شهر
شعبان من بين الشهور التي لها فضلها ومكانتها السامية في شريعة الإسلام،
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر فيه من الصيام والتطوع تقرباً من
الله تعالى·
انه الشهر الذي حولت فيه القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وقد
كان ذلك في السنة الثانية من الهجرة·فقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم
يتوجه في صلاته بأمر ربه إلى بيت المقدس 16 شهراً أو 17 شهراً وهو في
المدينة المنورة، وكان صلى الله عليه وسلم يحب ان يتوجه في صلاته إلى
المسجد الحرام، فأجابه الله تعالى إلى مبتغاه وأمره أن يتوجه إلى الكعبة
المشرفة، قال تعالى: قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول
وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره "البقرة، الآية رقم
144"·
حول هذا الموضوع كان لبعض العلماء المسلمين اللبنانيين والعرب هذه الآراء·
مفتي دمشق
قال
مفتي دمشق الشيخ بشير عيد الباري ان شهر شعبان يهل على العالم الاسلامي
بأيامه المباركة ولياليه الغراء، يصطفي من لياليه ليلة النصف من شعبان، هذه
الليلة التي يتجلى الله تعالى فيها على عباده بالرحمات وغفران السيئات
واستجابة الدعوات·
وأضاف
هي ليلة التجليات الالهية والاشراقات القدسية إنها موسم الضراعة والانابة
والدعاء انها عيد لاجابة دعوة الداعين، ولها منزلة سامية في نفوس المؤمنين
جميعاً، ينتظرها السعداء الصالحون كل عام ليزجوا بأرواحهم ونفوسهم بأمواج
أنوارها وأصحاب الحاجات يقفون في محراب العبادة خاشعين يرفعون آكفهم ضارعين
يبتغون فضلاً من ربهم ورضواناً وكشفاً من نوازل وتفريج الكروب، ولله تعالى
خواص في الأزمنة والامكنة والاشخاص·
وتابع ان ليلة النصف من شعبان جعلها الله تعالى ميعاداً لإقالة العثرات·
واختتم
قائلاً: لهذا فالمؤمنون حقاً يقدرونها حق تقدير باحياء ليلها وصيام نهارها
لما ورد عن سيدنا علي كرم الله وجهه عن النبي صلى الله عليه وسلم "اذا
كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فان الله تبارك
وتعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: "ألا من مستغفر
فأغفر له، الا من مستزرق فأرزقه، ألا من مبتلى فأعافيه ألا كذا الا كذا حتى
يطلع الفجر"·...