ـ يقصد بالموت أن وظائف الإنسان فقدت الإحساس
بالقيمة ، فأصبح الإنسان يرى بغير إحساس
بقيمة ما يراه ، ويسمع بغير إحساس بقيمة ما يسمعه ويتكلم بغير إحساس بقيمة ما
يتكلم به ، ويعرف ويعلم ويفهم بغير إحساس بقيمة ما يعرفه أو يعلمه أو يفهمه ،
ويؤمن ويوقن ويصدق ويقتنع بغير إحساس بقيمة ما يؤمن به وما يوقن به وما يصدق به وما
يقتنع به ، ويحب ويكره بغير إحساس بقيمة ما يحبه وما يكرهه ، ويسعى ويعمل بغير إحساس
بقيمة ما يسعى إليه ويعمله .
ـ وبالتالي أصبحت وظائف الإنسان معطلة
عن العمل كأنها ميتة ، فإذا كان أمام الإنسان قطعة من الطين وقطعة من الذهب
فكلاهما في شعوره سواء لأنه أصبح فاقد الإحساس بالقيمة ، فالدنيا قطعة من الطين
والجنة قطعة من الذهب وكلاهما حقيقة واقعة لكنه لا يرى لقطعة الذهب قيمة ويغتر
بزينة على قطعة الطين .
ـ يطلق على الموت الطبع على القلب وهو غياب الإحساس
بالقيمة من وظائف الإنسان فأصبحت معطلة كأنها غير موجودة ، وفي تفسير البحر المحيط
: (( ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ) .. وقال
مجاهد : يحول بين المرء وعقله فلا يدري ما يعمل عقوبة على عناده ففي التنزيل { إنّ
في ذلك لذكرى لمن كان له قلب } أي عقل ))