::-::إطلالة مع آيات من كتاب الله ::-
في سورة الصافات: ((فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ
(143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)) فهذا ينبهك
إلى أن من حفظ الله في الخلوات يحفظه الله في الفلوات * لو رمى العبد بكل معصية حجرًا في داره، لامتلأت داره في مدة يسيرة قريبة من عمره، ولكنه يتساهل في فعل المعاصي والملكان يحفظان عليه ذلك.
]في سورة المجادلة:
((يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا
أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)) . *
قال ابن القيم في (الفوائد) إذا عرضت نظرة لا تحل فاعلم أﻧﻬا مسعر حرب
فاستتر منها بحجاب: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِــنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَــا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِين َزِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْأَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)) سلمت من الأثر، وكفى الله المؤمنين القتال.
* جميع العبادات زائلة عن أهل الجنة إلا طاعة الذكر والتوحيد، يقول الله تعالى في سورة يونس: ((دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10))، يقول ابن القيم يرحمه الله في هذا: يا ابن آدم إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لا يعلمها إلا هو فإن أردت أن يغفرها لك، فاغفر أنت لعبادة وإن أردت أن يعفوها عنك، فاعف أنت عن عباده فإنما الجزاء من جنس العمل، تعف هنا يعف هناك .. تطالب
بالحق هنا، يطالب بالحق هناك وتذكَّر دائما قوله تعالى: (وَلاَ
تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا
وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56)) سورة الأعراف.
]وعندما بُشِّر زكريا بالولد قال: (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ
رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ
(41)) سورة آل عمران، فَأمْسَكَ عليه لسانه، فلم يتكلم بشيء من كلام
الناس، ثم قال يرحمه الله: فلو أُذن لأحد بترك الذكر لأُذن لزكريا.
من بركة الإقبال على القرآن حُسن الخاتمة فقد مات بعض السلف يرحمه الله وقد وقف على قوله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (55)) سورة القمر.
* كان الحسن البصري يردد في ليلة قول الله تعالى: {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)} سورة إبراهيم. فقيل له في ذلك، فقال: إن فيها لمعتبراً، ما نرفع طرفًا ولا نرده، إلا وقع على نعمة، وما لا نعلمه من نعم الله أكثر.
* في سورة لقمان:
(أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً
وَمِنَ النَّـــاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا
هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (20)) أما الظاهرة: فالإسلام، وأما الباطنة فستره عليك بالمعاصي
]* في سورة إبراهيم: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ
آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ (35)) إذا كان
إبراهيم يخاف على نفسه الشرك وهو خليل الرحمن وإمام الحنفاء، فما بالك بنا نحن إذن؟
لذا أيها الأخ الكريم وأيتها الأخت الكريمة: لا تأمن الشرك ولا تأمن النفاق إذ لا يأمن النفاق إلا منافق ولا يخاف النفاق إلا مؤمن.