منزلته العلمية

منزلته العلمية
لقد كان الإمام علي u منذ البداية منزلة رفيعة وخصوصية خاصة تقدم بها على باقي الصحابة الكرام لسابق عناية به من الله I فكان علماً بارزاً من أعلام الدين الإسلامي فهو وارث علم النبوة وكاتب وحيها وكاتم سِرها , وهو بحر العلوم وله سرعة ودقة في الإجابة عن الأسئلة التي تعجز الأفكار وتحير العقول فقد قال له رجل يا أمير المؤمنين كم المسافة بين المشرق والمغرب ؟ فقال مسير يوم مشمس .
وقيل له لو سُد على رجل باب بيته وترك فيه من أين يأتيه رزقه ؟ فقال : من حيث يأتيه أجلّه .
وسأله رجلٌ كم المسافة بين السماء والأرض ؟ فقال : دعوة مستجابة .
وقيل له صف لنا العاقل ؟ فقال : هو الذي يضع الشيء مواضعه فقيل لهُ صف لنا الجاهل فقال قد فعلت .
وسأل ما الفرق بين الحق والباطل ؟ فقال : أربعة أصابع , وجمع أصابعه الأربعة ووضعها بين أذنه وعينه .
ولما أراد المسير إلى الخوارج قال له ابن الأحمر يا أمير المؤمنين لا تسِر في هذه الساعة ؟ فقال ولم ؟ قال : لأن القمر في العقرب , فقال u قمرنا أم قمرهم ؟!
وسئل عن خمسة مشوا على الأرض ولم يخلقوا في الأرحام , فقال : آدم وحواء وناقة صالح وكبش إبراهيم وعصا موسى .
وسئل ما هو أصل الأشياء ؟ فقال : الماء لقوله تعالى : ] وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ .
وسئل عن الأيمان فقال : الأيمان على أربعة دعائم : « الصبر , واليقين , والعدل , والجهاد , ثم وصف الصبر على عشر مقامات وكذلك اليقين والعدل والجهاد وصف كل واحد منها على عشر مقامات فهو أول من تكلم في الأحوال والمقامات »

وعن ابن مسعود قال كنت عند النبي $منزلته العلمية C:\DOCUME~1\Fannan6\LOCALS~1\Temp\msohtml1\06\clip_image002$ فسئل عن علي بن أبي طالب فقال :
] قُسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي عليٌ تسعة أجزاء والناس جزءاً واحداً
وقال له يهودي أسالك مسائل لا يعلمها إلا نبي أو وصي نبي فقال قل فقال اليهودي اخبرني عما ليس لله وعما ليس عند الله وعما لا يعلمه الله ؟
فقال الإمام : أما ما لا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود أن العزير بن الله والله لا يعلم أن له ولداً وأما قولك اخبرني عما ليس عند الله فليس عند الله ظلم العباد وأما قولك اخبرني عما ليس لله فليس لله شريك . فقال اليهودي أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .
وقال الإمام علي u : « لو كَسرتُ الوسادة ثم جلست عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم والله ما من آية نزلت في بر أو بحر أو سهل أو جبل أو سماء أو أرض أو ليل أو نهار إلا وأنا اعلم فيمن نزلت وفي أي شيء نزلت »

ومن مبلغ علمه انه خطب خطبةً خاليةً من الألف وأخرى خالية من النقط حيث كان عند رسول الله $منزلته العلمية C:\DOCUME~1\Fannan6\LOCALS~1\Temp\msohtml1\06\clip_image002$ فتكلم القوم عن أهمية الألف في اللغة فقام الإمام علي فقال :
« حَمدَتُ وعظمتُ من عَظُمت منته وسَبُغتْ نعمته وسبَقت رحمته غضبه وتمت كلمته ونفذت مشيئته . وقال في موضع آخر خطبة خالية من النقط الحمد لله أهل الحمد ومأواه وله أوكد الحمد وأحلاه وأسرع الحمد وأسراه واطهر الحمد واسماه وأكرم الحمد
وأولاه »

ما قاله الإمام علي عليه السلام من الحِكَم
لم يكن الإمام علي حكيم زمانه فحسب وإنما خَلُدت كلماته وحِكّمه على مر الزمن بحراً لا يخاض وحكيماً فذاً لا يُجارى وقد اخترنا من حِكّمه الكثيرة نزراً أقل من القليل للإشادة فقط حيث قال :
1 . الجاهل صغير وان كان شيخاً والعالم كبير وان كان حدثاً .
2 . الناس أبناء ما يحسنون وقيمة كل امرئٍ ما يُحسن فتكلموا في العلم تبين أقداركمُ .
3 . ولبأس المتجر ان ترى الدنيا لنفسك ثمناً .
4 . الولد العاق كالإصبع الزائدة إن تُركت شانت وإن قطعت آلمت .
5 . احتج إلى من شئت تكن أسيره واستغن عمن شئت تكن نظيره وأحسن إلى من شئت تكن أميره .
6 . أريد ان أداوي بكم وأنتم دائي كناقش الشوكة بالشوكة .
7 . الشاذ من الناس للشيطان كما ان الشاذ من الغنم للذئب .
8 . جولة الباطل ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعة