بسم الله
الرحمن الرحيم
وهو حسبي
الحمد لله رب
العالمين, وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
أخبرنا جماعة
من شيوخنا, أخبرنا ابن المحب, أخبرنا المزي, أخبرنا ابن الدرجي, أخبرنا أبو المجد
الثقفي, أخبرنا أبو عبد الله الجلال, أخبرنا أبو الفضل الرازي, أخبرنا أبو القاسم
الرازي, أخبرنا أبو بكر الروياني, حدثنا محمد بن بشار, حدثنا سلم بن قتيبة, حدثنا
شعبة, عن يزيد بن أبي خالد, عن أبي عبيدة بن حذيفة, عن حذيفة:
أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: ((من باع داراً لم يشتر مكانها داراً لم يبارك له)).
وبه إلى
الروياني: حدثنا بشر بن آدم, حدثنا موسى بن أيوب الليثي, حدثنا أبي, عن عبد الملك
بن يعلى قاضي البصرة, عن محمد بن عمران بن حصين, حدثني أبي:
أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: ((من باع عقاره من غير حاجة, صب الله
على ذلك المال
تلفاً)).
وبه إلى
الروياني: حدثنا خازم بن يحيى الحلواني, حدثنا إبراهيم بن الحسن, حدثنا بشر بن
شريح البزاز, حدثني قبيصة بن الجعد السلمي, عن أبي المليح الهذلي, عن عبد الملك بن
يعلى, عن عمران بن حصين قال:
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ((ما من عبد يبيع تالداً, إلا سلط الله عليه تالفاً))
قال أبو الحسن
خازم بن يحيى الحلواني: التالد: أن يبيع داره وعقاره.
وبه إلى
الروياني: حدثنا ابن إسحاق, حدثنا خلف, حدثنا عبد الصمد, حدثنا محمد بن أبي المليح
الهذلي, حدثني رجل من الحي:
أن يعلى بن
سهيل مر بعمران بن حصين, فقال له: يا يعلى: ألم أنبأ أنك بعت دارك بمائة ألف؟ قال:
بلى قد بعتها بمائة ألف, قال:
فإني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من باع عقدة مالٍ سلط الله عليها تالفاً
يتلفها)).
أخبرنا جماعة
من شيوخنا, أخبرنا ابن المحب, أخبرنا القاضي سليمان, أخبرنا الحافظ ضياء الدين,
أخبرنا أبو المظفر السمعاني, أخبرنا أبو القاسم وأبو عبد الرحمن أبناء الحسن
الكاتب قالا: أخبرنا أبو بك
الشيرازي,
أخبرنا السيد أبو منصور, أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم, حدثنا إبراهيم بن أحمد
المروزي, حدثنا بشر بن آدم, حدثنا موسى بن أيوب, حدثنا أبي, عن عبد الملك بن يعلى
قاضي البصرة, عن محمد بن عمران بن حصين, حدثني أبي:
أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: ((من باع عقاره من غير حاجة صب الله على ذلك المال
تلفاً)).
أخبرنا جماعة
من شيوخنا: أخبرنا ابن المحب, أخبرنا المزي, أخبرنا أبو العز الشيباني, أخبرنا
سليمان بن محمد, أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي, أخبرنا أبو القاسم بن الجلال,
أخبرنا أبو القاسم الصيدلاني, أخبرنا أبو محمد الكاتب, أخبرنا أبو سعيد الأشج,
حدثنا عقبة بن خالد, حدثنا الصباح, حدثني خالد بن أبي أمية, عن أبي عبيدة بن
حذيفة, عن أبيه, عن عمرو بن حريث قال:
قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ((من باع داراً ثم لم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له
فيها)).
أخبرنا جدي:
أخبرنا الصلاح بن أبي عمر, أخبرنا الفخر ابن البخاري, أخبرنا حنبل, أخبرنا ابن
الحصين, أخبرنا ابن المذهب, أخبرنا أبو بكر القطيعي, أخبرنا عبد الله ابن الإمام
أحمد, حدثني أبي
حدثنا أبو سعد,
حدثنا قيس بن الربيع, حدثنا عبد الملك بن عمير, عن عمرو بن حريث قال:
قدمت المدينة,
فقاسمت أخي, فقال سعيد بن زيد:
إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يبارك في ثمن أرضٍ ولا دارٍ لا يجعل في ثمن أرضٍ ولا
دارٍ))
فصل
وهذا الأمر
مستقرٌ عند الناس, مشاهدٌ لهم بالعقل, تنطق به ألسنتهم, من يعرف الحديث ومن لم
يعرفه, مجربٌ عندهم, وقد جربته أنا أيضاً ورأيت صحته.
فينبغي للعاقل
أن يحرص جهده في ترك بيع العقار ما دام مستغنياً عن ثمنه.
فصل
وينبغي له إذا
باع عقاراً وليس ثم ضرورةٌ داعية إلى ثمنه -إما لرداءته, وإما لحصول ضرر منه, وإما
لتعطيل نفعه-: أن يبادر بثمنه ويشتري به غيره من العقار ما يعود منه النفع ولو كان
أقل من ذلك, كما ورد الحديث بذلك.
فصل
وإذا دعت
ضرورةٌ إلى بيع العقار, نظر في المصلحة في ذلك, فإنه يباع لأمور متعددة, وليس هو
من الأمور المكروهة
من ذلك: لقضاء
الدين, فإن بيعه في قضاء الدين, لا بأس به.
ومن ذلك: للحج
الواجب, فإنه لا بأس به, ومن فضل الله يخلف له ما هو خير منه.
ومن ذلك: في
التزويج, فإنه لا بأس به في ذلك لتزويج النفس والأولاد.
ومن ذلك:
النفقة على النفس والعيال, إذا لم يجد غيره.
وكثير من
الجهال يبيع العقار ليتجر بثمنه!!
وقد رأيت ذلك
من أسرعه ذهاباً وانمحاقاً, ولا يقيم في أيديهم غالباً.
بل ينبغي
للإنسان أن يتخذ العقار, وما تحصل منه من ريعه
جعله في عقار آخر؛ فإن ذلك يكثره وينميه, ويزيد في الرزق والخير الدنيوي, والحديث
يدل عليه.
وقد شاهدنا
ذلك؛ فقد كان عبد الهادي الأرموي يفعل ذلك فصار له به دنيا متسعة.
ومن أحسن ما
يحكى في هذا الباب:
أن ست الشام
التي بنت الشامية, حين أرادت بناءها اشترت العقار
أولاً الذي
أرادت وقفه عليها وجعلت تبني من ريعه المتحصل منه المدرسة
وأما الست
خاتون التي بنت الصاحبة, وضعت يدها أولاً في بنا
المدرسة قبل
شراء الوقف, فما فضل معها من المال لشراء الوقف غير القليل, فلهذا صار وقف الشامية
أكثر وأغزر وأتم من وقف الصاحبة بحسن النظر والتدبير.
والله الموفق
وعليه التكلان, وهو حسبنا ونعم الوكيل
والحمد لله
وحده, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وفرغ منه واضعه
يوسف بن حسن بن عبد الهادي يوم الخميس, رابع عشر شهر ربيعٍ الآخر, سنة تسع وثمانين
وثمان مئة.
والحمد لله وحده
وصلى الله على
سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم