حار في الثانية ، رطب في الأولى ، جيده الحولي ، يولد الدم المحمود القوي
لمن جاد هضمه ، يصلح لأصحاب الأمزجة الباردة والمعتدلة ، ولأهل الرياضات
التامة في المواضع والفصول الباردة ، نافع لأصحاب المرة السوداء ، يقوي
الذهن والحفظ . ولحم الهرم والعجيف رديء ، وكذلك لحم النعاج ، وأجوده : لحم
الذكر الأسود منه ، فإنه أخف وألذ وأنفع ، والخصي أنفع وأجود ، والأحمر من
الحيوان السمين أخف وأجود غذاء ، والجذع من المعز أقل تغذية ، ويطفو في
المعدة .
وأفضل اللحم عائذه بالعظم ، والأيمن أخف وأجود من الأيسر ،
المقدم أفضل من المؤخر ، وكان أحب الشاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
مقدمها ، وكل ما علا منه سوى الرأس كان أخف وأجود مما سفل ، وأعطى الفرزدق
رجلاً يشتري له لحماً وقال له: خذ المقدم ، وإياك والرأس والبطن ، فإن
الداء فيهما . ولحم العنق جيد لذيذ ، سريع الهضم خفيف ، ولحم الذراع أخف
اللحم وألذه وألطفه وأبعده من الأذى ، وأسرعه انهضاماً .
وفي الصحيحين :
أنه كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولحم الظهر كثير الغذاء ،
يولد دماً محموداً . وفي سنن ابن ماجه مرفوعاً : " أطيب اللحم لحم الظهر " .