منتدى فرسان الحقيقه
حقيقة العبودية لله تعالى 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا حقيقة العبودية لله تعالى 829894
ادارة المنتدي حقيقة العبودية لله تعالى 103798
منتدى فرسان الحقيقه
حقيقة العبودية لله تعالى 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا حقيقة العبودية لله تعالى 829894
ادارة المنتدي حقيقة العبودية لله تعالى 103798
منتدى فرسان الحقيقه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى فرسان الحقيقه

منتدى فرسان الحقيقه اسلاميات العاب برامج روحانيات مسرحيات اخبار فنون وعلوم تطوير مواقع ومنتديات
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Hot Pink
 Sharp Pointer
اهلا بكم فى منتدى فرسان الحقيقة اسلاميات العاب برامج روحانيات مسرحيات اخبار فنون وعلوم تطوير مواقع ومنتديات وجديد
حقيقة العبودية لله تعالى B19m8_GNaGHz

 

 حقيقة العبودية لله تعالى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
مدير عام
مدير عام
Admin


الاوسمة : حقيقة العبودية لله تعالى Ss6
عدد المساهمات : 2964
نقاط : 58168
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 23/06/2010
حقيقة العبودية لله تعالى Egypt10
الموقع : https://sllam.yoo7.com/

حقيقة العبودية لله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: حقيقة العبودية لله تعالى   حقيقة العبودية لله تعالى I_icon_minitimeالأربعاء 30 مارس - 3:23

الحمد لله
العبادة في اللغة : هي الخضوع والذل تقول العرب هذا طريق مُعَبَّدْ أي مُذَلَّلْ من كثرة وطئ الأقدام عليه .
أما في الشرع فالعبادة تطلق على شيئين :
الأول : فعل العبد كالذي يصلي أو يزكي ففعله هذا عبادة ويعرفها العلماء بقولهم :
هي طاعة الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه مع محبة الله وخوفه ورجائه .
الثاني : نفس المأمور به ولو لم يفعله أحد كالصلاة في حد ذاتها والزكاة ونحو ذلك فيعرفها العلماء بقولهم :
هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة .
وسميت هذه المأمورات
عبادات لأن المكلفين يفعلونها خاضعين متذللين محبين لربهم جل وتعالى . فلا
بد في عبادة الله من كمال محبته مع كمال الخضوع والذل له سبحانه

وقد بين لنا ربنا أن الغاية العظمى والهدف الأسمى من خلق الجن والإنس هو أن يعبدوه وحده لا شريك له فقال جل شأنه : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات/56
فكيف نحقق هذه الغاية ونصل إلى هذا الهدف ؟ [
كثير من الناس يظن أن
العبادة لا تعدو أن تكون مجموعة من الشعائر التعبدية التي أمر الله أن تؤدى
في أوقاتها المعلومة ـ كالصلاة والصيام والحج ، وبهذا ينتهي كل شيء ـ .
وليس الأمر كما يظن هؤلاء

فكم تستغرق الشعائر التعبدية من اليوم والليلة ؟ بل كم تستغرق من عمر الإنسان نفسه؟!
فأين بقية العمر إذن ؟
وأين بقية الطاقة ؟ وأين بقية الوقت ؟ أين تنفق وأين تذهب ؟ أتنفق في
العبادة أم في غيرها ؟ وإن كانت ستنفق في غير العبادة فكيف تتحقق غاية
الوجود الإنساني التي حصرتها الآية حصراً كاملاً في عبادة الله ؟ وكيف
يتحقق قوله تعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) الأنعام/162 .

إن العبودية قضية كلية تهيمن على حياة المسلم فهو حين يسعى في الأرض لطلب الرزق يعبد الله لأن ربه يأمره بذلك في قوله : ( فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور ) الملك/15 ، وهو حين ينام فهو ينام ليتقوى على عبادة الله تعالى كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه : " إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي "
أخرجه البخاري 4342 ، أي أنه يحتسب الأجر في نومه كما يحتسب الأجر في
قيامه لِلَّيل ، بل إن المسلم لا يرضى إلا أن يكون تمتعه بالطعام والشراب
والنكاح في ميزان حسناته كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (
وفي بضع أحدكم صدقة . قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له
فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر ؟ قالوا : نعم .
قال : فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر )
أخرجه مسلم 1006

وطريق الوصول إلى هذه
المرتبة العظيمة بأن يستحضر العبد ذكر ربه وهو يعمل في شتى مجالات الحياة
فيسأل نفسه هل هو في الموضع الذي يرضي ربه عنه أم يسخطه عليه ؟ فإذا كان في
موضع الرضى فليحمد الله وليزدد من الخير ، وإن كان على غير ذلك فليستغفر
الله وليتب إليه كما هو حال عباد الله المتقين الذين وصفهم الله بقوله : (
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ
يَعْلَمُونَ . أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ
الْعَامِلِينَ )
آل عمران/ 135 ، 136 .

وهكذا كانت العبادة في
حس سلفنا الصالح من الصحابة ومن بعدهم فلم يحصروها قط في إطار الشعائر
التعبدية بحيث تصبح اللحظات التي يقومون فيها بأداء تلك الشعائر هي وحدها
لحظات العبادة ، وتكون بقية حياتهم " خارج العبادة " إنما كان في حس أحدهم
أن حياته كلها عبادة وأن الشعائر إنما هي لحظات مركزة يتزود فيها الإنسان
بالطاقة الإيمانية التي تعينه على أداء بقية العبادات المطلوبة منه ، ولذلك
كانوا يحتفون بها احتفاءً خاصاً كما يحتفي المسافر بالزاد الذي يعينه على
الطريق وباللحظة التي يحصل فيها على الزاد .

لقد كانوا كما وصفهم ربهم : ( يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم )
آل عمران/191 أي في جميع أحوالهم لقد كانوا يجمعون إلى الذكر باللسان
الذكر بالقلب وكانت عظمة الله وخشيته حاضرة في قلوبهم في كل عمل يعملونه ،
أو قول يقولونه فإذا حدث وغفل أحدهم فزل أو أخطأ كان حاله كما وصف الله في
الآيات التي سبق ذكرها من آل عمران .

ثم اعلم ـ وفقك الله ـ
أن كل إنسان عابد بفطرته. أي أنه مجبول على العبادة ؛ فإما أن يكون عابدا
لله وحده بلا شريك ، وإما أن يكون عابدا لشيء آخر غير الله ، معه أو من
دونه ، كلاهما سواء ! وهذه العبادة هي التي يسميها الله سبحانه وتعالى "
عبادة الشيطان " لأنه استجابة لدعوة الشيطان : ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ) يس/60 . ولا يستوي حياة الإنسان عابدا لله وعابدا للشيطان : ( أفمن يمشي مكباًّ على وجهه أهدى أم من يمشي سويا على صراط مستقيم ) الملك/22 .

( قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور ) الرعد/16 ، والشيطان يستدرج الإنسان في محاولة لإبعاده عن عبادة الله فتارة ينجح في إبعاده إبعاداً مؤقتاً كما يقع في المعصية " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن .. )
أخرجه البخاري (2475 ) ومسلم (57 ) ، وتارة يبعده إبعاداً كاملاً ينقطع
فيه ما بين العبد وبين ربه فيشرك أو يكفر أو يلحد ـ والعياذ بالله ـ

وعبادة الشيطان هذه تارة تكون عبادة للهوى كما قال تعالى : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً )
الفرقان/43 ، فهذا العبد الذي يأتمر بأمر هواه فما رآه حسنا فعله وما رآه
قبيحا تركه فهو مطيع لهوى نفسه يتبع ما تدعو إليه فكأنه يعبده كما يعبد
الرجل إلهه.

وتارة تكون عبادة للدرهم والدينار كما قال صلى الله عليه وسلم :
" تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ
إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ تَعِسَ وَانْتَكَسَ
وَإِذَا شِيكَ فَلا انْتَقَشَ .. الحديث "
رواه البخاري 2887

وهكذا كل من تعلق قلبه
بشيء غير الله من أهواء نفسه فإن حصل له رضي وإن لم يحصل له سخط فهو عبد ما
يهواه رقيق له؛ إذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته .

ثم بقدر ما تستعبده هذه
الشهوات أو بعضها بقدر ما تضعف عبوديته لربه سبحانه فإن استحكمت عبوديته
لتلك الشهوات والأهواء حتى صدته عن الدين بالكلية فهو مشرك كافر ، وإن صدته
تلك الأهواء والشهوات عن بعض ما يجب عليه أو زينت له فعل بعض ما يحرم عليه
مما لا يخرج فاعله من الدين فقد نقص من عبوديته لربه وإيمانه به بقدر ما
صُد عنه.

نسأل الله تعالى أن يمن علينا بكمال العبودية له سبحانه , وأن يجعلنا من عباده المخلَصين وأوليائه المقربين ، إنه سميع قريب مجيب .
والله أعلم وأحكم .
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 30 مارس - 3:36 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sllam.yoo7.com
Admin
مدير عام
مدير عام
Admin


الاوسمة : حقيقة العبودية لله تعالى Ss6
عدد المساهمات : 2964
نقاط : 58168
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 23/06/2010
حقيقة العبودية لله تعالى Egypt10
الموقع : https://sllam.yoo7.com/

حقيقة العبودية لله تعالى Empty
مُساهمةموضوع: رد: حقيقة العبودية لله تعالى   حقيقة العبودية لله تعالى I_icon_minitimeالأربعاء 30 مارس - 3:24

إذن العبودية لله عز وجل إخوانى وأحبائى لا تقتصر على الشعائر التعبدية
كما يريد أعداء الإسلام أن يحصروها فى ذلك
بل وبكل أسف إستجاب لهم قطاع عريض من الأمة بل من الدعاة
فصار هذا منتهى أمله ومبلغ عمله فأخل بمعنى العبودية أيما إخلال ,,

إن فصل الدنيا عن الآخرة ، ووضعهما في موضع التضاد والتقابل ، بحيث يصبح التعامل مع إحداهما بمثابة الإمتناع عن التعامل مع الأخرى ..
وحصر العبادة في الشعائر التعبدية ، والتركيز عليها ، وإهمال المفهوم الشامل للعبادة ، الذي يشمل كل نشاط الإنسان ..
ولا هذا من الإسلام .. ولا هذا من الإسلام !
حين دخل رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - المدينة أمر ببناء المسجد .. ثم وجه الصحابة - رضوان
الله عليهم - إلى السوق .. وقد كانت السوق يومئذ في يد اليهود ، ولهم هناك
صولة الاقتصاد قائمةً على الربا وأكل أموال الناس بالباطل . فهل أمر الزاهد
العظيم - صلى الله عليه وسلم - أصحابه الزاهدين أن يزهدوا في أمور
الاقتصاد - وهي في حس المتأخرين من أمور الدنيا - ليفوزوا بالآخرة ، ويدعوا
السيطرة الاقتصادية لليهود ، تزيد من قدرتهم على الإفساد في الأرض ؟!

إن توجيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للصحابة أن يجاهدوا لنزع السيطرة الاقتصادية من اليهود أمر له دلالته ..
فالمسجد ، الذي بدأ ببنائه ، هو الذي تقام فيه الصلاة المعلِنة عن قيام أمة لا إله إلا الله ممكنـة في الأرض
.. وهو الذي تتربى فيه الأمة على هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ويقضى فيه بين المسلمين ، وتقرر فيه سياستهم ، وسلمهم وحربهم .. والسوق هي
التي تقام فيها الحياة الاقتصادية التي تقوم عليها حياة الأمة المسلمة
:

( أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً )
ولا بد من هذه وتلك ، ليتكامل كيان الأمة التي تدعو إلى الخير ، وتأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وتحصل على الفلاح :

وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ )
.


أما
استخلاص جانب من العبادة التي فرضها الله على الإنسان - وهو الشعائر
التعبدية - والزعم بأنها وحدها هي المؤدية إلى الفوز في الآخرة ، وإهمال
الجانب الآخر من العبادة على زعم أنه جانب أرضي متعلق بالحياة الدنيا ، وأن
في إهماله قربى إلى الله .. فقد كان أهم ما تركوه ،
وأخطره أثرا في حياة الأمة ، هو المقتضى الواقعي للا إله إلا الله ! أو قل
بعبارة أخرى : المقتضى السياسي والاقتصادي والاجتماعي للا إله إلا الله !



حين وقعت الأمة في هذه المجموعة من الانحرافات : تفريغ لا إله إلا الله من مقتضاها الحقيقي
، وتحولها إلى كلمة تقال باللسان ، بغير دلالة ولا رصيد واقعي . وحصر
مفهوم العبادة في شعائر التعبد . وتحوّل عقيدة القضاء والقدر إلى سلبية
وقعود عن الأخذ بالأسباب ، وتخل عن دور الإنسان الإيجابي في الأرض . ووضع
الدنيا والآخرة موضـع التقابل والتخيير ، ثم اختيار الآخرة وإهمال الدنيا

حين وقعت كل هذه الانحرافات في حياة الأمة لم يكن غريبا إذن أن يختل مفهومها عن الحضارة وأن تهمل عمارة الأرض .
لقد كان فهم الأجيال الأولى من المسلمين للحضارة مستمداً من روح الإسلام ، ومتفردا ككل شيء في هذا الدين .

إن
الإسلام - المنزل من عند الله اللطيف الخبير ، خالق الإنسان والعليم
بأحواله وحاجاته ، وما يصلحه وما يصلح له - هو المنهج الشامل الكامل ، الذي
لا يهمل جانبا من جوانب الإنسان ، ولا يلبي جانبا منه على حساب جانب آخر ،
والذي يستجيب للفطرة السوية كما خلقها الله :


(
إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ
سَاجِدِينَ ) .


هذا
التكوين الإنساني المترابط ، الذي لا تنفصل فيه قبضة الطين عن نفخة الروح ،
ولا نفخة الروح عن قبضة الطين ، له مفهوم حيوي شامل لعالم الجسد وعالم
الروح ، وينبغي أن يكون له واقع حيوي يتسم بذات الشمول والترابط المتمثل في
تكوين " الإنسان " .

والمنهج الرباني هو الذي يرسم خطوط هذا الواقع الحيوي ويرسم تفصيلاته .
والشمول والترابط والتوازن هي أبرز سمات المنهج الرباني .
شمول لكل جوانب الإنسان والحياة البشرية ، وربط وثيق بينها ، وموازنة بين شتى جوانبها .
وتلك عظمة الإسلام ،
وتلك مزيته على المناهج الجاهلية التي تحكم حياة الناس في معزل عن العقيدة
الصحيحة ، أي في معزل عن لا إله إلا الله ، والتي يشملها قوله تعالى
:


( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) .

وحكم الله ليس مقصورا على إقامة الحدود ، كما أن حكم الجاهلية ليس مقصورا على القوانين التي يتحاكم الناس إليها في المحاكم ..
إنما حكم الله شامل لكل صغيرة وكبيرة في حياة الإنسان ، سواء كان مما يصل
إلى القضاء أو لا يصل إليه ، بل سواء كان عملا ظاهرا أو نية مضمرة في
الضمير . وكذلك حكم الجاهلية ليس محصورا في تلك القوانين التي تحكم
المخالفات والجنح والجنايات ، أو المعاملات المدنية أو المعاملات التجارية
.. الخ .. إنما هو كذلك نظم ومؤسسات وأفكار وسلوك ومشاعر ، قائمة كلها
بمعزل عن لا إله إلا الله ، وعن الاستمداد من منهج الله
.

ومن ثم فإن الحضارة وعمارة الأرض ذات صلة وثيقة بلا إله إلا الله ، والمنهج المنزل من عند الله ليحكم الحياة
* * *
إن المفهوم الإسلامي للحضارة هو مفهوم العبادة ..

