كشف عورات الزمالك
أن يخسر الزمالك من الأفريقي التونسي فهذا أمر
عادي ومنطقي خاصة في ظل اقامة المباراة على أرض التوانسة، ولكن أن يلوم
البعض توقف الدوري ونزول الجماهير لأرض الملعب وبعض الخزعبلات الأخرى فهذا
أمر أخر وغير مقبول بالمرة.
فنزول الجماهير في الملعب لم يؤثر على لاعبي الزمالك بأي حال
من الأحوال، فكيف يؤثر فيهم توقف المباراة لدقائق ومدربهم هو أول من يتسبب
في ايقاف كل مبارياتهم بسبب اعتراضه على التحكيم؟ كما أن الدوري التونسي
متوقف قبل الدوري المصري أي أن الزمالك يعتبر أكثر جاهزية من الأفريقي
بجميع الأحوال.
الحقيقة أن الزمالك فريق مهلهل ويعتمد في الأساس على لاعب واحد
فقط هو شيكابالا، بدونه تتبعثر أوراق الفريق فلا يصبح له شكل أو لون أو
طعم في الجانب الهجومي، بينما جانبه الدفاعي هو فضيحة بكل ما تحمل الكلمة
من معان!
أدرك جيداً أن الكرات العرضية هي المعضلة الأولى التي لا يعرف
جميع مدربي المنتخبات والأندية المصرية في الوصول لحل لها، ولكن في الزمالك
الأمر يبدو أكثر صعوبة عندما يرسل الأفريقي ما يزيد عن 20 كرة عرضية فتذهب
كلها لرؤوس مهاجمي الأفريقي، وذلك يعد مؤشراً لمدى هشاشة الدفاع الأبيض.
وفي الجانب الهجومي لا أعرف كيف يستمر لاعباً مثل شيكابالا في
الدوري المصري، فهذه الموهبة مكانها كبرى الأندية الأوروبية إذا ما نجح
اللاعب في تجاوز العيوب الشخصية التي قد تؤثر على مشواره الأوروبي، ولا
أعتقد أن جاي جاي أوكوشا عندما خرج من لاجوس الى أوروبا كان مستواه يختلف
عن ما يظهر عليه شيكابالا في الوقت الحالي.
ما فعله الأفريقي في هذه المباراة هو كشف كامل لعورات الزمالك،
فالفريق المتصدر للدوري المصري يعيبه الكثير والكثير من السلبيات ولكن
الانتصارات ساعدت على عدم تسليط الضوء عليها فجاء الأفريقي التونسي ليضعها
أمام قرص الشمس!
ولكن ماذا عن مباراة العودة في القاهرة؟ يمتلكني شعور أقرب الى
اليقين أن الزمالك يمكنه تسجيل هدفين وربما أكثر لتعويض الفارق الذي حدث
في لقاء الذهاب، ولكني لا أجد في نفسي أي مقدار من ثقة في نجاح الفريق
الأبيض في الخروج من المباراة بدون تلقي شباكه لهدف أو أثنين يمنحان
الأفريقي بطاقة التأهل للدور التالي في المسابقة الأفريقية.