سئل حاتم الأصم رحمه الله كيف تخشع في صلاتك ؟
قال: بأن أقوم فأكبر للصلاة .. وأتخيل الكعبة أمام عيني .. والصراط تحت قدمي .. والجنة عن يميني ..
والنار عن شمالي .. وملك الموت ورائي .. وأن رسول الله يتأمل صلاتي .. وأظنها آخر صلاة ..
فأكبر الله بتعظيم .. وأقرأ وأتدبر .. وأركع بخضوع .. وأسجد بخضوع .. وأجعل في صلاتي الخوف من الله .. والرجاء في رحمته ..
ثم أسلم ولا أدري .. أقبلت أم لا ؟
قال الفضيل بن عياض رضي الله عنه :
إنما يريد الله عز وجل منك نيتك وإرادتك .. ومن أصلح الله سريرته أصلح الله علانيته ..
ومن أصلح ما بينه وما بين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس .. وما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله في صفحات وجهه وفلتات لسانه ..
والمخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته .. ومن شاهد في إخلاصه الإخلاص فإن إخلاصه يحتاج إلى إخلاص
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يُدرك بالنعيم .. وأن من آثر
الراحة فاتته الراحة .. وأنَّ بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون
الفرحة واللذة .. فلا فرحة لمن لا همَّ له .. ولا لذة لمن لا صبر له .. ولا
نعيم لمن لا شقاء له .. ولا راحة لمن لا تعب له .. بل إذا تعب العبد
قليلاً استراح طويلاً .. وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد ..
وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة .. والله المستعان، ولا قوة إلا
بالله .
روي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه :
أنه دخل عليه رجل فذكر له عن رجل شيئا ،فقال له عمر : إن شئت نظرنا في أمرك ، فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية :
﴿ إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا ﴾ وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية ﴿ همازٍ مشاءٍ بنميم ﴾ وإن شئت عفونا عنك ؟
فقال : العفو يا أمير المؤمنين ، لا أعود إليه أبدا
قال ابن الجوزي رحمه الله :
أين ندمك على ذنوبك ؟ أين حسرتك على عيوبك ؟ إلى متى تؤذي بالذنب نفسك ، و تضيع يومك تضييعك أمسك ،
لا مع الصادقين لك قدم ، و لا مع التائبين لك ندم ، هلاّ بسطت في الدجى يداً سائلة ، وأجريت في السحر دموعاً سائلة .
قال ابن الجوزي رحمه الله :
كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره ، و شهره يهدم سنته ، و سنته تهدم عمره ،
كيف يلهو من يقوده عمره إلى اجله ، وحياته على موته
قال الفضيل بن عياض رحمه الله:
ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهم
قيل للجنيد رحمه الله :
بم يستعان على غض البصر ؟ قال : بعلمك أن نظر الناظر إليك أسبق من نظرك إلى المنظور له
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه عند موته :
اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لا لكري الأنهار ولا لغرس الأشجار ،
ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر