[هل يجوز مصافحة النساء مثل زوجات أعمامي ونساء منطقتي اللواتي تبلغ أعمارهن خمسين سنة فما فوق.
الجواب
مصافحة النساء الأجانب موبقة من الموبقات، وكبيرة من الكبائر، لا يقدم
عليها إلا الفساق والجهلة بنصوص السنة والكتاب، وذلك لوضوح النصوص في هذه
المسألة وكثرتها، فمن ذلك: حديث أميمة بنت رقيقة قالت: أتيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم في نسوة بايعنه على الإسلام، فقلن: يا رسول الله نبايعك على
أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي
ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيك في معروف. فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «فيما استطعتن وأطقتن»، قالت: فقلت: الله ورسوله أرحم بنا
من أنفسنا، هَلُمَّ نبايعك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «إني لا أصافح النساء، إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة»،
أو «مثل قولي لامرأة واحدة». [أحمد (6/357)، والترمذي (4/129/1597) وقال:
هذا حديث حسن صحيح، والنسائي (7/168-169/4192) وابن ماجه (2/959/2874)
وصححه ابن حبان (10/417/4553)]. وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن يُطعن في رأس رجل بِـمِخْيَطٍ من حديد
خير له من أن يمسّ امرأة لا تحل له". [قال المنذري في الترغيب (2/191):
"رواه الطبراني, و البيهقي, ورجال الطبراني ثقات رجال الصحيح"]. وعن عبد
الله بن عمرو أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان لا يصافح النساء في
البيعة". [أخرجه أحمد (2/213) من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال
الهيثمي في المجمع (8/266)]. فالمرأة الأجنبية مهما كبرت في سنها فلا تجوز
مصافحتها، كما أنه لا يجوز الخلوة بها ولا السفر معها إن لم يكن المسافر
محرما لها. فالإسلام سد الذرائع وحرم هذه الفعلة الشنيعة. وما يفعله بعض
المنتمين إلى العلم، فلا شك في شناعته وتحريمه، وهم مع الأسف في كل واد
يهيمون ويقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لم يؤمروا به من عند ربهم ونبيهم
محمد صلى الله عليه وسلم، فهم علماء السوء الذين ورد وصفهم في كثير من آيات
القرآن، وأشهرها آية الأعراف: ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ
آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ
فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا
وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ
كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ
يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا
فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)) [سورة الأعراف:
175-176]. إلا من شاء الله هدايته، وعصمه واستقام على أمره وآثر ما عنده
على ما عند الناس، فهنيئا للموقن ويا حسرتا على من خذله الله وأبعده، فنرجو
الله أن يهديهم الصراط المستقيم ويثبتهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم.