السلام عليكم :
هل ذكر القرآن الكريم المسيح الدجال ؟ إذا
تدبرنا القرآن الكريم فإننا لا نجد ذكراً صريحاً للمسيح الدجال بينما هو
من أشد الفتن التي تمر بالأمة الإسلامية ، ولكننا نجد ذكر فتنة أخرى وهي
خروج يأجوج ومأجوج ...
إلا اننا نجد أن النبي (ص) قد أشار الى
فواتــح سورة الكهف وانها تعصم من فتنة المسيح الدجال ، جاء في صحيح مسلم :
1919 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ
هِشَامٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِى
الْجَعْدِ الْغَطَفَانِىِّ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ
الْيَعْمَرِىِّ عَنْ أَبِى الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه
وسلم- قَالَ « مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ ».
فما هي العلاقــة الموضوعية بين فواتح سورة الكهف وبين المسيح الدجال ، اذا تدبرنا فواتح سورة الكهف فسنجدها كما يلي : {وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً *
مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً
تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً }الكهف4-5
إذن
من هذا نتبين العلاقــة الموضوعية بين فواتح سورة الكهف والمسيح الدجال ،
ففواتح سورة الكهف تتحدث عن أقوام نسبوا لله ولداً ، وهم قوم النصارى لأنهم
أكثر من ينسب الولد لله في العالم ... وقد وصفهم القرآن في نفس الآيات :
كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً ...
فالمسيح الدجال
إذن ليس شخص وانما هو أمــة من الأمم وهم قوم النصارى والقساوسة الذين
يقولون كذباً على الله انه قــد اتخــذ ولــداً ... قال تعالى : {تَكَادُ
السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ
الْجِبَالُ هَدّاً * أنْ دَعَوْا للرحْمَنِ وَلَــداً }مريم90
إذن
ما معنى ان يذكر النبي (ص) الدجال أنه شخص أعور العين اليمنى ، من المعروف
أن النبي (ص) كان يرى رؤى صالحة وهي من الوحــي المؤكــد ، وقد كانت
أحاديث المسيح الدجال من هذا النوع من الوحــي ، ومن المعروف أيضاً أن
الرؤى لا تؤخذ بظاهرها بل تحتاج الى التأويل
3439 - حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ حَدَّثَنَا
مُوسَى عَنْ نَافِعٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ ذَكَرَ النَّبِىُّ - صلى الله
عليه وسلم - يَوْمًا بَيْنَ ظَهْرَىِ النَّاسِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ،
فَقَالَ « إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، أَلاَ إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى ، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ » . صحيح البخاري
7128
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ
أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ يَنْطُفُ -
أَوْ يُهَرَاقُ - رَأْسُهُ مَاءً قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا ابْنُ
مَرْيَمَ . ثُمَّ ذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ ، فَإِذَا رَجُلٌ جَسِيمٌ أَحْمَرُ
جَعْدُ الرَّأْسِ أَعْوَرُ الْعَيْنِ ، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ
طَافِيَةٌ قَالُوا هَذَا الدَّجَّالُ . أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ » . صحيح البخاري
ففي
الحديث الأول يشير النبي (ص) ان المؤمن سيعرف ان الدجال ليس هو الله لأن
الدجال أعور العين اليمنى ، فهل يمكن ان نأخذ هذا الكلام على ظاهره بمعنى
هل العلامة الفارقــة بين الدجال والله هو ان الله ليس أعور بينما الدجال
أعور العين اليمنى ؟ ، وهل الله يتجسد في صورة انسان حتى انه من المحتمل أن
يختلط الأمر على الناس فيعرفونه انه هو الله لأنه ليس أعور بينما الدجال
أعور ؟ من المؤكد أن الأخذ بالمعنى الظاهري للعين العوراء للدجال وأنها
علامة فارقة لصورة الله يكون سخفاً ، بينما لو قلنا أن العين العوراء
اليمنى تعنى ان المسيح الدجال ليس له حظ من الروحانيات والدين بينما لا يرى
الا الماديات ولا يرى وجــود الله تعالى فيكون تأويل الحديث مناسب ، فالله
ليس بأعور أي انه يأمر بالحق والعدل والدين ويسمو بروحانيات الإنسان أما
الدجال فلا يأمر الا بالكفر والأمور المادية التي هو غارقٌ فيها ...
وفي
الحديث الثاني ، يرى النبي (ص) المسيح ابن مريم يطوف بالكعبة ويطوف خلفه
المسيح الدجال ، بينما هناك من الأحاديث الصحيحة التي تقول ان الدجال لا يدخل مكة والمدينة
، فالحديث هذا رؤيا منام والرؤى يجب ان تؤول ، وما هو تأويل طواف المسيح
ابن مريم وطواف الدجال حول الكعبة ؟ فطواف المسيح ابن مريم يعني انه يقوم
بالحفاظ على أمر الدين وطواف الدجال يعني انه يحاول هدم الدين ، إذن نحن
اضطررنا الى التأويل لأنها كانت رؤيا صالحة والا لحدث التناقض بين الأحاديث
الصحيحة ...
من أحاديث النبي (ص) وفواتح الكهف نجد ان المسيح
الدجال ليس الا طائفة المنصرين والقساوسة الذين جاءوا مع الاستعمار الغربي
وقاموا بغزو الدول الاسلامية وحاولوا تنصير المسلمين وغيرهم مستخدمين جميع
الحيل وانواع الدجل والكذب والمسشرقين منهم أيضاً ... وكان القرن الثامن
عشر قد شهد أقوى هجمة للمنصرين الغربيين والحملات التبشيرية في الهند
وافريقيا وغيرها من الدول العربية والاسلامية حتى ارتد أو تنصر الكثير من
المسلمين وغير المسلمين ، وانحصرت تلك الهجمات قليلاً مع انحسار الاستعمار
المادي للدول ، وبسبب انشغال اوربا بالحروب العالمية الأولى والثانية ثم
الحرب الباردة ... ثم عادت في التسيعينات من القرن السابق تظهر تلك الهجمة
مرة أخرى ووصلت الى اوجها بعد أحداث 11 سبتمر وما زالت تلك الهجمات على
التوحيد وعرض النبي (ص) ونشر قنوات المنصرين العرب وخاصة قناة الحياة
المسيحية والقمص زكريا بطرس وما أثاره من غضب وجدل واسعيين بين المسلمين
...
وما هو يأجوج ومأجوج ؟
كانت قبائل همجية متخلفة حاربها
الملك كورش ملك بلاد فارس ومدين (ذو القرنين) وبنى ازاءها سداً فمنعها من
الانتشار جنوباً وشرقاً فى آسيا ، فاضطرت الى الانتشار الى اللشمال والغرب
حيث روسيا وأوربــا ، ولذلك فإن روسيا واروبا هم أحفاد تلك القبيلتين ،
وبمرور الزمن دخلت المسيحية الى تلك المناطق في اروبا وروسيا واعتنقت تلك
القبائل المسيحية ...
إذن المسيح الدجال هو الوجه العقائدي والديني
ويأجوج ومأجوج هم الوجــه العسكري والسياسي لذلك نجد ان القرآن قد صرح
بخروج يأجوج ومأجوج في نفس سورة الكهف وفي أواخرها بينما الحديث النبوي قد
أشار الى بداية الكهف وعلاقتها بالمسيح الدجال ...
ولا شك ان المسلمين لم يروا في تاريخهم فتنة أعظم من فتنة الدجال والاستعمار الغربي وما زال حتى الآن ... قال رسول الله (ص) : غير الدجال أخوفني عليكم ، إن يخرج وانا فيكم فأنا حجيجه دونكم وان يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم .