منتدى فرسان الحقيقه
سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)  829894
ادارة المنتدي سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)  103798
منتدى فرسان الحقيقه
سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)  829894
ادارة المنتدي سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)  103798
منتدى فرسان الحقيقه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى فرسان الحقيقه

منتدى فرسان الحقيقه اسلاميات العاب برامج روحانيات مسرحيات اخبار فنون وعلوم تطوير مواقع ومنتديات
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Hot Pink
 Sharp Pointer
اهلا بكم فى منتدى فرسان الحقيقة اسلاميات العاب برامج روحانيات مسرحيات اخبار فنون وعلوم تطوير مواقع ومنتديات وجديد
سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)  B19m8_GNaGHz

 

 سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
مدير عام
مدير عام
Admin


الاوسمة : سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)  Ss6
عدد المساهمات : 2964
نقاط : 57878
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 23/06/2010
سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)  Egypt10
الموقع : https://sllam.yoo7.com/

سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)  Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)    سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)  I_icon_minitimeالخميس 17 يناير - 17:17

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم اهدني وسددني وثبتني


العالم قبل البعثة (1)


الخطبة الأولى:


الحمد لله
الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله, أحمده سبحانه وأشكره،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, أحاط بكل شيء علماً، وأشهد أن نبينا
محمد عبده ورسوله أعلى الناس منزلة وأعظمهم قدراً, وأسماهم ذكراً، صلى الله وسلم
وبارك عليه، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:



عباد الله:
أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإن من اتقى الله وقاه، وجعل له من كل هم فرجاً
ومن كل ضيق مخرجاً.



في هذه
الأيام كثر الأدعياء، وازدحم الإعلام بشخصيات علاها التزييف والتخريف، وتملكها
الزهق والرهق، فخرجوا للناس على أنهم مصلحون، وبثياب الإصلاح يتقمصون، وبدثاره يلتحفون،
والحق أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون.



يرون أنهم
أصلح من يقود الأمة إلى بر الأمان، وهم لم يتطهروا من لوثة العصرنة المقيتة،
والارتماء في أحضان الغرب الرخيص، والتقلب الممقوت، والتلون الغريب، كيف يكون مثل
هؤلاء قدوة للأمة، وحماة لمناهجها وثوابتها، وهم يعملون فيها بالنخر، وفي مناهجها
بالدس.



أيها
المسلمون: عند التأمل في واقعنا المعاصر، ما هو أهم شيء يحتاجه الناس في هذه
الواقع المرير؟ فوجدت أنهم ينقصهم أمر أعظم، وهذا الأمر هو سنة كونية وشرعية، ألا
وهو وجود القدوة، ووجود رمز صحيح ترجع إليه الأمة جمعاء، وتأخذ منه التوجيه
والإرشاد، والنصح والبيان.



عباد الله:
إننا بحاجة ماسة لوجود قدوة صالحة للإقتداء، وأسوة واضحة المعالم، بارزة الأعلام،
لا يمكن لها التَغَيْرُ والتَّبَدُل، والتحول والتردد، بل ثابتةٌ بتثبيت الله لها،
وحارسةٌ برعاية الله تعالى.



وعند
التأمل فيمن يمكن أن تجتمع فيه صفة القدوة المثالي، والرجل الرمز للأمة، فتيقنت
أنه لا يمكن بحال أن تجتمع صفات الكمال في شخص يمكن أن يكون رمزاً للأمة، إلا أن
يكون هذا الإنسانُ له تأييدٌ رباني، ورعايةٌ إلهية، ومعيةٌ رحمانية.



عباد الله:
إن مسألة القدوة والإقتداء، والأسوة والإئتساء ليست شعاراً يرفع، بل حقيقة يجب أن
ترفع وتتبع، ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى:
] أُوْلَـئِكَ
الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ
أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ
[[الأنعام:90]؛ فقوله - عز وجل -:]فَبِهُدَاهُمُ
اقْتَدِهْ
[ أمر منه يستلزم وجوب الاتباع والإقتداء.


قال ابن
كثير - رحمه الله تعالى -
سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)  C:\DOCUME~1\Fannan6\LOCALS~1\Temp\msohtml1\01\clip_image001أي اقتد واتبع وإذا
كان هذا أمراً للرسول
- صلى
الله عليه وسلم - فأمته تبع له فيما يشرعه ويأمرهم به) تفسير ابن كثير
(2/208).



