الرد على شبهة : ان الله عز وجل يجبر الناس على الكفر!!!
السؤال:
نقرأ
في كثير من آيات القرآن أن الله تعالى يخبر بأنه جعل على قلوب الكافرين
أكنة وعلى أبصارهم غشاوة وختم عليها وأنه يصمهم ويعميهم عن الحق ، وقد
علمنا – أيضاً – أن الله تعالى لا يجبر أحداً على الكفر ، فما هو توجيه هذه
الآيات ؟.
الجواب:
الحمد لله
قال الشيخ الشنقيطي – رحمة الله تعالى عليه - :
فالجواب
: أن الله جل وعلا بين في آيات كثيرة من كتابه العظيم أن تلك الموانع التي
يجعلها على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم ، كالختم والطبع والغشاوة والأكنة ،
إنما جعلها عليهم جزاءاً وفاقاً لما بادروا إليه من الكفر وتكذيب الرسل
باختيارهم ، فأزاغ الله قلوبهم بالطبع والأكنة ونحو ذلك ، جزاء على كفرهم ،
فمن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى : ( بل طبع الله عليها بكفرهم ) النساء/155 ، أي بسبب كفرهم ، وهو نص قرآني صريح في أن كفرهم السابق سبب الطبع على قلوبهم ، وقوله تعالى : ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) الصف/5 .
وهو دليل واضحٌ أيضاً على سبب إزاغة الله قلوبهم هو زيغهم السابق ، وقوله : ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم ) المنافقون/3 ، وقوله تعالى : ( في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضاً …) البقرة/10 ، وقوله : ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ) الأنعام/110 ، وقوله تعالى : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )
المطففين/14 ، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الطبع على القلوب
ومنعها من فهم ما ينفع عقاب من الله على الكفر السابق على ذلك ، وهذا الذي
ذكرنا هو وجه رد شبهة الجبرية الذين يتمسكون بها في هذه الآيات المذكورة
وأمثالها في القرآن الكريم .
...........................................
الشيخ محمد صالح المنجد