مراحل الطريق:
لخص رب العزة في الحديث القدسي الذي أخرجه الإمام البخاري الطريق
إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن رب العزة (من
عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب. وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إلي مما
افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإن أحببته كنت
سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، و يده الني يبطش بها، ورجله التي
يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) إذا نظرنا
إلى هذا الحديث لوجدنا أن الحق تعالى بدأ الحديث بمنتهى الطريق لبني آدم،
ما خلا النبيين و المرسلين ، و هو الوصول إلى مرتبة الولاية التي يتولى
الله فيها عباده. عباده الذين قال في حقهم (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم و لا هم يحزنون) ثم ذكر بداية الطريق حين قال (وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه) أي أن بداية الطريق لا تكون إلا بأداء الفرائض التي افترضها الله على عباده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء غير نسيان فلا تبحثوا عنها)
للحاكم و السيوطي في الزوائد. ثم بعد ذلك يبدأ العبد في التقرب إلى الله
بأداء النوافل حتى يحبه الله، فإن أحبه الله صار في حال الولي الذي لا يفعل
شيئا إلا بالله ولله. لذلك يعلن الحق جل وعلا الحرب على من يعادي هذا
الولي.
إذاً علينا لكي نفهم الطريق من أوله أن نعرف ما هي الفرائض ثم نتعرف على النوافل بعد ذلك.