عباد الله:
وبعد هذا العرض السريع يظهر لكل ذو بصر وبصيرة، وعقل وحقيقة، أنه لا يصلح للإتباع
المطلق، والاقتداء العام إلا رسولنا رسول الأنام عليه الصلاة والسلام.



أيها
الناس: لقد علق الله رضاه برضا رسوله، ومحبتهُ بمحبة رسوله، بل علق اللهُ دخولَ
الجنة بطاعته
- صلى الله
عليه وسلم -،
قال عليه الصلاة والسلام:« كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، إِلاَّ مَنْ
أَبَى »؛ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى؟! قَالَ:« مَنْ أَطَاعَنِي
دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى » أخرجه البخاري(6851) من حديث
أبي هريرة – رضي الله عنه -.



أيها
المصلون: لأهمية هذا الموضوع في حياتنا اليوم، فسأبدأ معكم بسلسلة السيرة النبوية
الشريفة، نستلهم منها العبرَ والعظات، والأحكامَ والتوجيهات، والمواعظَ والنفحات.



أيها
الناس: إن دراسة السيرة النبوية، والوقوف عند أحداثها، وأخذ العظة والعبرة،
والحِكَمِ والأحكام، وإتباع الأثر والاقتداء، له من أساس ديننا القويم، وشريعتنا
الغراء.



وفي هذا
اليوم المعطاء سيكون انطلاقة حديثنا عن السيرة الغراء، سيرة سيد ولد عدنان، والمصطفى
من بين الأنام عليه الصلاة والسلام، وسيكون حديثنا على ثلاث مراحل:



المرحلة الأولى: العالم
قبل البعثة.



المرحلة الثانية: النبي في
مكة من المولد إلى الهجرة.



المرحلة الثالثة: النبي بعد
الهجرة إلى لحوقه بالرفيق الأعلى.






أيها
المسلمون: حديثنا اليوم عن المرحلة الأولى: العالم قبل البعثة.



كانت شبهُ
الجزيرة العربية محصورةً بين دولتين كبيرتين هما دولة الفرس ودولة الروم، وكانت
هاتان الدولتان تتحكمان في العالم في ذلك العصر الجاهلي، وكانتا على جانب كبير من
الرقي والمدنية، ولكن فيهما فساد كبير من الناحيتين الدينيةوالاجتماعية.



فبلاد الفرس: كانت
تنتشر فيها المجوسية وهي عبادة النار، وهم يقولون: إن الذي يتحكم في العالم إلهان:
إله الخير وإله الشر، وقد انقسموا إلى مذاهب مختلفة، ولكل مذهبٍ أنصارٌ يعادون
ويناوئون أنصارَ المذهب الآخر.



وبلاد الروم: كانت
تنتشر فيها المسيحية، وقد انقسم المسيحيون إلى طوائف، وكلُ طائفة تناهض الأخرى
وتعاديها، فكان منهم من يقول: إن عيسى ليس له جسد ولكنه طيف يتبدى للناس، ومنهم من
يقول: إن فيه ناحيتين: ناحية إلهية وناحية إنسانية، ومنهم من كان يعبد مريم، وقد
سبب هذا الخلاف الديني بلاءً كبيرًا وشرًا مستطيراً.



وأما من الناحية الاجتماعية:فقد كان الناس في بلاد
الفرس والروم طبقتين:



أولاهما:
طبقة الحكام والرؤساء وهمعدد قليل ضئيل.



وثانيتهما:
طبقة المحكومين المرؤوسين وهم الغالبية العظمى والكثرة الساحقة، وكانت الأغلبية
المحكومة تقاسي الجور والظلم والسحق من الأقلية الحاكمة، إذ كانوا يُرْهقونَ
بالضرائب الفادحة، ويُعَامَلونَ معاملة العبيد، أو بعبارة أخرى كانوا يزرعون
ويكدحون والرؤساء والحكام يحصدون ويتمتعون، وكانت نتيجة ذلك أن تطلع الشعبفي بلاد
الفرس والروم إلى الخلاص من هذا الظلم والطغيان، وإلى تحقيق الحرية والإخاءوالمساواة.