وهي التحقيق السوي لغاية الوجود الإنساني في الأرض ، التي حددها قوله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) وفسرها قوله تعالى ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ ) . وهي في المفهوم الإسلامي شيء شامل لكل النشاط الهادف للإنسان .
إن الصلاة والنسك جزء من المفهوم الإسلامي للحضارة ، بمدلولهما الحقيقي ، ومقتضاهما الحقيقي .
وإن إقامة شريعة الله في الأرض ، والحكم بما أنزل الله ، وهو المقتضى المباشر للا إله إلا الله ، جزء من المفهوم الإسلامي للحضارة .
وإن
إقامة العدل الرباني في الأرض كما أراده الله أن يكون ، وأخرج هذه الأمة
لتقيمه ، وقال لها سبحانه في توجيهاته لها وإعداده إياها لحمل هذه الأمانة
الكبرى
: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى
أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً
أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ
تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا
تَعْمَلُونَ خَبِيراً )
( ) وقال : ( يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ
بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا
اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى
) ( ) .. إن إقامة العدل الرباني على هذه الصورة جزء من المفهوم الإسلامي للحضارة .


وإن
إقامة الحياة كلها - بكل ألوان النشاط فيها - على قاعدة أخلاقية مدارها
تقوى الله وخشيته .. فتكون السياسة ذات أخلاق قائمة على حكم ولي الأمر
بشريعة الله ، والسمع والطاعة من الأمة لولي الأمر فيما يأمر به موافقا
لشريعة الله ، والنصح لله ورسوله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
والتعاون على البر والتقوى ، وعدم التعاون على الإثم والعدوان ، وإقامة
الأمر على الشورى التي أمر بها الله .. ويكون الاقتصاد له أخلاق ، قائمة
على الالتزام بما أحله الله ، وتحريم ما حرم الله من ربا واحتكار وغش وسلب
ونهب ، وسرقة وغصب ، وأكل مال الأجير ، وأكل أموال الناس بالباطل ، وقائمة
على تطهير المال بأداء الزكاة ، والإنفاق في سبيل الله ، وعدم الإنفاق في
ترف أو سرف أو معصية أو مخيلة .. وتكون علاقات المجتمع ذات أخلاق قائمة على
التواد والتحاب والتكافل ، والتعاون على البر والتقوى ، وحرمة الدم والعرض
والمال ، وكظم الغيب والعفو عن الناس ، والكف عن الغمز واللمز والغيبة
والنميمة والتجسس والاطلاع على العورات .. وتكون علاقات الأسرة ذات أخلاق
.. وعلاقات الجنسين ذات أخلاق .


إن إقامة الحياة كلها على هذه القاعدة الأخلاقية جزء من المفهوم الإسلامي للحضارة .
وإن الوفاء بالمواثيق ، يستوي في ذلك العقود الفردية أو المعاهدات والمواثيق الدولية ، جزء من المفهوم الإسلامي للحضارة .
وإن طلب العلم ، سواء
العلم بدين الله وأحكامه ، أو العلم بسنن الله في الكون وخواص المادة ،
الذي يعين على استخلاص ما سخر الله للإنسان من طاقات السماوات والأرض ،
واستخدامها في عمارة الأرض ، أو العلم بسنن الله في الحياة البشرية ، التي
يقوم على أساسها مجتمع صالح ، أو العلم بالتاريخ البشري وما فيه من فترات
الهدى والضلال ، والنتائج المترتبة على كل منهما في واقع الحياة البشرية ..
إن هذا العلم بمختلف فروعه واتجاهاته ، جزء من المفهوم الإسلامي للحضارة .

وإن إقامة فنون نظيفة ،
تلتفت إلى الجمال في الكون وفي الحياة البشرية وتعبر عنه في أداء جميل ..
فنون لا تزين الفاحشة لأن الفاحشة ليست جمالا ولكنها هبوط . ولا تزين لحظة
الضعف لأنها ليست جمالا إنما هي لحظة غفلة عن إدراك غاية الوجود الإنساني ،
أو لحظة تقصير في تحقيق ذلك الوجود . ولا تزين الانحراف والشذوذ لأنه ليس
جمالا ، وإنما هو نشاز نافر عن الجمال ، ولا تزين عبادة الشيطان وعبادة
الهوى والشهوات ، لأنها ليست جمالا ، وإنما هي حطة للإنسان الذي كرمه الله
وفضله ، وأراد له أن يتحرر من كل عبودية زائفـة تزري بكيانه وتستذله .. إن
إ

وهذا كله ، وما كان في مثل اتجاهه ، هو الجانب المعنوي من الحضارة في المفهوم الإسلامي .
ثم إن هناك جانبا ماديا للحضارة الإنسانية يشمله المفهوم الإسلامي ، وهو جانب ضخم كذلك .
فلئن كان الإنسان
مخلوقا لعبادة الله ، فإن عمارة الأرض هي جانب من مفهوم العبادة الواسع
الشامل ، الذي يحقق خلافة الإنسان في الأرض


( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) .
( هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ) .

وإذا
اعتبرنا إقامة لا إله إلا الله في الأرض ، أي إزالة الشرك ، وإقامة
التوحيد ، وإقامة العدل الرباني والأخلاق الإيمانية جانبا من " العمارة " ،
لأن الأرض لا تعمر حقا إلا تحت المظلة الإيمانية التي تقيها من الانحراف
والفساد والشر .. فإن الجانب الآخر هو العمارة المادية ، باستخلاص طاقات
السماوات والأرض وتسخيرها لخير الإنسان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sllam.yoo7.com
 
حقيقة العبودية لله تعالى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى فرسان الحقيقه :: 
فرسان الحقيقه الاسلامى
 :: منتدى فرسان الحقيقه للشريعة والحياه
-
انتقل الى:  
اقسام المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لـ{منتدى فرسان الحقيقه} ®

حقوق الطبع والنشر © مصر 2010-2012

فرسان الحقيقه للتعارف والاهداءات والمناسبات ْ @ منتدى فرسان الحقيقه للشريعه

والحياه @ منتدى الفقة العام @ فرسان الحقيقه للعقيدة والتوحيد @ منتدى القراءن الكريم وعلومه ْ @ فرسان الحقيقه للحديث والسيرة .. ْ @ الخيمة الرمضانيه @ مناظرات وشبه @ الفرسان للاخبار العالميه والمحليه @ المنتدى الاسلامى العام @ فرسان الحقيقه للمواضيع العامهْ @ خزانة الكتب @ منتدى الخطب المنبريه ْ @ المكتبه العامة للسمعياتً ٍ @ منتدى التصوف العام @ الطريقه البيوميهْ @ مكتبة التصوفْ ْ @ الطرق الصوفية واورادهاْ @  ُ الطريقة النقشبنديهً @ منتدى اعلام التصوف والذهد @ منتدى ال البيت ومناقبهم ٍ @ منتدى انساب الاشراف َ @ منتدى الصحابة وامهات المؤمنين @ منتدى المرأه المسلمه العام @ كل ما يتعلق بحواء @ منتدى ست البيتْ ْ @ ركن التسلية والقصص ْ @ منتدى الطفل المسلمِ @ منتدى القلم الذهبى @استراحة المنتدى @  رابطة محبى النادى الاهلىٍ ِِ @ منتدى الحكمة والروحانيات @ رياضة عالمية @ منتدى الاندية المصرية @ منتدى الطب العام @ منتدى طبيبك الخاص @ منتدى الطب البديل @ منتدى النصائح الطبية @ منتدى الطب النبوى @ المنتدى الريفى @ فرسان الحقيقه للبرامج @ تطوير المواقع والمنتديات @ التصاميم والابداع @ الشكاوى والاقتراحات @ سلة المهملات @

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      




قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى فرسان الحقيقه على موقع حفض الصفحات
متطلبات منتداك


Add to netvibes

حقيقة العبودية لله تعالى Feedly

حقيقة العبودية لله تعالى Subtome-feedburner

حقيقة العبودية لله تعالى Bittychicklet_91x17

Powered by FeedBurner

I heart FeedBurner



الاثنين 28 من فبراير 2011 , الساعة الان 12:03:56 صباحاً.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
تحزير هام

لا يتحمّل الموقع أيّة مسؤوليّة عن المواد الّتي يتم عرضها أو نشرها في منتدى فرسان الحقيقة
ويتحمل المستخدمون بالتالي كامل المسؤولية عن كتاباتهم وإدراجاتهم   التي تخالف القوانين
أو تنتهك حقوق الملكيّة أو حقوق الآخرين أو أي طرف آخر.

ادعم المنتدى
My Great Web page
حفظ البيانات؟