الإيمان.. كل لا يتجـزأ
* يسأل القاريء يسري محمد من القاهرة قائلا: ما هي شعب الإيمان؟ وكيف يتم تحديدها؟ وهل يستقيم إيمان الفرد بالأخذ ببعض هذه الشعب دون الباقي؟
** يجيب فضيلة الدكتور صالح عبدالهادي استاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر فرع دمنهور فيقول: إذا تأملنا حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا إله الا الله وادانها اماطة الأذي عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان" نجد ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد ذكر ثلاثا من شعب أو أبواب الإيمان: شهادة ان لا اله الا الله. إماطة أو ابعاد ما يؤذي الناس من الطرق والحياء فلماذا ذكر هذه الأمور تحديدا؟
الشهادة هي اعتقاد بالقلب يصدقه نطق باللسان إذا كان صادق الإسلام والإيمان وإماطة الأذي فعل وعمل والحياء: خلق ليعلمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ان الايمان يتضمن اعتقادا وعبادات كما يتضمن افعالا وأعمالا وأخلاقا وآدابا فهو ليس مجرد عقيدة وعبادات ولم يحدد رسول الله صلي الله عليه وسلم ماهية هذه الشعب التي يتكون منها الإيمان. إنما ذكر أعلاها وادناها فقط ثم أعطي مثالا واحدا لباقي هذه الشعب وهو الحياء وترك للمسلم ان يقرأ كتاب الله عز وجل ويستعين بسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ليستخرج هذه الشعب البضع وسبعين وباستعراض ما يتضمنه القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة يتبين لنا ان هذه الشعب تندرج تحت ثلاثة اقسام رئيسية: علاقة الفرد بربه سبحانه وتعالي وعلاقة الفرد بالآخرين في المجتمع وعلاقة الفرد بنفسه.
أما بالنسبة للأخذ ببعض شعب الإيمان فيمكن تمثيل شعب الإيمان هذه بمواد دراسية لابد من النجاح في كل منها ولا يغني أي منها عن الآخر والدليل علي ذلك حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي جاء فيه: قالوا يا رسول الله ان فلانة تذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير انها تؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في النار.. فهذه امرأة نجحت بامتياز في مواد العبادات ولكنها رسبت في مادة معاملة الجيران فدخلت النار.
هناك أيضا حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم: دخلت امرأة النار في هرة حبستها حتي ماتت فلا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.. فهذه المرأة من الواضح انها مؤمنة فلو كانت غير ذلك لكان سبب دخولها النار الكفر أو الاشراك بالله والعياذ بالله وهو ما يجب ما دونه من أعمال مثل الاساءة إلي هرة لذلك فنحن أمام امرأة رسبت في مادة الرحمة بل في فرع منها وهو الرحمة بالحيوان فكان هذا الرسوب سببا لدخولها النا. من هنا يتضح ان هناك أسبابا أخري خلاف التقصير في العبادات تدخل العبد والعياذ بالله جهنم والايمان لا يكمل إلا باكتمال الالتزام بكافة شعبه فلكي أكون مسلما لا يكفي فقط ان أقوم بالعبادات علي اهميتها البالغة بل يجب ان التزم في علاقاتي بالآخرين بكل ما جاء في الكتاب والسنة وان الزم نفسي بالآداب واتحلي بالأخلاق التي جاءت فيهما دون أي نقص فنقصان أي منها يحمل خطر عصيان أمر الله أو رسوله وهو ما يؤدي والعياذ بالله إلي سخط الله وعقابه.
والله أعلم
منقوول