أما ما كان
بين تلك الحضارتين: فقد كانت الحرب بين الفرس والروم سجالًا، فأحياناً ينتصر الفرس
وينتزعون جزءًا من أملاك الروم، وأحيانا ينتصر الروم فينتزعون جزءًا من أملاك
الفرس، وقد كانت آخر تلك الحروب هي التي أشار الله إليها في قوله تعالى:
]
الم{1} غُلِبَتِ الرُّومُ{2} فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ
سَيَغْلِبُونَ{3} فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ
وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ{4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{5} وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
[[الروم:1-6].


وقد صدق
الله وعده بعد ذلك بنصر المؤمنين، فانتصر الإسلام وانتشر في بلاد الفرس والروم،
وعم نوره العالمين.



وأمَّا الحال في أوروبا: فقد
عاشت-قبل الإسلام وحتى الفتح الإسلامي - في صراعات وحروب مستمرَّة، وكانوا أبعد
مايكونوا عن النظافة والأخلاق؛ ومن ذلك أنهم كانوا لا يَسْتَحِمُّونَ إلاَّ
مَرَّةًفي العام، كما انتشر بينهم الظلم والاضطهاد، وكان بعضهم يَحْرِقون الإنسان
بعدموته، ويأتون بنسائه فيقتلونهن ويدفنونهن معه.



وأمَّا الهند: فقدبرزت
فيها ثلاث ظواهر رئيسة هي: كثرة المعبودات والآلهة، فهم يعبدون أيَّ شيء منالكواكب
إلى المعادن والحيوانات، ولا يزالون حتى اليوم يعبدون البقر، كما ظهرتلديهم الشهوة
الجنسيَّة الجامحة، وكذلك النظام الطبقي الجائر، فقد قسموا المجتمعأربع طبقات:
طبقة البراهمة وهم الكهنة والحكام، وطبقة شترى وهم رجال الحرب، وطبقةويش: وهم
التجار والزرَّاع، وطبقة شودر: وهم المنبوذون الذين هم أحطُّ من البهائموأذلُّ من
الكلاب، كما كان من صنيعهم أنهم يَحْرِقُون الزوجة مع زوجها عندما يموت ويدفنونها
معه، وإلاَّ فستبقى أَمَةً في البيت لتُصْبِحَ عُرْضَةً للإهانات والتجريح كلَّ
يومإلى أن تموت.



أما اليهود: فكانوا
متركِّزين بالشَّأم في ذلك الوقت، ولميكن هناك أحد من الناس يحبُّ معاشرتهم؛ فهم
في لحظات الضعف يُبْدُونَ الخنوعوالنفاق والوقيعة والكذب، وفي لحظات القوَّة
يُبْدُونَ التَّجَبُّر والظلموالوحشيَّة والربِّا، وكانوا على عداء دائم مع
النصارى منذ زعموا أنهم قتلوا المسيح - عليه السلام -، وكان تواجدهم في عهد رسول
الله
- صلى الله عليه وسلم
-
في شمال المدينة، وكانوا مُمْسِكِينَ بتلابيب التجارة وخاصَّة تجارة السلاح،
وكانوا حريصين على نشر الخلاف بين القبائل، ولميتجمَّعوا مع غيرهم إلا على محاربة
المسلمين فيما بعد.



وإذا جئنا إلى الحال في مصر: فقد كانت
خاضعة للاحتلال الروماني الذي حَوَّلهَا إلى مخزنِ غلالٍ يَمُدُّالإمبراطوريَّة
الرومانيَّة بالغذاء، وقد فُرض على المصريين ضرائب كثيرة، وعانت مصر في عهدهم
تخلُّفًا اجتماعيًّا واقتصاديًّا وعلميًّا كبيرًا، بل كان الرومان يُعذِّبون مَن
يختلف عنهم من المصريين في المعتَقَد الديني المذهبي، وإن كان الجميعتحت مِظَلَّة
النصرانيَّة الأرثوذكسيَّة.



أما العرب، وما
أدراك مالعرب - عباد الله - فبعد أن كانوا على الحنيفية السمحة، ملة إبراهيم -
عليه السلام - الذي بنى الكعبة، وكانوا ذريته من بعده ومن سكن مكة يعظمون البيت،
حتى أدخل عليهم رجل منهم عبادة الحجر والصنم والوثن، فضربوا أعظم الأمثلة في
التخلف والسفه، فقد كانوا يعبدون الأصنام من دون الله الرحمن، ويقدمون لها
القرابين، ويسجدون لها، ويتوسلون بها، وهي أحجار لا تضر ولاتنفع، بل كان حول
الكعبة ثلاثمئة وستون صنمًا.



وكان أولُ
من أدخلَ الأصنام إلى جزيرة العرب عمرو بن لُحي الخُزاعيُّ - قبحه الله -، إذ سافر
مرة من مكة إلى الشام فرأى أهلَ الشام يعبدون الأصنام، فسألهم قائلاً: ما هذه
الأصنام التي أراكم تعبدون؟ قالوا: نعبدها نستمطرها فتمطرنا، ونستنصرها فتنصرنا.
فقال لهم: أفلا تعطوني منها صنماً فأذهب به إلى بلاد العرب فيعبدوه؟ فأعطوه صنماً
يقال له: هُبل، وهو الذي نصبوه حول الكعبة، وبقي حولها إلى يوم الفتح الإسلامي
الذي جاء فيه الحق فدكدك رأس هبل على رؤوس الأصنام الأخرى، فطُهِّر البيت الحرام،
وطهرت مكة والحرم منها.



ومن عجيب
أمرهم أن أحدهم كان يشتري تمر من العجوة، ويصنع منها صنمًا، ثم يعبده ويسجد له،
ويسأله أن يحجب عنه الشر ويجلب له الخير والنفع، فإذا شعر بالجوع أكل إلهه!! ثم يأخذ
كأسًا من الخمر فيعبها ويشربها حتى يفقد وعيه.



وفي ذلك
الزمان كانت تحدث أشياء غريبة وعجيبة، فالناس يطوفون عراة حول الكعبة، وقد تجردوا
من ملابسهم بلا حياء، يصفقون ويصفرون، ويصيحون بلا نظام، وقد وصف الله - عز وجل-
صلاتهم بقوله:
] وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء
وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ
[[الأنفال:35]؛
وكذا النساء يطفن بالبيت وهن عاريات، حتى إن إحداهن
تطوف بعد أن تضع درعًا مفرجًا عليها، وتقول:




اليوم يبدو بعضه أو كله

وما بدا منه فلا أحله




وأما
تلبيتهم في مواسم الحج فقد غيروا التلبية الشرعية إلا تلبية شركية فيقولونSadلبيك
اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إلا شركاً هو لك تملكه وما ملك)؛ هذه حالتهم
الدينية.



أما حالتهم السياسية: فقد كانت الحروب تقوم
بينهم لأتفه الأسباب، وتستمر مشتعلة أعوامًا طويلة، فهذان رجلان يقتتلان، فيجتمع
الناس حولهما، وتتناصر كل قبيلة لصاحبها، لم يسألوا عن الظالم ولا عن المظلوم،
وتقوم الحرب في لمح البصر، ولا تنتهي حتى يموت الرجال، فكثرت بينهم الحروب
والنزاعات والغارات، والتي سجَّل التاريخ منها حربي داحس والغبراء، والبسوس؛
فعلاقة القبيلة بالقبيلة الأخرى قد كانت في الغالب علاقة كراهية وعداوة وبغضاء.



أما حالتهم
الاجتماعية: فحدث عن العجب العجاب، مظاهر خُلقية سيئة من: شرب للخمر، ولعب
بالميسر، وقطع للطرق، وزنى وفواحش، وتسلط وظلم، كما كان لديهم عادة بشعة
هي:"وأد البنات وقتلهن".



أما حال المرأة في العالم: فقد تحدثت
عنه بشيء من التفصيل في خطبة مضت بعنوانSad المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة
الإنسان).



عباد الله:
لكن مع هذا كله فإن الله - عز وجل - يأمرنا إذا قلنا أن نعدل، فمع هذا الزهم
الهائل من التخلف والسفه في العقول العربية، إلا أن العرب عندهم من العادات الحسنة
ما ينبغي أن إذا ذكرت قبائحهم الكثيرة أن تذكر بجانبها محاسنهم، ومنها:



أولاً:
الصدق، والمراد به: صدق الحديث وهو خلق كريم عُرف به العرب في الجاهلية قبل
الإسلام فزاده الإسلام تقريراً وتمتيناً.



ثانياً:
قِرى الضيف، وهو إطعامه، وهو من الكرم الذي يحمد صاحبه عليه، ويحمد له ويثنى به
عليه فجاء الإسلام بتقريره وتأكيده.



ثالثاً:
الوفاء بالعهود، وعدم نكثها ومهما كلفت من ثمن وهو خلق سام شريف، وجاء الإسلام
بتقريره وتأكيده.



رابعاً:
احترام الجوار، وتقرير مبدأ الحماية لمن طلبها، وعدم خفره مهما كانت الأحوال.



خامساً:
الصبر والتحمل؛ حتى قالواSad تجوع الحُرَّة ولا تأكل بثديها) وجاء الإسلام فزاد هذا
الخلق قوة ومتانة.



سادساً:
الشجاعة والنجدة والأنفة وعدم قبول الذل والمهانة وهي خصال امتاز بها العرب نساءً
ورجالاً، وفي أشعارهم وأقاصيصهم شواهد على ذلك.



سابعاً:
احترام الحرم، والأشهر الحرم، ولو كانوا ذوي سوابق في الشر.



ثامناً:
تحريمهم نكاح الأمهات والبنات.



تاسعاً:
اغتسالهم من الجنابة.



عاشراً:
الختان.



الحادي
عشر: الحج والعمرة.



فهذه جملة
من العادات الحسنة الحميدة التي عُرف بها العرب في الجاهلية قبل الإسلام. وإنها
وإن لم تكن عامة في كل فرد فإنها الطابع العام على غالبيتهم.



لكن هذه
العادات في مقابل تلك السيئات لا تحسب لهم، فهذه عادات، أما العبادات فقد داسوها
بأقدامهم، بل قدموا الحجر والوثن على رب البشر، فالأمر السائد عندهم هو السوء
والتخلف الحضاري والاجتماعي، حتى أنورت الدنيا بمقدمه
- صلى الله عليه وسلم -.


أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم:
]لَقَدْ
جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ
عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
[[التوبة:128].


بارك الله
لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وأيَّا كم بما فيه من الآيات والذكرِ
الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه إن
ربي لغفور رحيم.






الخطبة الثانية


الحمد لله
وكفى، وصلاة وسلاماً على النبي المصطفى، وعلى آله وصحبه
ومن اهتدى، أما بعد:



فيا عباد
الله:على هذا الوضع كان حال العالم وحال جزيرة العرب قبل بَعثةالنبي- صلى الله
عليه وسلم -، ولم يكن على الحقِّ إلا أفرادٌ قلائل جدًّا، مثل زيد بن عمرو بن
نُفَيْل والد الصحابي سعيد بن زيد - رضي الله عنه -، وكان حنيفيًّا على ملَّة
إبراهيم - عليه السلام -، وكذلك ورقة بننَوْفَلٍ الذي كان قد تَنَصَّر، كما كان
هناك قُسُّ بن ساعدة الإيادي الذي كان يُبَشِّربمجيء نبيٍّ، وقد أدرك النبيَّ
بالفعل، لكنه لم يُدْرِك البعثة.



لقد بُعث-
صلى الله عليه وسلم -والعالم فوضى يأكلبعضه بعضًا، وقد ساد الظلم وفشا الفجور
وكثرت الآثام والشرور، حتى كانت الدنيا تعج بالفساد السياسي، والاقتصادي،
والاجتماعي فكانت ظلاماً متراكماً بعضه على بعض.



عباد الله:
في عام 571م المعروف بعام الفيل بعد حادثة الفيل بخمسين يوماً، في شهر ربيع الأول
كان مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - وظهور النور للعالم كله، فزعز الله به كيان
الوثنية، ودكدك الله به عروش الجاهلية، وأزال به رواسبهم، فكان سبباً بعد ذلك إلى
أن أخرج الله به العباد من الظلمات إلى النور، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا
والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا
والآخرة.



أيها
المسلمون: المولد النبوي الشريف وما صاحبه ويتبعه من أحداث، هذا ما نتحدث عنه في
الخطبة القادمة إن شاء الله تعالى.



ألا وصلوا - عباد الله - على خير البرية
أجمعين، ورسولِ رب العالمين، إذ أمركم بذلك ربكم - عز وجل - بقوله:] إِنَّ اللَّهَ
وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً[ [الأحزاب:56].



اللهم صل
وسلم على نبينا محمد، وعلى آله الأطهار وصحابته الأماجد الأخيار، المهاجرين منهم
والأنصار، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان
وعلي وعن سائر العشـرة المبـشرين بالجنة، والصحابة أجمعين.



اللهم
أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله
ملتبساً علينا فنضل
، واجعلنا للمتقين إمامًا.


اللهم حبب
إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفرَ والفسوق والعصيان واجعلنا من
الراشدين.



اللهم
أحفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين، ولا تشمت بنا أعداءً ولا حاقدين، واجعلنا
من أوليائك الصادقين.



اللهم أعز
الإسلام وانصر المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل
هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.



اللهم يا
رب العالمين أحفظنَا وبلادنَا وبلادَ المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن،
اللهم جنبنا الزلازل والمحن، والآفات والنقم.



اللهم انصر
إخواننا المجاهدين في كل مكان، اللهم ثبت أقدامهم، ووحد صفوفهم، وسدد رميهم، وأحفظ
قادتهم، وكن لهم مؤيداً ونصيراً، ومعيناً وظهيراً.



اللهم أبرم
لهذه الأمة أمراً رشداً يُعز فيه أهل الطاعة، ويذل فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه
بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء.



اللهم
اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع
قريب مجيب الدعوات.



عباد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي
يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم،
ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sllam.yoo7.com
 
سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القصيدة الحدادية الداخلية للحجرة النبوية الشريفة
» كتب السيرة النبوية
»  السيرة النبوية
» السيرة النبوية الكاملة
»  أهمية السيرة النبوية في فهم الإسلام /

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى فرسان الحقيقه :: 
فرسان الحقيقه للصوتيات والمرأيات
 :: 
منتدى الخطب المنبريه
-
انتقل الى:  
اقسام المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لـ{منتدى فرسان الحقيقه} ®

حقوق الطبع والنشر © مصر 2010-2012

فرسان الحقيقه للتعارف والاهداءات والمناسبات ْ @ منتدى فرسان الحقيقه للشريعه

والحياه @ منتدى الفقة العام @ فرسان الحقيقه للعقيدة والتوحيد @ منتدى القراءن الكريم وعلومه ْ @ فرسان الحقيقه للحديث والسيرة .. ْ @ الخيمة الرمضانيه @ مناظرات وشبه @ الفرسان للاخبار العالميه والمحليه @ المنتدى الاسلامى العام @ فرسان الحقيقه للمواضيع العامهْ @ خزانة الكتب @ منتدى الخطب المنبريه ْ @ المكتبه العامة للسمعياتً ٍ @ منتدى التصوف العام @ الطريقه البيوميهْ @ مكتبة التصوفْ ْ @ الطرق الصوفية واورادهاْ @  ُ الطريقة النقشبنديهً @ منتدى اعلام التصوف والذهد @ منتدى ال البيت ومناقبهم ٍ @ منتدى انساب الاشراف َ @ منتدى الصحابة وامهات المؤمنين @ منتدى المرأه المسلمه العام @ كل ما يتعلق بحواء @ منتدى ست البيتْ ْ @ ركن التسلية والقصص ْ @ منتدى الطفل المسلمِ @ منتدى القلم الذهبى @استراحة المنتدى @  رابطة محبى النادى الاهلىٍ ِِ @ منتدى الحكمة والروحانيات @ رياضة عالمية @ منتدى الاندية المصرية @ منتدى الطب العام @ منتدى طبيبك الخاص @ منتدى الطب البديل @ منتدى النصائح الطبية @ منتدى الطب النبوى @ المنتدى الريفى @ فرسان الحقيقه للبرامج @ تطوير المواقع والمنتديات @ التصاميم والابداع @ الشكاوى والاقتراحات @ سلة المهملات @

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      




قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى فرسان الحقيقه على موقع حفض الصفحات
متطلبات منتداك


Add to netvibes

سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)  Feedly

سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)  Subtome-feedburner

سلسلة السيرة النبوية الشريفة: العالم قبل البعثة (1)  Bittychicklet_91x17

Powered by FeedBurner

I heart FeedBurner



الاثنين 28 من فبراير 2011 , الساعة الان 12:03:56 صباحاً.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
تحزير هام

لا يتحمّل الموقع أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في منتدى فرسان الحقيقة
ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم   التي تخالف القوانين
أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر.

ادعم المنتدى
My Great Web page
حفظ البيانات؟