لحمدلله
رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد بن
عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين .. امابعد
هذا
باب أدعو ربى أن يوفقنى فيه ، لتعريف وتذكير أهل الأفهام بأسرار نهضة
الدنيا بما كان فيها بنهوض العلم بآل البيت في كل مجال وكل علم .
فكما
كان آل البيت اصحاب علوم بالدين ، هم أيضاً أصحاب علوم بالدنيا ، ويبقي باب
مدينة العلم ممر لدخول العلم ، فبهم ندخل إلى مدينة رسول الله صلي الله
عليه وعلي آله وسلم صاحب مدينة العلم .
عن علي قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله و سلم : أنا مدينة العلم و علي بابها وفي رواية
فمن أراد العلم فليأت الباب ] هذا حديث حسن على الصواب -أخرجه البزار و
الطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد الله وأخرجه الترمذي من حديث علي
والطبراني والحاكم وصححه من حديث ابن عباس وحسنه الحافظان العلائي وابن
حجر.
- لقد تميز آل البيت في كل عصر وزمان في مجالات عده سواء دينيه ( وما أكثرهم ) أو دنيويه .
نستدرك
معا اخواني عالم الجغرافيا وواضع اسس خرائط وعلوم الجغرافيه العالم الكبير
الذي يقدره الغرب أكثر من المسلمين وهو الشريف الأدريسي ابو عبدالله محمد
الحسني .
1- الشريف الادريسي
هو
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إدريس المشهور باسم (الإدريسي) نسبة إلي
جده الأكبر ادريس الأصغر بن مولاي ادريس و هو إدريس بن عبد الله الكامل بن
الحسن المثنى بن سيدنا الحسن بن الامام علي ابن أبي طالب و السيده فاطمة
الزهراء بنت سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهو
أكبر علماء الجغرافيا المسلمين ، وأول جغرافي رسم خريطة صحيحه للعالم
وقاراته السبع ! .
كان في عصره مؤرخًا ومن أكبر علماء الجغرافية
والرحالة ، كتب في التاريخ والأدب والشعر و النبات. درس الشريف الإدريسي
الفلسفة والطب والنجوم، والجغرافيا، والشعر في قرطبة.
ارتحل في الأندلس،
والمغرب، والبرتغال، ومصر. ومن غير المؤكد أنه وصل الى سواحل فرنسا
وإنكلترا. سافر الى القسطنطينية وسواحل آسيا الصغرى. عاش فترة طويله في
صقلية، تركها في أواخر أيامه، ليعود إلى بلدته سبته حيث توفي عام 1165م
ولكن من غير معلومهل دفن هناك ام بصقليه !.
من بين أهم أعماله وضعه
لخريطة الأرض توضّح المناطق المناخية في العالممن كتبه المشهورة ( نزهة
المشتاق في اختراق الآفاق)، روض الأنس ونزهة النفس، كتاب الممالك والمسالك،
الجامع لصفات أشتات النبات و انس المهج وروض الفرج. كما ترك كتاباً في علم
الجغرافية يحوي معلومات عن رحلاته، ورسائل من علماء آخرين إليه يطلبون منه
معلومات جديدة في علم الجغرافية.
كان أول ما ظهر في الأندلس حيث
تلقى علومه، ثم طاف البلاد حتى نزل صقلية ضيفاً على ملكها روجر الثاني ،
الذى أكرمه وأحسن إليه واعطاه عطايا كثيره وبسخاء ومن فرط المعامله واكرام
الملك روجر أعتقد النورمند من ابناء شعبه انه اسلم .
ولد الادريسي في سبتة (مدينة عربيه مغربيه محتله إلي اليوم من اسبانيا ) بالمغرب (493 هـ - 1100م) وتوفي في (560 هـ - 1166م).
قضى
الشريف الادريسي وقت كثير من حياته في رسم أول خريطة صحيحه للعالم (بناء
على رغبه ملك صقليه روجر الثاني )، فوضعها وفق الأصول التي كانت معروفة في
عصره، وصحح للعرب والأوروبيين مفاهيمهم عن العالم وقسمها إلي سبعه أقاليم ،
وقسم كل اقليم الي عشر اقسام ، وقد استخدم الأوروبيين مصوراته وخرائطه في
الكشوف التي كانوا يقومون بها أثناء عصر النهضة وخلال رحلات الاستكشاف
(يرجع فضل اكتشاف قارتي الامريكتين ورأس الرجاء الصالح على يد كولمبوس
وفاسكودى جاما).
امتاز الادريسي بالدقة في حساب الطول والعرض للبلدان
المختلفة، واستخدم ما أطلق عليه اسم ( لوح الترسيم ) وهو مشروع خريطة
العالم التي رسمها فيما بعد. وعندما أراد أن يخلد تلك الخريطة حتى لا تتلف،
أمر له الملك روجر بأن يوضع تحت تصرفه دائرة من الفضة تزن 400 رطل رومي،
في كل رطل منها 112 درهماً فلما تم ذلك أمر الفعلة أن ينقشوا عليها صور
الأقاليم السبعة وأقطارها وخلجانها وبحارها ، ومجاري مياهها ومواقع أنهارها
، وعامرها وغامرها، وما بين كل بلدين منها، وبين غيرها من الطرقات ..
والمراسي المعروفة على نهج ما في لوح الترسيم.
من مؤلفات الإدريسي كتاب
(نزهة المشتاق في اختراق الآفاق)، وألفه للملك روجر بناء على طلبه، وضمنه
كل ما عرفه القدماء من معلومات سليمة ، وأضاف إليها ما اكتسبه هو وما رآه
ورصده في رحلاته واختباراته ، وقد ظل هذا الكتاب مرجعاً لعلماء أوروبا مدة
زادت على 300 سنة، وفيه نيف وسبعون خريطة.
وألف كذلك كتاب (صفة بلاد
المغرب) وفيه خريطة العالم المعمور من الأرض، وتشتمل العالم القديم وهي
قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وقد ذكر فيها سبعة أقاليم، فجعل الإقليم الأول
منها يمتد من خط عرض صفر إلى 23 درجة شمالاً، وتلت ذلك الأقاليم الباقية
بحيث يمتد الإقليم السابع من 54 درجة إلى 63 درجة، وما بعد هذه الدرجة
الأخيرة منطقة غير مسكونة، وذلك لكثرة البرودة ووفرة الثلوج.
في
عام 1154م، كتب الشريف الإدريسي لملك صقلية النورماندي روجر الثاني كتاباً
يصف فيه عالم الأرض، وأرفق به خريطة تبين الحدود الخارجية المعروفة في ذلك
الوقت من اليابسة وبحر الظلمات (المحيط الأطلسي) وقد ذكر عن هذا الأخير أنه
يحيط بالجزر البريطانية، وأنه من المستحيل التوغل فيه، كما ألمح إلى وجود
جزر بعيدة هي جزر ايسلندا ونحوها.
يقول الإدريسي في وصف بحر الظلمات أو
المحيط الأطلسي: (وأهم الملاحين في هذا البحر هم المعروفون باسم الأنكسية
أي سكان أنكرطرة (أي انجلترا) وهي جزيرة عظيمة فيها مدن كبيرة، برغم ما
يكتنف هذا البحر من أهوال، ومع كثافة أمواجه، فإن به السمك الكبير الذي
يصيدونه في أمكنة معلومة، وبه دواب بحرية، تبلغ من عظم الحجم ما يجعل أهالي
تلك الجزر يستعملون عظامها وقفازها بدل الخشب في مبانيهم، ويصنعون منا
خناجر ورماحاً ومقاعد وسلالم).
وغير معلوم اين توفي الشريف الادريسي ولكن معلوم انه انتقل في عام فى 548 ه 1154 م .[/font]
نموذج لأحد خرائطه
_________________
أنا الذى سمتنى أمى حيدره
كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره