أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي رضي الله عنها، القرشية الأسدية، زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، أول امرأة تزوجها، وأول من أسلم بإجماع المسلمين، لم يتقدمها رجل ولا امرأة.
كانت تدعى في الجاهلية الطاهرة، أوسط نساء قريش نسبا، وأعظمهم شرفا، وأكثرهم مالا، تستأجر الرجال في مالها تضاربهم إياه.
ولما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه وعرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجرا على أن تعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار، فقبل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منها، وتاجر في مالها، فأضعف وأربح، ونما مالها وأفلح.
وكانت خديجة امرأة حازمة لبيبة شريفة مع ما أراد الله من كرامتها، فعرضت نفسها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك لأعمامه، فخرج معه عمه حمزة بن عبد المطلب حتى دخل على خويلد بن أسد، فخطبها إليه، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وعشرين سنة، وكان عمرها يومئذ أربعين سنة وقد تزوجت قبله برجلين، فولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولده كلهم إلا إبراهيم فإنه كان من مارية القبطية، وأكبر أولاده من خديجة القاسم وبه يكنى صلى الله عليه وسلم، وعبد الله ويسمى الطاهر و الطيب، وماتا قبل البعثة، أما بناته منها فهن رقية أكبرهن ثم زينب ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، وكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم، ومن كرامتها أنه لم يتزوج امرأة قبلها، ولم يتزوج عليها قط، فوجد أي حزن لفقدها، وحزن النبي صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا مع كامل الصبر والتسليم لله رب العالمين، حتى سمي ذلك العام بعام الحزن.
وكانت رضي الله عنها رابطة الجأش، عاقلة مصونة، ثبتت جأش النبي صلى الله عليه وسلم لما فاجأه الوحي أول مرة في غار حراء، فرجع إليها يرجف فؤاده، فلم تفقدها شدة الصدمة وعيها، بل كلها رزانة وتعقل، وصبر وتحمل، ونطقت بالحكمة، وقامت بالخدمة، قالت له: "كلا والله لا يخزيك الله أبدا، والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل (أي التعب)، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".
رضي الله عنها و أرضاها و أسكنها فسيح جناته و في الفردوس الأعلى
-----------------------
رضي الله عنك يا أمنا الحبيبة
بها أحببت أن أبدأ عودة الطرح
بهذه المرأة العظيمة التى كانت أول حضن لدين الله و ما يمثله
أول من نصر و صدق حبيب الله و آمن به
يا لها من زوجة و إمرأة و أم
مكانتها كبيرة عند الله عزوجل
فهو في مرة أرسل سيدنا جبريئل لحبيبنا المصطفى يخبره أن الله عزوجل يقرء خديجة السلام
و عندما أخبرها الرسول الكريم ذلك
أجابت: هو السلام منه السلام و إليه السلام تبارك و تعالى ذو العز و الجلال
و كانت أول من قالها
و لقد كانت المرآة التى إختارها الله عزوجل لتكون أول زوجة لرسوله الكريم و أكرمها بولادة أبنائه الطاهرين و بناته الطاهرات و بفاطمة الزهراء أم الحسن و الحسين ليستمر منهما نفحة النسب الطاهر الى يوم الدين
فرحمة الله عليك يا أمنا الفاضلة
و ندعو الله أن يجمعنا بك في جناته
و أن يكتب لنا تقبيل يديك
و حبيب الرحمن أنواره عليك
باسم ضاحك إلينا
و أحبابنا كلهم حوالينا
و رب العباد راض علينا
و الله الرؤوف المجيب