نصوص أهل السنة في وحدة كلام الله تعالى، مما ستخرص المخالفين إلا الأبد:
قال الإمام اللالكائي مبينا عقيدة اهل السنة في القرآن الذي هو صفة الله: هو قرآنٌ واحد غير مخلوق وغير مجعول ومربوب، بل هو صفةٌ من صفات ذاته، لم يزل متكلِّما. ومن قال غير هذا فهو كافرٌ ضالٌّ مضلّ مبتدِعٌ مخالف لمذاهب أهل السنة والجماعة. (ج2/ص364)
لاحظوا: قال الإمام اللالكائي: (قرآن واحد) (لم يزل الله به متكلما)، وهذا نص على إثبات وحدة الكلام القائم بذات الله تعالى من حيث إنه صفة وجودية يستحيل فيها الحدوث.
وقال اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة في بيان قِدَم القرآن، إذ قد قال في عنوان: سياق ما روي عن النبي ﷺ مما يدل على أن القرآن من صفات الله القديمة. (ج1/ص249)
وهذا يدل على أن القرآن هو كلام الله القائم بذاته قديم، والقديم لا يكون متعددا محدثا، فثبت أن القرآن كلام الله صفة واحدة قائمة بذاته.
قال الإمام الطبري: القرآن: الذي هو كلام الله ـ تعالى ذكره ـ الذي لم يزل صفةً قبل كون الخلق جميعًا، ولا يزال بعد فنائهم. (التبصير، ص 152)
وهذا من اقوى وأروع وأعظم النصوص الدالة على وحدة كلام الله تعالى، خلافا للقائلين بأن القرآن محدث شيئا فشيئا في ذات الله تعالى كما هو مذهب ابن تيمية، ونص الإمام الطبري واللالكائي وغيرهما رضي الله عنهما على نقيضه بالكلية.
وقال الإمام أحمد: القرآن من عِلْمِ الله، وعِلْمُ الله غيرُ مخلوق، فمن قال مخلوق فهو كافر. (شرح اصول اعتقاد أهل السنة، ج2/ص391)
وهذا نص عظيم جدا، يثبت فيه الإمام أحمد أن الكلام في صفة الكلام هو عين الكلام في صفة العلم، فلما استحال أن يكون عمله تعالى محدثا متعددا متجددا لأن هذا يلزم منه الجهل، كذلك يستحيل أن يكون كلامه تعالى القائم بذاته متعددا محدثا لأن ذلك يلزم منه الخرس والنقص.
ولهذا حكم الإمام الطبري بأن الله تعالى هو (المتكلم الذي لا يجوز عليه السكوت) (التبصير، ص 128)
خلافا لاين تيمية وأتباعه الذي يقولون بأن الله تعالى يحدث الكلام في ذاته ويسكت باختياره فلا يحدث فيها كلاما ثم يحدث الكلام مرة أخرى وهكذا، وهذا خلاف كلام عظماء أهل السنة ممن ذكرتهم ولدينا مزيد.
فكل هذه الأدلة وغيرها تثبت صحة قول أهل السنة الأشاعرة بأن القرآن القائم بذات الله تعالى مرجعه إلى كلام واحد، وأن التعدد إنما هو في التعلقات.
وإفحام المخالف يكون بالقياس على صفة العلم، فعلم الله تعالى واحد بالقطع واليقين، وأما متعلقاته فهي متعددة.
والحمد لله على نعمة اتباع الحق، ونبذ اتباع الشبهات والتشكيكات الواهية.