمتْه السُّمعة الطَّيِّبة، والذِّكرُ الحسن، فنُشرتْ
مَحاسنه، ونُسيت مساوئه، وقديمًا قيل: من كساه الحياء ثوبه، لم يَرَ الناسُ
عَيْبه.



هذا الخلق توارثَتْه النَّاس من أنبيائهم، فـ((إنَّ ممَّا أدرك النَّاس من كلام النبوَّة الأولى: إذا لَم تستح فاصنعْ ما شئت)).



وتناقلتِ الخليقة من كتب الحكمة الأولى: إنَّ من الحياء وقارًا، وإنَّ من الحياء سكينة.



وعرفت العرب في جاهليَّتها هذا الخلق، فكانوا ذوي مُروءة واستحياء، فهذا عنترة بن شداد، يغضُّ طرفه عن جارته حياء، ويقول مفاخرًا:



وَأَغُضُّ طَرْفِي إِنْ بَدَتْ لِي جَارَتِي حَتَّى يُوَارِيَ جَارَتِي مَأْوَاهَا

وهذا
أبو سفيان قبْل إسلامه يسأله هرقل ملك الروم عن النَّبي - صلَّى الله عليه
وسلَّم - فأجابه بما علم من حال النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقال:
"فوالله لولا الحياءُ من أن يأثروا عليَّ كذبًا، لكذبت عليه".



ثمَّ
جاء الإسلام، فأمر بالحياء وحثَّ عليه، وحضَّ الناس على لزومه والتخلُّق
به، جاء في الحديث الصحيح: أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال:
((ما كان الفحش في شيء إلاَّ شانه، وما كان الحياء في شيء إلاَّ زانه))؛
أخرجه الترمذي وغيره.



ومرَّ النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - برجُل يعظ أخاه في الحياء، فقال: ((دعْه فإنَّ الحياء من الإيمان)).



ومدح نبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - موسى - عليْه السَّلام - بأنه كان رجلاً حييًّا ستِّيرًا.



وفي
محكم التَّنزيل، قصَّ علينا ربُّنا خبر تلك المرأة الصَّالحة مع نبي الله
موسى - عليه السلام - التي مشت إليْه بخطوات، لا إغواء فيها ولا إغراء،
وحادثتْه بكلمات معدودات، لا خضوع فيها ولا تميُّع.



قال
تعالى: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ
إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ [القصص:
25].



أمَّا قدوتنا وحبيبُنا - صلَّى الله عليه وسلَّم -
فقد تسنَّم صُوَرَ الحياء في أعلى قاماتها، فكان - عليه الصَّلاة والسَّلام
- أشدَّ حياءً من العذْراء في خِدْرها، كان إذا كرِه شيئًا عُرِف ذلك في
وجهه، بل بلغ من حيائه واستحيائه أنَّه كان يتحرَّج أن يُشعر زوَّارَه
والمستأنسين بمجلسه بأنَّه قد طال جلوسهم عنده وحديثهم معه، فأنزل الله -
سبحانه -: ﴿ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَئْنِسِينَ
لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ﴾
[الأحزاب: 53].



هذا الخلق النبوي والحياء المحمَّدي انعكس
أثره على صحابته - رضي الله عنهم - فهذا عثمان - رضي الله عنه - بلغ من
حيائه أنَّه ما كان يتعرَّى حتَّى في حال اغتساله، حتَّى استحتْ من حيائه
الملائكة، كما أخبر عنْه النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.



واسمع
لشيءٍ من حياء أمِّنا، أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - حين قالت:
"كنتُ أدخل بيتي الذي دفن فيه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأبي،
فأضع ثيابي فأقول: إنَّما هو زوْجي وأبِي، فلمَّا دُفِن عمر - رضي الله
عنْه - فوالله ما دخلت إلاَّ وأنا مشدودةٌ عليَّ ثيابي؛ حياءً من عمر"، رضي
الله عنها وأرضاها.



هذا الحياء والاستحياء في عهْد سلفنا
الصَّالح كان مظهرًا عامًّا، وثقافة للمجتمع كله، مرَّ عمر - رضي الله عنْه
- ليلة فسمع امرأة تُنْشِد فتقول:



تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ وَاسْوَدَّ جَانِبُهْ وَأَرَّقَنِي أَنْ لا خَلِيلَ أُلاعِبُهْ
فَوَاللَّهِ لَوْلا اللَّهُ لا رَبَّ غَيْرُهُ لَزُعْزِعَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهْ
مَخَافَةَ رَبِّي وَالحَيَاءُ يَصُونُنِي وَأُكْرِمُ بَعْلِي أَنْ تُنَالَ مَرَاكِبُهْ

إخوة الإيمان:

وأعلى
منازل الحياء، وأجلّ صوَرِه، أن يستحييَ العبد من ربِّه تعالى، أن يستحيي
العبدُ من ربِّه حقَّ الحياء، فيحفظَ الرَّأس وما وعي، والبطن وما حوى، أن
يستحْيي المرء من خالقه أن يراه حيث نهاه، أو أن يفقده حيث أمره، أن يستحيي
الإنسان من ربِّه الَّذي خلقه فسوَّاه، ومن كلّ نعمةٍ أسبغ عليه وأعطاه،
ولطريق الهدى وفَّقه وهداه.



وإن تعجبْ فعجب من أُناسٍ
يستحْيون من المخلوق، ولا يستحْيون من الخالق، يستحْيون من فعْل السوء
وقولِه أمام النَّاس، وإذا غابوا عن أعيُن مَن يعرفون، أو كانوا في
الخلوات، ظهر الفجور، وبدت المعاصي، وانكشف المغطَّى، وتعدَّوا حرمات الله،
وانتهكوا حدود الله، وحالهم كمَن قال الله فيهم: ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ
النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ ﴾ [النساء: 108]، وفي الحديث:
((اللهُ أحقُّ أن يُستحيا منه)).



كان الإمام أحمد كثيرًا ما يردِّد قول الشَّاعر:



إِذَا مَا قَالَ لِي رَبِّي أَمَا اسْتَحْيَيْتَ تَعْصِينِي
وَتُخْفِي الذَّنْبَ مِنْ خَلْقِي وَبِالعِصْيَانِ تَأْتِينِي
فَمَا قَوْلِي لَهُ لَمَّا يُعَاتِبُنِي وَيُقْصِينِي

إخوة الإيمان:

حينما
يسودُ الحياء خُلقَ المجتمع، فإنَّه يزيد ترابط أهله، ويعزِّز لُحْمَتهم،
ويقوِّي أُلْفَتهم، ويسوقهم إلى ذُرا المجْد والكرامة، فيُوقَّر الكبير،
ويحتَرم أهلُ الفضل، وتُصان الحرمات، ويُترفَّع عن السفاسف والرَّذائل،
فيزداد المجتمع بذلك أمنًا وأمانًا، وخيرًا وصلاحًا، وصَدَق الصَّادق
المصدوق: ((الحياء كله خير، والحياء لا يأتي إلا بخير)).



وحينما
يغيب الحياء عن المجتمع، فكبِّر على الأخلاق بعده أربعًا، إذا انسلخ
المرْء من حيائه، فليس له من إنسانيَّته إلاَّ اللَّحمُ والدَّم.



إذا ضعف الحياء، قلَّتِ المروءة، ورقَّ الدِّين، واضمحلَّت الرجولة، وخفَّت العفَّة.



فيوم نُزِع الحياء، رأيْنا من شبابِنا مَن يعاكس النساء، ويهتك حرمات الآخَرين، وإنَّ الله يغار، وغَيْرة الله أن تُنتهك محارمه.



يوم غاب الحياء، رأيْنا المرأة تُصافِح الرَّجُل وتُمازحُه، وتُضاحكه وتُجالسه.



يوم ضاع الحياء، رأيْنا الرَّجُل يلبس لِبسة المرْأة، والمرأة تلبَس لبسة الرَّجُل.



يوم مُزِّق الحياء، رأيْنا أشباه الرجال يرقُصُون رِقْصَةَ الإناث، بلا حياء من خالقٍ، أو خجل من مخلوق.



ويوم
فُقِد الحياء، أصبحت المجاهرة بالمعاصي مفخرةً يُتباهى بها، فهذا يفخر
بعلاقاتِه مع الجنس الآخر، وآخَر يَتباهى بما يشاهده من أفلام ومناظرَ
مشينة ، وثالثٌ يتبجَّح بنزع حجاب بناتِه خارج بلاده.



فَلا وَاللَّهِ مَا فِي العَيْشِ خَيْرٌ وَلا الدُّنْيَا إِذَا ذَهَبَ الحَيَاءُ
يَعِيشُ المَرْءُ مَا اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ وَيَبْقَى العُودُ مَا بَقِيَ اللِّحَاءُ

قلَّة
الحياء، نتيجتُها ونهايتها وقاحة وسفالة ورذالة وبذاءة، قليل الحياء لا
يأْبَه بسفول قَدْره، ولا يأنف من لصوق فعْلةِ السوء على شخصه



إِذَا رُزِقَ الفَتَى وَجْهًا وَقَاحًا تَقَلَّبَ فِي الأُمُورِ كَمَا يَشَاءُ

عباد الله:

إنَّ
الحديث عن خلُق الحياء ليتأكَّد في هذا العصْر، الَّذي تحارَب فيه الأمَّة
في أخلاقها حربًا لا هوادةَ فيها، قنوات تصبِّح النَّاس وتمسيهم ببرامج
ومشاهدَ تدمِّر الأخلاق، وتمزِّق الحياء، وتطبِّع الرَّذيلة، وتغرِّب
المجتمع في سلوكه وأخلاقيَّاته، وطبعه وعاداته، ثمَّ لا تسَلْ بعد ذلك عن
هُموم شبابِنا واهتِماماتهم، وثقافة أبنائِنا وسطحيَّة أفكارهم.



فواجب
- عبادَ الله - على أهْل الإيمان والغيرة، والرُّجولة والمروءة: أن
يهذِّبوا أنفسهم بهذا الخُلُق النبيل، ويسْعَوا في تربية أولادِهِم -
ذُكورِهم وإناثِهم - على هذا المعْدن الأصيل، مع تأْكيد المجتمع دائمًا على
ثقافة الحياء والاستِحْياء، والحرص على عدم نشْر السُّوء والفحْشاء،
والتَّوفيق كلّ التَّوفيق من ربِّ الأرض والسَّماوات.



أقول ما سمعْتُم، وأستغْفِر الله ربِّي وربَّكم من كلِّ ذنبٍ وخطيئة فاستغْفِروه.





الخطبة الثانية
الحمدُ
لله على إحْسانه، والشُّكر له على توفيقِه وامتِنانه، وأشهد أن لا إلهَ
إلاَّ الله وحْده لا شريكَ له تعظيمًا لشانِه، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده
ورسوله الدَّاعي إلى رضْوانه، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحْبِه وإخوانه
وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.



أمَّا بعد، فيا إخوة الإيمان:

نعيش
في هذه الأيَّام تقلُّباتٍ مُناخيةً، وتغيُّرات معيشيَّة، من تتابع
الأتْربة ودوامها، وقلَّة الأمطار، وغلاء الأسعار، وانتشار السَّرقات،
والسَّطو علانيةً على الممتلكات، مع كثرة الهموم، وضيق الصدور، الَّتي
تكدِّر على المرء عيشَه، وتنغِّص عليْه حياتَه.



عباد الله:

إنَّ
من ضَعف اليقين وغفْلة القلب أن ننظُر إلى هذه التقلُّبات المناخيَّة
والتغيُّرات المعيشيَّة على أنَّها ظواهرُ مادية، لا علاقة لها بأعمال
النَّاس وأفعالهم، وننسى أو نتناسى حقيقة قرْآنيَّة، وهي أنَّ هذه الظواهر
ما أوجدها وأحْدثها إلاَّ ربُّها، وأنه - سبحانه - قد جعل لكلِّ شيءٍ
سببًا، فما هذه البلايا المتعدِّدة، وما هذه المصائب المتجدِّدة، إلاَّ
بعضٌ مما كسبت أيدينا؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ
فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]، وقال
تعالى: ﴿ ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي
النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾
[الروم: 41].



عباد الله:

إن تحدَّثنا عن معاصينا
ومنكراتِنا الَّتي فشَتْ فينا حتَّى أنِسَتها النفوس ولَم تستوْحِشها، فلا
ندري والله من أين نبدأ؟ هل نبدأ بالصلاة المكتوبة، الَّتي خفَّ ميزانها
عند كثير من المسلمين - إلاَّ ما رحم ربي؟! أم نتكلم عن الزَّكاة المفروضة،
الَّتي كنزها البعض ولم يراعوا حقَّ الله فيها؟! أم نتحدث عن قطيعة
الرَّحم وعقوق الوالدين، ونهش أعراض المسلمين؟! أم نتذكَّر تهافت النَّاس
على المعاملات المحرَّمة، وتسابقهم لجمع المال من أي وجه كان؟! أم نستذكر
مخطَّطات عباد الهوى على المرأة المسلمة، ومحاولاتهم المستديمة على إفسادها
بشتَّى الوسائل؟! أم نتكلَّم عن مصيبتنا في برود أحاسيسنا، وقلة ناصحينا؟!
أم طوفان المنكرات الهائل؟!



