بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله وهذا قول الشيخ الياس في الذكر
لتعم الفوائد بين الامام ابن القيم وبين الشيخ في الذكر وحقيقته
قال الشيخ ابن القيم
في كتاب ( الفوائد ) : ( وليس المراد بالذكر مجرد ذكر اللسان بل الذكر القلبي واللساني وذكره يتضمن ذكر أسمائه وصفاته وذكر أمره ونهيه وذكره بكلامه ، وذلك يستلزم معرفته والإيمان به وبصفات كماله ، ونعوت جلاله ، والثناء عليه بأنواع المدح ، وذلك لا يتم إلا بتوحيده ، فذكره الحقيقي يستلزم ذلك كله ، ويستلزم ذكر نعمه وآلائه وإحسانه إلى خلقه ).
وتمعنوا في قول الشيخ الياس في الذكر
· قال الشيخ رحمه الله : الذكر الحقيقي هو أن يكون الشخص مراقب لأحكام الله وأوامره أينما كان وفي أي حال كان وفي أي عمل كان فيمتثل بها وعلى هذا الذكر أؤكِّد أصحابي أكثر .
· فقال : إن سيركم هذا كله وجهدكم هذا كله سيكون هباءً منثوراً إذا لم تهتموا معه في علم الدين وذكر الله اهتماماً بالغاً ، فإن العلم والذكر مثل الجناحان فبدونهما لا يمكن الطيران في الهواء بل الخطر شديد والخشية قوية أن لو تغافلنا عن هذين الشيئين فحينئذ يكون هذا الجهد باباً جديداً للفتنة والضلالة ، فإذا لم يكن العلم موجوداً فيكون الإسلام والإيمان عادة روتينية وبالاسم فقط ، فإن كان العلم موجوداً بدون ذكر الله فإنه ظلمة محضة ، وكذلك بدون العلم وإن كثر ذكر الله فلا يخلو من الخطر.
· قال : ليكن بالعلم تولد العمل وبالعمل تولد الذكر فحينئذ يكون العلم علما والعمل عملا , فإذا لم يتولد بالعلم العمل فإذا فهو ظلمة أكيدة , وإذ لم يتولد ذكر الله في القلب بالعمل فهو مخلخل , والذكر بلا علم كذلك فتنة .
· قال : عند جولات التبليغ وخاصة عند المخاطبة إننا نؤكد للجماعة بأن ينشغلوا في الذكر وهذا لسبب خاص هو عندما تقوم بإفهام و إقناع المخاطب حقيقة الشيء فعندما تكون أكثر القلوب في ذلك الوقت مصدقين وموقنين ومقتنعين من تلك الحقيقة فيأثر ذلك على قلوب الآخرين , فإن الله سبحانه وتعالى جعل في القلوب قوة ولكن الناس لا يعلمون .
· قال الشيخ رحمه الله : إن أصل الذكر وأعلاه هو مراعاة أحكام الله تعالى في كل وقت حسب أحواله ، وفي قوله تعالى : ) لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ( إذا كان الرجل يراعي حدود الله ويمتثل أوامر الله في تجارته وفي تعامله مع أولاده فهو من الذاكرين الله وإن كان مشغولاً في هذه المعاملات.
· قال الشيخ : إن الأنبياء عليهم السلام مع أنهم معصومون ومحفوظون فإنهم يتحصلون على العلوم والتعليمات مباشرة من الله تعالى ، ولكن مع هذا عندما يقومون بتبليغ تلك العلوم والتعليمات ففي خلالها يتلاقون شتى أنواع الناس الذين يأتونهم والذين يذهبون إليهم فتتأثر تلك القلوب المنورة المباركة بمنكدرات عامة الناس (1) . ثم بالذكر والعبادة في الخلوة يغسلون ذلك الغبار ، وقال : فإن ما أمر في سورة المزمل ، ) إن لك في النهار سبحاً طويلا( ففيه إشارة إلى أنه في حاجة إلى العبادة في الخلوة بسبب سعيه في النهار ثم بالآية الآتية : ) واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا( يتأكد هذا الموضوع أكثر).
· قال الشيخ رحمه الله : فترتيب جميع العاملين في عمل الدعوة هذا فهماً جيداً ، أن الخروج في جماعة التبليغ ليس القصد منه تبليغ الغير فقط بل المقصود بهذا إصلاح أنفسنا وتعليم وتربية أنفسنا أيضاً ، فلذا لا بد أن يهتم اهتمام أكثر في الانشغال في الذكر والتعليم لأن الخروج بدون الاهتمام في علم الدين وبدون ذكر الله ليس بشيء.