«عبود وطارق الزمر».. ٣٠ عاماً خلف القضبان
كتب هانى الوزيرى ١٣/ ٣/ ٢٠١١
بعد إعدام خالد الإسلامبولى لإدانته بقتل الرئيس الراحل أنور السادات عام ١٩٨٢، جاء «الإسلامبولى» فى المنام إلى عبود الزمر وقال له، حسب رواية «الزمر»، إنه ومعه ابن عمه طارق الزمر سيخرجان من السجن بعد أن يخرج الملايين من البشر فى مصر إلى الشوارع.
ظل «عبود» يحكى هذه الرؤيا لقيادات الجماعة الإسلامية، واعتقد أنها مجرد حلم لن يتحقق، حتى خرج المصريون فى ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، وبعدها بنحو شهر ونصف الشهر قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة الإفراج عنهما.
«عبود» و«طارق» هما أقدم سجينين سياسيين فى مصر، وربما العالم، الأول ضابط سابق بجهاز المخابرات الحربية وقائد فرقة الاستطلاع وحائز على نوط الشجاعة من القوات المسلحة، لدوره فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، والثانى ابن عمه وشقيق زوجته الدكتور طارق الزمر، وتم القبض عليهما والحكم عليهما على خلفية المشاركة فى اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.
وربما لم يكن الحكم بالمؤبد هو السبب الرئيسى فى بقائهما كل هذه المدة داخل السجن، إذ انتهت مدة عقوبتيهما عام ٢٠٠١، وإنما لأن الرئيس السابق حسنى مبارك كان يكره عبود الزمر بشكل شخصى، وصرح ذات مرة قائلاً فى صحيفة «نيويورك تايمز» فى أكتوبر ١٩٨١، إن «عبود» ولد معقد نفسياً ومر بظروف دفعته إلى التطرف، بعدما تناول «السادات» «الزمر» فى خطبته الشهيرة عام ١٩٨١، قائلاً: «الولد الهربان أنا مش هرحمه» فى إشارة إلى «عبود»، الذى لم تمض أيام على تصريحه إلا ولقى «السادات» وجه ربه على يد «الإسلامبولى» وشركائه.
وبعد اغتيال «السادات» بأسبوع، وتحديداً يوم ١٣ أكتوبر ١٩٨١، ألقى القبض على «عبود وطارق الزمر»، وحكم عليهما يوم ٦ مارس ١٩٨٢ فى القضية رقم ٧ لسنة ١٩٨١ أمن دولة عسكرية عليا، بالأشغال الشاقة ٢٠ عاماً لدورهما فى اغتيال السادات والتخطيط لقلب نظام الحكم، ثم ١٥ عاماً أخرى لـ«عبود» و٧ لـ«طارق»، بتهمة مقاومة الشرطة أثناء اعتقالهما.
و«عبود» من مواليد ١٩ أغسطس عام ١٩٤٧ بقرية ناهيا بمحافظة الجيزة، والتحق بالكلية الحربية عام ١٩٦٥ وتخرج عام ١٩٦٧ عقب النكسة، وشارك فى حربى الاستنزاف وأكتوبر، وحصل على ترقية استثنائية فى ميدان القتال أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣، وترقى إلى رتبة نقيب.
تزوج «عبود» ابنة خالته «وحدة الزمر»، التى تلقب بـ«أم الهيثم»، قبل القبض عليه بعام، وكان مرشحا للحصول على درجة الماجستير فى العلوم العسكرية، لكنه قبض عليه قبل موعد امتحان الالتحاق بكلية أركان الحرب بـ ٤ أيام فقط. انضم «عبود وطارق» إلى العمل الجهادى مع محمد عبدالسلام، مؤسس تنظيم الجهاد عام ١٩٨٠، وانضما إلى مجلس شورى الجماعة الإسلامية، منذ عام ١٩٩١، بعد ارتباط تنظيم الجهاد بـ«القاعدة»، وكانا من أول المؤيدين لمبادرة الجماعة الإسلامية لوقف العنف عام ١٩٩٧.
وخلال فترة سجنهما، رحلت والدة «عبود» عن الحياة ولم يستطع المشاركة فى جنازتها، وقدم أوراق ترشحه فى انتخابات الرئاسة عام ٢٠٠٥ لكن لم تقبل أوراقه، وتزوج طارق الزمر وأنجب وحصل على ليسانس الحقوق والماجستير والدكتوراه فى القانون الدستورى والنظم السياسية من كلية الحقوق بجامعة القاهرة فى فبراير ٢٠٠٦ بتقدير امت