لقد كثرت ذنوبنا وتعدَّدت، وتلوَّثت معاصينا وتكرَّرت، فلم ندر والله من أين نؤتى؟!



لَهَوْنَا لَعَمْرُ اللَّهِ حَتَّى تَكَاثَرَتْ ذُنُوبٌ عَلَى آثَارِهِنَّ ذُنُوبُ

فيا عباد الله:

هذه نذُر الله تستعْتِبُكم، فتوبوا إلى الله واستغفروه، تُوبوا إلى الله جميعًا أيُّها المؤمنون لعلكم تفلحون.



استعيذوا
بالله من قسْوة القلوب وموت الضَّمائر، الَّذين لا يتَّعظون بالمصائب
والمثُلاث؛ قال تعالى: ﴿ فَلَوْلاَ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا
وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 43].



فاللهَ اللهَ عبادَ الله في
إصلاح الحال، والمسارعة في تغيير الفعال، والثَّباتَ الثَّبات على الطَّاعة
ولزوم الاستِقامة، فلا تدري - يا عبد الله - متى تأتيك منيَّتك؟! وما تدري
- يا عبد الله – متى يحتنّ حينُك؟! ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا
تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ﴾ [لقمان:
34].



عباد الله:

صلُّوا بعد ذلك على مَن بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة، ونصح الأُمَّة وتركها على المحجَّة البيضاء، ليلها كنهارها.



اللَّهُمَّ صلّ على محمَّد وعلى آل محمَّد...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sllam.yoo7.com
 
فضيلة الشيخ /عاطف شمس (الحياء)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فضيلة التعلم
» خلق الحياء
» خلق الحياء وأهميته في حياة المسلم
» خلق الحياء وأهميته في حياة المسلم
» خلق الحياء وأهميته في حياة المسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى فرسان الحقيقه :: 
فرسان الحقيقه للصوتيات والمرأيات
 :: 
منتدى الخطب المنبريه
-
انتقل الى:  
اقسام المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لـ{منتدى فرسان الحقيقه} ®

حقوق الطبع والنشر © مصر 2010-2012

فرسان الحقيقه للتعارف والاهداءات والمناسبات ْ @ منتدى فرسان الحقيقه للشريعه

والحياه @ منتدى الفقة العام @ فرسان الحقيقه للعقيدة والتوحيد @ منتدى القراءن الكريم وعلومه ْ @ فرسان الحقيقه للحديث والسيرة .. ْ @ الخيمة الرمضانيه @ مناظرات وشبه @ الفرسان للاخبار العالميه والمحليه @ المنتدى الاسلامى العام @ فرسان الحقيقه للمواضيع العامهْ @ خزانة الكتب @ منتدى الخطب المنبريه ْ @ المكتبه العامة للسمعياتً ٍ @ منتدى التصوف العام @ الطريقه البيوميهْ @ مكتبة التصوفْ ْ @ الطرق الصوفية واورادهاْ @  ُ الطريقة النقشبنديهً @ منتدى اعلام التصوف والذهد @ منتدى ال البيت ومناقبهم ٍ @ منتدى انساب الاشراف َ @ منتدى الصحابة وامهات المؤمنين @ منتدى المرأه المسلمه العام @ كل ما يتعلق بحواء @ منتدى ست البيتْ ْ @ ركن التسلية والقصص ْ @ منتدى الطفل المسلمِ @ منتدى القلم الذهبى @استراحة المنتدى @  رابطة محبى النادى الاهلىٍ ِِ @ منتدى الحكمة والروحانيات @ رياضة عالمية @ منتدى الاندية المصرية @ منتدى الطب العام @ منتدى طبيبك الخاص @ منتدى الطب البديل @ منتدى النصائح الطبية @ منتدى الطب النبوى @ المنتدى الريفى @ فرسان الحقيقه للبرامج @ تطوير المواقع والمنتديات @ التصاميم والابداع @ الشكاوى والاقتراحات @ سلة المهملات @

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      




قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى فرسان الحقيقه على موقع حفض الصفحات
متطلبات منتداك


Add to netvibes

 فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) Feedly

 فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) Subtome-feedburner

 فضيلة الشيخ /عاطف شمس  (الحياء) Bittychicklet_91x17

Powered by FeedBurner

I heart FeedBurner



الاثنين 28 من فبراير 2011 , الساعة الان 12:03:56 صباحاً.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
تحزير هام

لا يتحمّل الموقع أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في منتدى فرسان الحقيقة
ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم   التي تخالف القوانين
أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر.

ادعم المنتدى
My Great Web page
حفظ البيانات؟