ليس عندنا وزارة أخلاق والعريس أبو فيلا أفضل من العريس أبو أخلاق،
ودائماً نمر بفترة حرجة تنتهى إلى «القولون» لذلك أوصانى طبيب «الدايت» بأن
أمتنع يوم الخميس عن السياسة وأن أكثر من شرب الماء (خليها تناول الماء
لأن كلمة شرب مشبوهة).
ويقول العلماء إن «النفس» الإنسانية تنقسم إلى مشاعر وتفكير وسلوك، وقد
تغيرت مشاعر المصرى وتغير تفكيره لكن لم يتغير سلوكه.. والكاتب الذكى هو
الذى يحترم «القارئ» أكثر من «رئيس التحرير» لذلك فإن كثيرين ممن يختلفون
معى يحترموننى ويذكرون أبى وأمى بكل خير، فلا فقر أكثر من الجهل ولا غنى
أفضل من العقل، ويؤكد «الكتالوج» الوارد من المصنع أنه صمم نوافذ السيارات
التى نستوردها لنتبادل منها الشتائم لذلك تلاحظ أن بلكونات البيوت فى أصغر
الحوارى انتقلت إلى نوافذ السيارات فى أكبر الشوارع..
وتساءل كثيرون عن العلاقة بين صعود التدين المزيف وهبوط الأخلاق الأصيلة
ولماذا كانت أيام «الميكروجيب» أفضل من أيام «الميكروباص»، والإجابة فى
قوله تعالى (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا....) لكن أهل القرى آمنوا ولم
يتقوا وانشغلوا بتهذيب «الذقن» عن تهذيب «الابن».. وإذا كنت «علمى» فإن مصر
دولة مستقرة منذ اتحد الشمال مع الجنوب، وإذا كنت «أدبى» فإن مصر دولة
مستقرة دون تحديد مكان الاستقرار هل هو على مربع أرسطو أم فى دائرة
الانتقام، فالناس فى هذه الأيام استسهلوا العدوان وأصبح كل واحد يقول «أشتم
خصمى وأقتله وأجيب محامى شاطر يطلب الاستماع إلى الشهود عشرين ألف مرة
وتصوير مسرح الجريمة من ستمائة زاوية ثم مشاهدة مسرحية (قهوة سادة) داخل
الصوان»..
فالعدل بالبطىء والجريمة فى الوريد.. اختفت القيم فى الشمال والجنوب
فقرر الناس أن يتجهوا إلى فوق وتحت، فاتجهوا إلى فوق (السماء) بغير قلب
بالتدين المزيف واتجهوا إلى تحت (الأرض) بغير عقل بالشعوذة والجن.. وكلما
حاولنا أن نودّع القبح ونعود إلى براءة الأطفال نستيقظ على إعلان يقول
«استرجل» لا يأتى من نافذة سيارة ولكن من نافذة تليفزيون.